لحظات مؤثرة خطف بها شاب في الثلاثين من عمره انتباه الإعلام، عندما قرر التضحية بكل ما يملك من أجل أن يمنح والدته المُصابة بالشلل فرصة لاستكشاف العالم، حاملًا إياها على ظهره كما فعلت هي به في طفولته، وراح يجوب بها البلاد بدءًا من الصين، ولم يشعر ولو لحظة أنّه قد يتراجع عن الأمر لأي سبب.
«شياو ما» فقد والده في حادث سير
كان «شياو ما» في الثامنة من عمره فقط عندما تعرض والداه لحادث سيارة مروع أودى بحياة والده، وترك والدته غير قادرة على الحركة، ما اضطره هو وأخته الكبرى إلى الاعتناء بأنفسهما وكذلك والدتهما، التي جرى تشخيصها لاحقًا بضمور الدماغ، نتيجة لحادث السيارة، فـ بدأ العمل منذ طفولته في قطف القطن، وظل يتدرج في المهن والتدريبات حتى تمكّن من افتتاح مطعمه الخاص في شينجيانغ، وفقًا لما ذكره موقع «odditycentral».
وطوال فترة عمله، كانت الأموال التي يكتسبها الشاب الثلاثيني تذهب معظمها على علاج والدته، حتى بدأ يشعر أنّ عمله الشاق يؤتي ثماره، وتمكّنت والدته من مغادرة السرير الذي ظلت به عدة سنوات لتجلس على كرسي متحرك ثم شيئًا فشيئًا بدأت تتخذ بضع خطوات صغيرة، ومع ذلك؛ أخبر الأطباء «شياو ما» بأنّ ضمور الدماغ الذي تعاني منه والدته غير قابل للشفاء، وفي ذلك اللحظة قرر الاستفادة قدر الإمكان من الوقت المتبقي له معها.
«شياو ما» باع ممتلكاته من أجل السفر
وبدلاً من التركيز على عمله، قرر «شياو ما» بيع منزله وسيارته حتى يتمكن من اصطحاب والدته في رحلات حول الصين، خاصة وأنّ دماغها بدأت تتراجع وتتشابه مع دماغ طفل صغير، فـ أراد أن يقضي معها أكبر قدر ممكن من الوقت حتى تستطيع أن تستمتع بهذه اللحظات، وخلال هذه الفترة زار الشاب الثلاثيني ووالدته جبل تيانشان وبحيرة تيانتشي وأماكن أخرى في شينجيانج، بالإضافة إلى ميدان السلام السماوي في بكين وسور الصين العظيم، فلم تعد المرأة المسنة قادرة على الكلام، إلا أنّ الابتسامة ترتسم على وجهها عندما يسافران، وهو ما كان كافيًا لابنها المحب الذي يقول إنها دخلت في اكتئاب عندما كانت حبيسة سريرها.
يقول «شياو ما» الذي يوثق رحلاته مع والدته من خلال مقاطع فيديو قصيرة منشورة على أحد التطبيقات الصينية الشبيهة بـ «تيك توك»، وحظى بإعجاب الملايين: «الحب لا ينتظر، والبر بالوالدين لا يتأخر أبدًا، والعمل هو أفضل إجابة، حملتني أمي عندما كنت طفل، والآن أحملها» لافتًا إلى أنّ دعم معجبيه هو السبب الرئيسي الذي جعله قادرًا على تحمل تكاليف مواصلة السفر مع والدته.
نقلاً عن : الوطن