وحوش المياه العذبة



لم يكن يتوقع رجب راشد، أحد سكان منطقة أبوصير بمحافظة الجيزة، أنه سيشاهد تمساحاً فى الطريق يتجول بحرية على ضفاف «رشاح القرية» ثم يقفز فى المياه هرباً منه، ليحاول مهاجمة مواطن آخر لاحقاً خلال سعيه للإمساك به.. هذه الواقعة أعادت للضوء وقائع شبيهة سابقة حدثت على مدار السنوات الماضية فى محافظات مختلفة، وهو ما طرح السؤال: كيف تسربت هذه التماسيح إلى الترع والمجارى المائية المصرية؟ وما التدابير الكفيلة بمنع تحوّل هذه الحوادث لظاهرة واسعة؟

محاولة الإجابة عن هذا السؤال قادتنا لتتبع هواية تربية وتجارة التماسيح التى انتشرت فى السنوات الأخيرة، وأصبحت تُدار بشكل علنى فى سوق الجمعة وعلى مواقع التواصل، ومن ورائها طرق تهريب «التماسيح» من خلف السد العالى إلى بقية محافظات مصر، عبر سيارات النقل الثقيل والقطارات لبيعها بأسعار تبدأ من 700 جنيه لـ«التماسيح الفقس»، حسبما كشف تجار.

وبينما تتوجه أصابع الاتهام فى حوادث تسرب التماسيح للمجارى المائية المصرية، إلى هواة تربيتها، ومن ورائهم التجار والمهربون والصيادون، يحذر خبراء ومسئولون ونواب من خطورة اتساع نطاق هذه الحوادث واحتمالات خروجها عن السيطرة، مطالبين بتشديد الرقابة وتغليط العقوبات على تربية التماسيح وتهريبها والاتجار غير المشروع بها، وزيادة التوعية بخطورة تربيتها من جانب المواطنين بشكل غير قانونى، وعمل مشروع قومى بديل لتربية التماسيح بهدف الاستفادة منها مادياً وعمل أنشطة سياحية وصناعية، بما لا يتعارض مع القوانين الدولية.



نقلاً عن : الوطن