ينتمي النعناع الأخضر (Mentha spicata) إلى عائلة النباتات الشفوية، ويعد من أقدم الأعشاب العطرية التي استخدمها الإنسان في الطب التقليدي والطبخ على مر العصور.

ويُعتبر موطن شاي النعناع الأصلي هو أوروبا وجنوب آسيا، حيث يعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل “نعناع الحديقة” و”النعناع الشائع”.

وفقًا لمجلة “ذا هيلث” الأمريكية، فإن شاي النعناع الأخضر يزداد شهرة بفضل مذاقه المنعش وفوائده الصحية المدعومة بالدراسات العلمية المتزايدة.

محارب طبيعي للالتهابات

تُظهر الأبحاث أن شاي النعناع يحتوي على مركبات نباتية فعّالة، مثل حمض الروزمارينيك، الذي يُعرف بخصائصه المضادة للالتهابات. وأظهرت دراسة صغيرة استمرت لمدة 16 أسبوعًا أن المشاركين الذين تناولوا شاي النعناع شهدوا تحسنًا ملحوظًا في أعراض هشاشة العظام، بما في ذلك تقليل الألم والتصلب وزيادة القدرة على المشي. حتى شاي النعناع التقليدي أظهر تأثيرات إيجابية في الحد من الالتهابات المزمنة مثل متلازمة القولون العصبي ومرض الانسداد الرئوي المزمن.

تنظيم الهرمونات ودعم صحة المرأة

من الاستخدامات المميزة لشاي النعناع تأثيره المحتمل في تنظيم الهرمونات، لا سيما لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. تشير الدراسات الأولية إلى أن تناول شاي النعناع بانتظام قد يساعد في تقليل مستويات هرمون التستوستيرون وزيادة مستويات هرمونات تنظيم الدورة الشهرية مثل LH وFSH. ورغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى إمكانات واعدة في استخدام النعناع كخيار طبيعي دعمًا لصحة المرأة.

تخفيف الغثيان والقيء

يشتهر النعناع بخصائصه المضادة للتشنجات وتهدئة المعدة. تشير بعض الدراسات إلى أن استنشاق رائحة النعناع يمكن أن يخفف من الغثيان، خاصة لدى الحوامل أو المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة قوية على فعالية شرب شاي النعناع بشكل مباشر في علاج الغثيان، فإن استنشاق بخار النعناع العطري يمكن أن يكون له تأثير مهدئ.

مخاطر محدودة يجب مراعاتها

على الرغم من فوائد شاي النعناع، فإنه قد لا يكون مناسبًا للجميع. الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء قد يلاحظون تفاقم الأعراض بسبب تأثير النعناع على العضلة العاصرة للمريء. كما يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد أو الكلى، والنساء الحوامل أو المرضعات، بتجنب الجرعات الكبيرة من المنتجات المركزة المستخلصة من النعناع.

طرق للاستمتاع بمذاق النعناع وفوائده

سواء كان شاي النعناع دافئًا في أيام الشتاء الباردة أو مثلجًا في الصيف، فإنه يقدم تجربة منعشة وسهلة التحضير. يمكن مزجه مع الزنجبيل أو عصير الليمون أو تحليته بالعسل الطبيعي. كما يمكن استخدامه لصنع مكعبات ثلج تضفي نكهة فريدة على المشروبات الباردة. ولأنه خالٍ من الكافيين، يُعد خيارًا مثاليًا للمشروبات الليلية دون التأثير على جودة النوم.

يظل شاي النعناع مشروبًا عطريًا غنيًا بالفوائد الصحية المتعددة، من تخفيف الالتهابات إلى دعم التوازن الهرموني وتهدئة المعدة. ورغم أنه لا يعد بديلاً للعلاج الطبي، إلا أنه يمكن أن يكون إضافة فعالة إلى نمط حياة صحي ومتوازن.