في الـ14 من أغسطس (آب) 2020 كان ملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة شاهداً على ليلة تاريخية في كرة القدم التي كانت مسابقاتها لا تزال تتعافى من آثار التوقف المفاجئ الذي فرضته جائحة فيروس كورونا، حيث فاجأ بايرن ميونيخ الألماني العالم باكتساح برشلونة الإسباني بنتيجة (8 – 2) في مباراة الدور ربع النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا، ليودع البطل الكتالوني بقيادة المدرب الإسباني كيكي سيتين المنافسة القارية مطأطأ الرأس، بينما استمر العملاق البافاري بقيادة مدربه الألماني هانسي فليك في حصد الانتصار لحين توج باللقب لاحقاً.
هذه الليلة الحزينة في برشلونة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر مجلس إدارة النادي آنذاك الذي كان يقوده جوسيب ماريا بارتوميو، وكانت سبباً في رحيل أسطورة النادي ليونيل ميسي في الصيف التالي.
ومنذ ذلك الحين سعى برشلونة لمداواة جراحه العديدة سواءً على الجانب الرياضي أو الاقتصادي أو الإداري لكن ظلت الهزيمة التاريخية من بايرن ميونيخ تمثل ندبة غائرة تشوه وجه “البلاوغرانا” الذي سعى للثأر عدة مرات لكنه عاد في كل مرة بهزيمة جديدة.
في موسم (2021 – 2022) وقع برشلونة في مرحلة المجموعات مع بايرن ميونيخ فخسر من البطل الألماني بنتيجة (0 – 3) مرتين في ملعبي “كامب نو” و”أليانز أرينا”، ثم جمعهما دور المجموعات مجدداً في موسم (2022 – 2023) فخرج بايرن ميونيخ منتصراً بنتيجة (2 – 0) في ملعبه، ثم سجل ثلاثية بلا رد في ملعب برشلونة.
وخلال الصيف الماضي تعاقد برشلونة مع المدرب السابق لبايرن ميونيخ هانسي فليك ليقود مشروع إعادة بناء الفريق الكتالوني والصعود به مجدداً إلى منصات التتويج بعد موسم صفري في (2023 – 2024) مع المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز.
ويبدو أن تأثير فليك (59 سنة) ظهر سريعاً على برشلونة الذي حقق تسعة انتصارات وخسارة وحيدة في أول 10 مباريات بدوري الدرجة الأولى الإسباني ليتصدر الترتيب العام برصيد 27 نقطة متقدماً على الغريم التاريخي ريال مدريد بثلاث نقاط، مع تسجيل “البارسا” أكبر عدد من الأهداف في المسابقة برصيد 33 هدفاً متغلباً على الإصابات الكثيرة التي ضربت صفوفه مما اضطر فليك للجوء لضم عدد أكبر من لاعبي أكاديمية “لا ماسيا” للشباب التابعة للنادي.
وفي دوري أبطال أوروبا الذي اتسعت منافساته لتشمل 36 فريقاً وتحولت من نظام المجموعات إلى نظام المجموعة الموحدة، استهل برشلونة مبارياته بخسارة من موناكو الفرنسي بنتيجة (1 – 2) قبل اكتساح يونغ بويز السويسري بخماسية نظيفة، ثم حانت لحظة الحقيقة بمواجهة بايرن ميونيخ بحثاً عن الثأر.
هذه المرة نجح برشلونة في إسقاط بايرن ميونيخ بنتيجة (4 – 1) عبر أهداف المتألق البرازيلي رافينيا في الدقائق (الأولى والـ45 والـ56)، وهدف البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي كان هداف بايرن ميونيخ قبل الانضمام إلى برشلونة.
فوز برشلونة الكبير على بايرن ميونيخ قبل ثلاثة أيام من مباراة “الكلاسيكو” ضد ريال مدريد، بعد غد السبت، في الجولة الـ11 من الدوري الإسباني دفعت صحيفة “أس” الإسبانية المقربة من النادي الملكي لتحذير فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي من قوة منافسه مستعيرة عنوان صحيفة “أوليه” الأرجنتينة “انتباه يا ريال مدريد”.
