في قصص التراث الإسلامي، يُروى أن هناك جنيًا عاصر أحداثًا عظيمة في تاريخ البشرية، من ضمنها لقاؤه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وشهوده للصراع القديم بين قابيل وهابيل، ابني آدم عليه السلام.

تمثل الجن على شكل إنسان 

وكان الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي قد روى، في فيديو مسجل حول مسألة تمثل الجن أو الملك على هيئة إنسان، الحديث الذي دار بين الرسول- صلى الله عليه وسلم- والجن الذي كان شاهدًا على قصة قابيل وهابيل، وكثير من القصص التي حدثت بين البشر.

قال الشيخ «الشعراوي» في حديثه إن الجن يمكنه التمثل على أكثر من صورة، وقد يتمثل على هيئة إنسان، مشيرًا إلى أنه جاء في الحديث الشريف عن أنس بن مالك: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله خارجًا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متكئ، فقال النبي صلى الله عليه وآله: مشية جني ونغمته. قال: أجل. قال: من أي الجن؟ قال: أنا هامة بن الهيم أو أبي هيم بن لاقيس بن إبليس».

حكاية قابيل وهابيل 

وأضاف أنه من المعروف أن الشياطين هم مردة الإنس والجن، وجميع الجن ولد إبليس، فكرّمه الله سبحانه برفعه للملأ الأعلى مع الملائكة، لأن إبليس مخلوق من نار، خلافًا للملائكة الذين خلقهم الله من نور، وهو أصل البقية الباقية من الجن كما أن آدم هو أصل البشر.

وأوضح الشعراوي أنه خلال الحديث الذي دار بين الجن والرسول الكريم أنه قال: «لا أرى بينك وبينه إلا أبوين»، قال: «أجل»، قال: «كم أتى عليك؟» قال: «أكلت الدنيا إلا أقلها، كنت ليالي قتل قابيل غلامًا ابن أعوام، فكنت أستوي على الآكام وأُورش بين الأنام»، فقال صلى الله عليه وآله: «بئس العمل».

إيمان الجني بالرسل 

ووفقًا لـ«الشعراوي»، فإنه في مسألة الجن، قال أهل العلم إن هناك من الجن المؤمن والجن المسلم، ويظهر ذلك في الحديث، إذ قال الجني للرسول: يا رسول الله، دعني من العتب فإني ممن آمن بنوح عليه السلام وتبت على يديه، وإني عاتبته في دعوته فبكى وأبكاني، وقال: إني والله من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولقيت هودًا وآمنت به، ولقيت إبراهيم وكنت معه في النار إذ أُلقي فيها، وكنت مع يوسف إذ أُلقي في الجب فسبقته إلى قعره، وكنت مع شعيب وموسى، ولقيت عيسى بن مريم، وقال لي: إن لقيت محمدًا فاقرأه مني السلام، وقد بلغت رسالته وآمنت بك، فقال رسول الله: وعلى عيسى وعليك السلام، ما حاجتك يا هامة؟ قال: إن موسى علمني التوراة، وإن عيسى علمني الإنجيل، فعلمني القرآن، وفي رواية: علمه عشر سور من القرآن، وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يُنعه إلينا فلا نراه، والله أعلم إلا حيًا.



نقلاً عن : الوطن