قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، كلمة مؤثرة تناول فيها فضل بيت الله الحرام وخصوصيته الربانية التي جعلته مقصدًا للناس وهدايةً للعالمين، وذلك خلال خطبة ألقاها سابقًا.

وأعاد جمعة نشر خطبته على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، والتي كانت بتاريخ الجمعة 15 ديسمبر 2006، حيث بدأ بتفسير قوله تعالى من سورة آل عمران: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 96-97]. وأكد أن الكعبة ليست مخصصة لزمان أو مكان معين، بل وُضعت لجميع الناس، وجعلها الله مباركة وهداية للأمم كافة.

وأوضح جمعة أن اسم “بكة” ورد في الكتب السماوية السابقة، مثل المزمور الرابع والثمانين في “نسخة الملك جيمس” الإنجليزيّة، حيث يظهر كاسم جغرافي حقيقي (Bakkah)، مما يدل على ارتباط الأنبياء السابقين ببيت الله الحرام، ومنهم نبي الله داود عليه السلام. وأضاف أن هذا الاسم ورد أيضًا في صلاة يعقوب بسفر التثنية، رغم تحوره في بعض الترجمات العربية، لكنه بقي محفوظًا في النسخ العبرية والسريانية والإنجليزية، مما يؤكد التلاقي بين ما جاء في الكتب السابقة والقرآن الكريم.

ورفض جمعة ما يتداول من خرافات حول وجود آيات حسية في الكعبة مثل عدم طيران الطيور فوقها أو فوران ماء زمزم في منتصف شعبان، مؤكداً أن الكعبة لا تحتاج لمثل هذه الإشاعات لتثبيت عظمتها، فالله جعلها هدى للعالمين وآياتها واضحة في أثرها الروحي والإيماني.

وأشار إلى أن من أعظم آيات الكعبة المشرفة هو مشهد الطواف خلال موسم الحج، حيث يتجمع المئات من آلاف المسلمين، مندمجين في عبادتهم، متجردين من ذنوبهم، متضرعين إلى الله بالتوبة والمغفرة، دون أن يظهر بينهم أي أذى أو غفلة.

وأكد جمعة أن من علامات بيت الله الحرام شعور الداخل إليه بالأمن، فهو أول بيت وضع للناس وهو مكان بركة الله.

وختم مفتي الجمهورية السابق خطبته بالتأكيد على أن من يتوجه للصلاة في الكعبة يشعر بنور وطمأنينة تغمر قلبه، ويحس بفيض من الرحمة والفتوح، وهي من أعظم الآيات التي اختص الله بها هذا المكان المبارك.

وقال: “نعم.. فيه آيات بينات يختبرها كل إنسان من خلال السلام الذي يجد في صدره، والشعور بالأنوار التي تتلألأ في نفسه أثناء الصلاة وعبادة الله وقراءة القرآن، حيث تتنزل عليه الفتوحات الربانية.”