شعر إريك تن هاغ أنه رجل مظلوم لكن مانشستر يونايتد قرر أنه الرجل الخطأ، وشعر المدير الفني الذي أنفق ثروة أن الثروة لم تكن في مصلحته، إذ أعرب عن أسفه بعد الهزيمة من وست هام بنتيجة (1 – 2) حين قال “في هذه اللحظة، بالتأكيد الحظ ليس في مصلحتنا”.
بصورة مجردة ربما كان محقاً إذ جاء هدف الفوز الذي سجله غارود بوين من قرار ركلة جزاء مشكوك فيه، من ذلك النوع الذي يجلب محادثات لا تنتهي حول “العملية” و”الوضوح”، وبغض النظر عن التحكيم، استحق أداء يونايتد نقطة واحدة في الأقل لكن حجته الأوسع لم تصمد إذ قال تن هاغ “ثلاث مرات هذا الموسم نشعر بالظلم”.
لكن فريقه فاز على برينتفورد على أية حال بعد هدف الافتتاح لإيثان بينوك عندما لم يكن أمام الحكم سام باروت خيار سوى مطالبة ماتيس دي ليخت الملطخ بالدماء بمغادرة الملعب على عكس تأكيدات يونايتد، وخسروا بنتيجة (0 – 3) أمام توتنهام لكنهم كانوا متأخرين بهدف ولعبوا بصورة رهيبة، حتى قبل أن يحصل برونو فيرنانديز على البطاقة الحمراء التي ألغيت في النهاية، وقال تن هاغ الخميس الماضي إنه يحاول “إنكار” أو “تجاهل” هذه النتيجة، ومع ذلك فهي قائمة.
وجداول الدوري لها صلاحية أيضاً، ويمكن أن تتغير لكنها لا تكذب، وبعد ربع الطريق في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز، يحتل يونايتد المركز الـ14، وبعد ثلاثة أثمان مرحلة المجموعات في الدوري الأوروبي يحتل المركز الـ21، وهم غير معتادين على أن يكونوا أقل من بودو غليمت بـ12 مركزاً، وعلى الجانب الآخر من فيكتوريا بلزن، كل هذا قد يجعل مباريات يونايتد ضد الفريقين النرويجي والتشيكي بست نقاط، وهذا بدوره مؤشر آخر على كيفية سقوط الأقوياء.
وأيضاً لم يفز يونايتد في أوروبا منذ عام في جميع المسابقات، إذ حقق فوزاً واحداً في ثماني مباريات. وهم ثالث أقل الفرق تسجيلاً للأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يتقدم يونايتد سوى 86 دقيقة في الدوري هذا الموسم بينما احتفظ تن هاغ بوظيفته بعد اجتماع استمر ست ساعات مع الفريق الإداري الجديد بالنادي خلال فترة التوقف الدولي، وكثيراً ما أظهر ثقة متحدية في شأن آفاقه الخاصة لكن البداية البطيئة للموسم لم تكن خادعة، فعلى بعد سبع نقاط من أستون فيلا، وست نقاط خلف تشيلسي، تبدو فرص يونايتد في التأهل لدوري أبطال أوروبا بعيدة بالفعل وقد أمضى يونايتد أسبوعاً واحداً فقط من الشهرين الماضيين في النصف العلوي من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقد تعرض يونايتد لظروف مختلطة إضافة إلى الإصابات التي لا نهاية لها والتي تركت تن هاغ يجلس على مقاعد بدلاء ضعيفة ضد وست هام، وهذا إضافة إلى الطريقة التي بدا بها دي ليخت سيئ الحظ، سواء بتلقي الفريق هدفاً بينما كان مصاباً بجرح في رأسه أو احتساب ركلة جزاء ضده.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال تن هاغ وهو يندب حظه السيئ “الأمر لا يتعلق بي إنه يتعلق بالفريق”.
ومع ذلك يتعلق الأمر به، ويظل يونايتد في نسخة فريدة من التعاقدات الباهظة الثمن والدائمة على ما يبدو، إذ أنفق النادي حوالى 600 مليون جنيه إسترليني (779.48 مليون دولار) في عهده، ولم تكن الدفعة الأخيرة من التعاقدات كافية لتبديل حظوظ الفريق، إذ كان دي ليخت غير مقنع قبل أن يصبح سيئ الحظ، إذ تشير المباراتان الكارثيتان ضد توتنهام وبورتو البرتغالي إلى أنه كافح للدفاع في خط دفاعي متقدم أو ضد الكرات المحورية، وقدم مانويل أوغارتي الذي كان صادماً ضد توتنهام، أفضل مباراة له حتى الآن ضد فنربخشة ثم لم يتم استخدامه في مباراة وست هام عندما كانت هناك حالة مفادها أن انتعاش المستضيفين في الشوط الثاني حدث جزئياً بسبب إرهاق كاسيميرو وكريستيان إريكسن، قدم جوشوا زيركزي تمريرة حاسمة لهدف التعادل الذي سجله البرازيلي كاسيميرو لكنه خاض 12 مباراة بلا أهداف الآن، ولا يزال ليني يورو لم يلعب بعد، وبالنظر إلى الصفقات من منظور المال في مقابل المردود يظهر تفوق نصير مزراوي الذي هو أقل الصفقات قيمة، ولكن اللحظة الحاسمة في مسيرته مع يونايتد حتى الآن كانت إشراكه كرقم 10 في مباراة تركيا، وهذا حتى وفقاً لمعايير تن هاغ كان اختياراً خيالياً.
كان هذا فريق تن هاغ، هذه التشكيلة الأساسية في ملعب لندن التي ضمت سبعة من تعاقداته، ومع ذلك فإن نهضة إريكسن مثل أداء جوني إيفانز كرجل المباراة ضد أستون فيلا، كانت بمثابة اتهام للآخرين.
لم يكن أي منهما مثالاً للتخطيط الطويل الأمد، وفي الوقت نفسه، كان خط هجوم تن هاغ الأصغر سناً إلى حد ما يمكن أن يكون له مستقبل كبير، لكن فريقه سجل عدداً قليلاً جداً من الأهداف، بثلاثة أهداف فقط في آخر خمس مباريات بالدوري.
بالطبع لم يكن المدير الفني مسؤولاً عن كل الفرص الضائعة، وبالتأكيد ليس هو من أهدر الفرصة السانحة لديوغو دالوت أمام المرمى المفتوح لوست هام، لكن الافتقار إلى الأهداف في الدوري كان سمة فترة تن هاغ.
وكذلك كانت الهزائم خارج الأرض، فقد خسر يونايتد أكثر مما فاز خارج أرضه في الدوري الممتاز خلال فترة توليه المسؤولية.
بدأ الأحد مع خلق يونايتد لمجموعة من الفرص التي كان من المفترض أن تجلب له أفضل نتيجة هذا الموسم وانتهى بمزيد من الحقائق الصادمة.
وسط سوء الحظ والأخطاء والهزائم، لا يزال يونايتد يفتقر إلى الخطوة للأمام التي كان من المفترض أن يقدمها هذا الموسم، ودفع تن هاغ الثمن بفقدان وظيفته.
نقلاً عن : اندبندنت عربية