وما ينذر بأن مباراة “الكلاسيكو” المقبلة ستكون إعادة لمباريات العصر الذهبي في فترة وجود ميسي في برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو في مدريد، أن عملاق العاصمة سحق بوروسيا دورتموند الألماني بنتيجة (5 – 2) في ليلة شهدت تسجيل النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور ثلاثة أهداف.
وربما يكون فينيسيوس ورافينيا من بين أفضل اللاعبين في فريقيهما هذا الموسم ويبدو أنهما مستعدان لإحداث عاصفة برازيلية في ملعب “سانتياغو برنابيو” لكن برشلونة يعول على ثلاثي الهجوم المكون من لامين يامال وروبرت ليفاندوفسكي ورافينيا الذين سجلوا 21 من أصل 33 هدفاً لبرشلونة في الدوري الإسباني هذا الموسم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسجل المهاجم البولندي ليفاندوفسكي 12 هدفاً في 10 مباريات بالدوري وهو ضعف ما سجله الفرنسي كيليان مبابي لاعب ريال مدريد وأيوزي بيريز لاعب فياريال وهما ثاني أفضل هدافي الدوري.
وحافظ الواعد يامال على مستواه المرتفع الذي قدمه منذ بطولة “يورو 2024” حين ساعد إسبانيا على الفوز بلقبها الرابع في البطولة لكن أداء رافينيا المتكامل في الموسم الأول للمدرب هانسي فليك في إسبانيا تفوق على زملائه في الفريق.
وسجل رافينيا تسعة أهداف وقدم ثماني تمريرات حاسمة في 13 مباراة خاضها برشلونة في كل المسابقات وحصل على جائزة رجل المباراة خلال انتصارين لفريقه في دوري أبطال أوروبا.
وقال فليك في مؤتمر صحافي بعد الفوز على بايرن “لم يسبق لي وجود لاعب مثل رافينيا ضمن الفرق التي دربتها”.
“إنه لاعب رائع ويعمل بشكل جيد للغاية مع الفريق ويقدم دائماً كل ما لديه ويلعب بشراسة كبيرة. إنه مهم للغاية للفريق ويتعامل مع الضغوط جيداً جداً ويتمتع بمرونة شديدة”.
ثورة برشلونة أصبحت الآن في موضع اختبار حقيقي وربما يكون الأصعب في الموسم حيث يواجه ريال مدريد المتمرس تحت قيادة كارلو أنشيلوتي.
وبعد موسم مثالي تقريباً حقق فيه “لوس روخيبلانكوس” لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، قاد أنشيلوتي ريال مدريد إلى أربعة انتصارات متتالية في “الكلاسيكو” بما في ذلك الفوز بنتيجة (4 – 1) على برشلونة في قبل نهائي كأس السوبر الإسبانية في يناير (كانون الثاني) والفوز (3 – 2) في الدوري الإسباني.
وعلى رغم أن ريال مدريد تعاقد مع مبابي في فترة الانتقالات الصيفية فإن فينيسيوس لا يزال يصنع الفارق، إذ حافظ على المستوى الذي جعله مفتاح نجاح الفريق في الموسم الماضي ووضعه في صدارة الترشيحات للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم يوم الإثنين المقبل.
وقال أنشيلوتي بعد انتفاضة ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند الثلاثاء الماضي “فينيسيوس سيفوز (بالكرة الذهبية)… إنه لاعب استثنائي”.
ومع وجود كل هذه القوة الهجومية، فإن الإصابات قد تلعب دوراً كبيراً في مواجهة السبت إذ يفتقد الفريقان لاعبين بارزين في الدفاع.
وسيفتقد ريال مدريد حارس المرمى تيبو كورتوا والمدافع ديفيد ألابا والقائد داني كارباخال إضافة إلى الجناح الهجومي الأيمن رودريغو.
ويغيب عن المباراة حارس مرمى برشلونة مارك أندريه تير شتيغن والمدافع الأساسي رونالد أراوخو، لكن من المتوقع أن يكون غابي وفرينكي دي يونغ وداني أولمو متاحين.
نقلاً عن : اندبندنت عربية