عرضت الشاشة الرئيسة في زاوية ملعب “مونتيليفي” في مدينة جيرونا الإسبانية بعض المحتوى الترفيهي قبل مباراة صاحب الأرض وليفربول في دوري أبطال أوروبا، وقد كان المحتوى ترفيهياً في الأقل بالنسبة لحارس مرمى “الريدز” الاحتياط كاويمين كيليهر الذي عرضت لقطة تصديه لركلة جزاء من نجم ريال مدريد كيليان مبابي قبل نحو 20 دقيقة من انطلاق مواجهة جيرونا، وربما كانت هذه هي أبرز حدث في مسيرة الإيرلندي، وكانت بالتأكيد أبرز أحداث ليلته.

ما تلا ذلك كان توضيحاً لسبب كون كيليهر قد يكون أفضل حارس مرمى ثانٍ في كرة القدم، إذ كانت عودة أليسون إلى الفريق قراراً رئيساً، وهو القرار الذي تنبأ به آرني سلوت بغض النظر عن عدد التصديات التي قام بها كيليهر، إذ يظل البرازيلي خياره الأول، وتماشياً مع بداية سلوت في “أنفيلد”، فقد أصاب اختياره كبد التوفيق.

بعد شهرين من الغياب و11 مباراة على مقاعد البدلاء، عاد أليسون إلى الملاعب على الفور وحافظ تفوقه في جيرونا على بداية ليفربول المثالية في دوري أبطال أوروبا تحت قيادة سلوت وأكد المنطق وراء ترتيب الاختيار، إذ إن كيليهر رائع لكن أليسون هو أليسون، الرجل الذي جعله ليفربول أغلى حارس مرمى في التاريخ، والرجل الذي جعل ليفربول بدوره بطلاً لدوري أبطال أوروبا.

كان تصدي يورغن كلوب المفضل في عهده الذي دام ثماني سنوات ونصف هو تصدي أليسون لتسديدة أركاديوش ميليك لاعب نابولي في ديسمبر (كانون الأول) 2018، الذي لولاه لكان ليفربول قد خرج من المنافسة في مرحلة المجموعات، ولم يكن ليتمكن من إجراء سلسلة من التصديات في نهائي الصيف التالي.

كانت الأخطار أقل في جيرونا لكن أليسون كان رائعاً، وكان مرهقاً أيضاً، ومع انتقاد سلوت للاعبين الذين منحوه القليل من الحماية، وقال الهولندي، “في كل مرة نفقد فيها الكرة، لم نكن عدوانيين بما فيه الكفاية حتى يتمكنوا من الذهاب تقريباً إلى مرمانا والتسديد”.

وأنقذهم أليسون بخمسة تصديات في المجموع، وهو أكبر عدد سجله في مباراة تحت قيادة سلوت، وأفضلها محاولة مذهلة لإحباط كرة من ياسر أسبريا، إذ يتمتع أليسون بالهدوء المطمئن والقدرة على الظهور بمظهر غير المتأثر حتى عندما يرتكب أخطاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المؤسف بالنسبة لكيلهير أن آخر تحرك له في المرمى كان الخطأ الذي سمح لفابيان شار بالتعادل في ملعب “سانت جيمس بارك”، ومع ذلك لم يتم إسقاط البديل الملهم من حسابات الفريق الأساس بسبب ذلك، لكن بسبب عودة أليسون لحالته الطبيعية وقال سلوت “لدينا حارس مرمى لا يصدق”. بينما يفضل سلوت أن يكون حارس مرماه متفرجاً لا يصدق، وقد أعرب خلال فترة التقشف الدفاعي في وقت سابق من الموسم عن أسفه لغياب أليسون الذي كان مطلوباً بشدة.

الآن يفكر في عودة البرازيلي، وقال، “قلت على سبيل المزاح أن اللاعبين ربما أرادوا أن يروا مدى لياقته البدنية، لذلك أعطوه كثيراً من العمل”. وأضاف، “لقد أظهر مرة أخرى اليوم لماذا قلت مرات عديدة أنه حارس المرمى الأول للفريق، وهذا لا علاقة له بكاويمين الذي فعل كل شيء بصورة جيدة للغاية، لكن أليسون كان مهماً جداً لهذا النادي لسنوات عديدة وأظهر اليوم لماذا هو واحد من الأفضل أو في رأيي الأفضل في العالم، ولنأمل في أن يتمكن من الاستمرار في تقديم هذه العروض وحتى أكثر من ذلك، أن يظل لائقاً”.

وهذه نقطة ذات صلة، فهذا هو الموسم الثاني على التوالي الذي يظهر فيه كيليهر أكثر من أليسون، ويبرر هذا قرار الإيرلندي بالبقاء حتى الآن، حتى مع رغبته في اللعب كحارس أول بينما يبدو حل قصير المدى، بخاصة مع وصول جيورجي مامارداشفيلي في الصيف المقبل، وهو ما يعني أن هناك شكوكاً حول مستقبل كل منهما، حتى مع أن ليفربول يبدو أن لديه أفضل خيارات لحراسة المرمى في كرة القدم العالمية حالياً، وفي الوقت الحالي يتقاسم أليسون وكيليهر وظيفة فاخرة.

الحقائق المجردة الآن هي أن ليفربول أمضى 537 دقيقة من دون استقبال أي هدف في دوري أبطال أوروبا، وهي فترة تقاسمها حارسان. كيليهر لديه ثلاث مباريات بشباك نظيفة مقابل اثنتين لأليسون، والإيرلندي يمتلك 12 تصدياً مقابل ثمانية تصديات للبرازيلي، وقد يعيش أداء كيليهر ضد ريال مدريد في الذاكرة لفترة أطول، ولكن هناك أوقاتاً يمارس فيها أليسون عمله بثقة وتواضع.

إنه حارس مرمى أكثر خبرة وأقل عاطفية أيضاً، لكن كيليهر تجاوز التوقعات في “أنفيلد”، تلك التوقعات التي جعلها أليسون مرتفعة للغاية، والانتقاد الوحيد هو سجل لياقته البدنية المتفاوت بصورة متزايدة.

وهناك أوقات يظهر فيها كيف درس سلوت فريق ليفربول الذي ورثه، فقد خرجوا من الدوري الأوروبي الموسم الماضي ولم يكن أليسون لائقاً بما يكفي للعودة إلى مباراة الذهاب ضد أتالانتا، لكن كيليهر – الذي كان متألقاً في السابق مسؤولاً عن هدفين في الهزيمة (0 – 3) – لذلك ربما كان الدرس المستفاد هو: عندما يكون أليسون لائقاً، يلعب أليسون.

وبعد فترة ثانية من تميز كيليهر، نجح أليسون في تحقيق ذلك على الفور وبتأثير قوي وكان ذلك بمثابة تذكير بالسبب الذي جعل كلوب يغني “كل ما تحتاج إليه هو أليسون بيكر” على أنغام أغنية “راديو غاغا” لفريق كوين. من الصعب أن نتخيل سلوت وهو يؤدي أفضل تقليد ممكن لفريدي ميركوري، ولكن مشاعره قد تكون هي نفسها.

نقلاً عن : اندبندنت عربية