أسامة فقيه «جسّيس» ينفخ في جسد الكلمات روح المقامات

ما إن تسمع ترديد «السمّيعة» مفردة «الله»، إلا وتعرف أن هناك أداء طربيا شجيّا، تعتقت أوتار حباله الصوتية، في رحيق روحانية المكان، وتشرّبت روحه صدى زمن حسن جاوه، ومحمد أمان، والسندي، وطلال مدّاح، ويحيى لبّان، فكان امتداداً لهم، إلا أنه اختط لموهبته «بما منحه الله» مساراً يثمل الطربيين على جانبيه، كلما صدح بآآآآه الرصد، واااييه السيكا.

وُلد الفنان أسامة فقيه، من رحم أطهر البقاع، فخطف بومضات في مواقع التواصل الاجتماعي الأنظار، وأسَرَ الألباب، وحاز إعجاب جمهور تمتد جغرافيته من الماء إلى السماء، وكان أهلاً لهذه المكانة، التي ملأته أدباً وتواضعاً، فزاد محبةً وإجلالاً في أحداق النخبة والبسطاء.

لأداء أسامة فقيه، صورةٌ تُرى، تتموّج تموّج البحر في فصل الصيف، ولغنائه ضوء يسامر حُداة العشق في ليل الشتاء، ولحضوره حظوة ربيع مُزهر بالحُب والعطاء؛ ينفخ في جسد الكلمات «روح المقامات»، ونجح في طبع بصمة في وجدان الإنسانية النقيّة من التلوث السمعي، والمسيّجة ذائقتها بهذا الصوت الذي يراهن الطرب عليه.

نقلاً عن : عكاظ