يستعد أكبر الأسماء في “وادي السيليكون” للكشف عما إذا كانت استثماراته الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي تؤتي ثمارها أم أنه يحرق الأموال فحسب.
وفيما يطلق بعض المحللين على الربع الثالث من كل عام على أنه “ربع أرني المال”، فإن معظم شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة ستعلن أرباحها خلال أسبوع “الهالوين”.
وتبدأ شركة “ألفابت” الشركة الأم لشركة “غوغل” فعالياتها الثلاثاء من هذا الأسبوع، تليها “ميتا” و”مايكروسوفت” يوم الأربعاء، وتأتي النهاية الكبرى في يوم “الهالوين”، حينما تعلن شركتا “أبل” و”أمازون” عن نتائج الربع الثالث، وفي الوقت نفسه تعلن شركة “نيفيديا” عن اقتراب موعد عيد الشكر في الـ20 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “أبوند فايننشيال” ديفيد لاوت، “تنفق شركات التكنولوجيا المليارات على الذكاء الاصطناعي مثل الأطفال في متجر للحلوى… الآن يريد المستثمرون أن يروا ما سيحصلون عليه مقابل أموالهم”. ومع استمرار قفزت أسهم شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تزداد ثروات أثرياء العالم بنسب ضخمة بحلول نهاية العام الحالي.
أخطار تحاصر أكبر 7 شركات
بدأ موسم أرباح التكنولوجيا بداية قوية مساء الأربعاء الماضي حينما فاجأت شركة “تيسلا” بورصة “وول ستريت” بأرباح أفضل من المتوقع، وتمكنت شركة صناعة السيارات الكهربائية من تعزيز أرباحها من خلال خفض كلفة بناء كل سيارة بمقدار 2400 دولار مقارنة بالعام الماضي، حتى في وقت تخوض فيه حرب أسعار مع المنافسين. وأدت النتائج إلى ارتفاع أسهم “تيسلا” بأكثر من 11 في المئة في تداولات ما بعد ساعات العمل، مما قد يحدد نغمة إيجابية لاستعراض أرباح التكنولوجيا الأسبوع المقبل.
لكن الأخطار تظل ضخمة بالنسبة لبقية الشركات “السبع الرائعة”، في وقت تتعرض شركتي “غوغل” و”مايكروسوفت”، وهما شركتان تخوضان معركة من أجل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي لضغوط، إذ تحتاج شركة “غوغل” إلى إثبات أن أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها تجتذب عملاء الأعمال الذين يدفعون، في حين تهدف “مايكروسوفت” إلى إظهار أن شراكتها التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع “أوبن آل”، صانع “تشات جي بي تي”، تحقق إيرادات حقيقية.
وفي الوقت نفسه تراهن شركة “ميتا” على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف بعض الوقود إلى أعمالها الإعلانية المتعثرة، وتتطلع شركة “أمازون” إلى إقناع المستثمرين بأن الذكاء الاصطناعي يقود النمو في حجم أعمالها ومكاسبها.
لكن هناك ما يخيف “وول ستريت” أكثر من مجرد أرباح التكنولوجيا، إذ تشعر الأسواق بالقلق بصورة متزايدة في شأن اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، إذ سيشير المسؤولون إلى ما إذا كان هناك مزيد من رفع أسعار الفائدة، وأضف إلى ذلك الانتخابات الرئاسية التي تبدو متقاربة بصورة متزايدة، وكذلك التوترات الجيوسياسية المتزايدة، فإن لدى المستثمرين كثيراً من الأسباب للقلق.
توقعات بارتفاع أسهم التكنولوجيا 20 في المئة
في مذكرة بحثية حديثة كتب جيم ريد من “دويتشه بنك”، “ربما تكون عمليات البيع القريبة التي طال انتظارها في الانتخابات قادمة، وإن كان ذلك بعد ستة أسابيع متتالية من الارتفاع”.
وبالنسبة إلى المستثمرين العاديين قد تحدد الأسابيع القليلة المقبلة ما إذا كانت محافظهم الاستثمارية ذات التقنية العالية ستزدهر أم ستتعثر.
وقال المحلل في شركة “ويدباش سيكوريترز” دان آيفز، “نعتقد أن أسهم التكنولوجيا يمكن أن تقفز بنسبة 20 في المئة أخرى عام 2025 إذا أظهرت الشركات أن الذكاء الاصطناعي يدر لها المال بالفعل”. وبحلول ليلة عيد “الهالوين”، سيكون لدى المستثمرين فكرة أفضل حول ما إذا كان رهان الذكاء الاصطناعي الضخم الذي تخوضه شركات التكنولوجيا الكبرى بدأ يؤتي ثماره أخيراً، أو ما إذا كان الوعد بالذكاء الاصطناعي مجرد خدعة أكثر من كونه علاجاً.
في الوقت ذاته يشعر الأميركيون بتحسن تجاه الاقتصاد بعد الخفض الكبير لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، إذ تحسنت مواقف الأميركيين تجاه الاقتصاد هذا الشهر بفضل خفض أسعار الفائدة. وأظهر أحدث استطلاع للمستهلكين أجرته جامعة ميشيغان أن المعنويات ارتفعت في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري للشهر الثالث على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل (نيسان) الماضي.
ووفق بيان قالت مديرة مسوحات المستهلكين بالجامعة جوان هسو، “ترجع الزيادة هذا الشهر في المقام الأول إلى التحسن المتواضع في ظروف شراء السلع المعمرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى تخفيف أسعار الفائدة”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي أعلن الشهر الماضي تخفيض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات، بمقدار نصف نقطة مئوية، ويرجع ذلك جزئياً إلى السيطرة على التضخم.
ويجعل خفض كلفة الاقتراض من الأرخص بالنسبة إلى المتسوقين الأميركيين شراء السلع المعمرة مثل الأجهزة والسيارات والأثاث، والتي تشترى عادة من طريق الائتمان.
خفض غير متوقع بمبيعات التجزئة
لكن المشاعر ليست دائماً مؤشراً جيداً لسلوك الإنفاق الفعلي، إذ جاء أحدث تقرير حكومي عن الإنفاق بالتجزئة بصورة غير متوقعة، وكشف عن أن مبيعات السلع المعمرة انخفضت في سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما أظهر تقرير منفصل، أن الطلبيات الجديدة للسلع المعمرة المقدمة من المصانع الأميركية انخفضت بنسبة 0.8 في المئة خلال سبتمبر، بعد خفض آخر في الطلب على السلع المعمرة في الولايات المتحدة.
وأوضح بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه يخطط لمواصلة خفض أسعار الفائدة، إذا تطور الاقتصاد كما هو متوقع، لذلك قد يكون ذلك مطمئناً بما فيه الكفاية للمستهلكين الأميركيين.
وقال اقتصادي الشركات في اتحاد الائتمان الفيدرالي البحري روبرت فريك في مذكرة بحثية حديثة، “على رغم أن أسعار الإقراض لم تبدأ في الخفض، فإن المستهلكين يعرفون أن ذلك يجب أن يأتي مع تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية، وإضافة إلى تعزيز الإنفاق بالفعل، فإن خفض أسعار الفائدة وزيادة معنويات المستهلكين يمكن أن يكون العمود الفقري للطفرة الاقتصادية في الشوط السابع”.
وأظهر تقرير جامعة ميشيغان أيضاً أن المعنويات بين الجمهوريين ارتفعت في وقت لاحق من هذا الشهر بسبب ارتفاع الرهانات على فوز الرئيس السابق دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة في حين توترت المعنويات بين الديمقراطيين قليلاً.
نقلاً عن : اندبندنت عربية