ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة تلفزيونية أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي بعد ستة أسابيع من ولايته المضطربة التي قلب خلالها عقودا من السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية.

ووفق لوكالة رويترز للأنباء، نرصد أبرز ماجاء في خطاب ترامب الذي استغرق 100 دقيقة تقريبا.

غياب السياسة الخارجية في خطاب ترامب

غابت السياسة الخارجية بشكل واضح في خطاب ترامب، بالرغم من هيمنتها على الأسابيع الأولى من رئاسته، وركزت كلمته على الشؤون الداخلية.

ترامب يؤكد نيته على الاستحواذ على جرينلاند 

أكد ترامب على نيته للاستحواذ على جرينلاند وقناة بنما، ووصف الحرب في أوكرانيا بأنها حرب استنزاف دموية يجب وقفها.
قرأ ترامب رسالة من الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكي، والتي كشف فيها استعداد أوكرانيا للتوقيع على صفقة معادن مهمة مقترحة بين البلدين، بعد أربعة أيام فقط من اجتماع الرئيسين في المكتب البيضاوي والذي كان على شكل جدال علني سيئ.
أكد أنه تم اعتقال العقل المدبر لتفجير عام 2021 أثناء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان قد تم اعتقاله. 
على النقيض من سلفه الرئيس جو بايدن، الذي سعى إلى الحوار مع الجمهوريين وتحقيق انتصارات حزبية، لم يتطلع ترامب إلى حشد دعم الديمقراطيين لأجندته، بل إنه سخر منهم إلى حد كبير ورفضهم خلال الخطاب كما لو كان لا يزال مرشحًا في حملته الانتخابية.

الديمقراطيين يديروا ظهورهم لترامب

وردًا على ذلك، أدار العديد من الديمقراطيين ظهورهم لترامب أو غادروا القاعة، وبحلول الوقت الذي انتهى فيه ترامب من كلمته، كان جانبهم من الممر فارغًا إلى النصف.
بالرغم من أن القضية الأولى التي ساعدت ترامب في الفوز بالانتخابات هي التضخم وتكلفة السلع الأساسية مثل المواد الغذائية، إلا أنه لم يكن راغباً في مناقشة هذه القضية في خطابه، الأمر الذي أثار غضب الكثيرون، خاصة وأنه عندما تطرق بشكل غير واضح للأمر ألقى اللوم على إدارة بايدن بينما لم يقدم سوى القليل من التفاصيل حول كيفية خفض تكلفة البيض، على سبيل المثال.

وقال ترامب: “جو بايدن، على وجه الخصوص، سمح لسعر البيض بالخروج عن السيطرة”.
وصلت أسعار البيض إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق ، ولكن السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن تفشي إنفلونزا الطيور أدى إلى نقص في المعروض من خلال القضاء على ملايين الدجاج.
وقال ترامب، على الأرجح مخاطبا بروك رولينز، وزيرة الزراعة الجديدة: “السيد الوزير، قم بعمل جيد في هذا الشأن”.
وبعيدا عن ذلك، لم يكن لدى ترامب الكثير ليقترحه من حيث خفض التكاليف بخلاف ما قاله خلال الحملة الانتخابية: زيادة إنتاج الطاقة وخفض ما يسميه الاحتيال والهدر في الحكومة الفيدرالية، وكلاهما قد يؤثر على التضخم بشكل غير مباشر بمرور الوقت.
أثار ترامب هتافات الاستحسان عندما قدم الملياردير إيلون ماسك باعتباره رأس الحربة في الجهود الرامية إلى تقليص رواتب الموظفين والإنفاق الفيدرالي. 

ترامب يؤكد أن الامريكيين يؤمنون بطريقه واستطلاعات الرأي تكشف العكس

قال ترامب “للمرة الأولى في التاريخ الحديث، يعتقد عدد أكبر من الأميركيين أن بلادنا تسير في الاتجاه الصحيح مقارنة بالاتجاه الخاطئ، وهو رقم قياسي مذهل بلغ 27 نقطة، وهو الأكبر على الإطلاق”.
قد يكون لدى ترامب استطلاعات رأي خاصة به تدعم تفاخره، لكن استطلاعات رويترز/إبسوس لا تدعم ذلك، فقد أظهر أحدث استطلاع للرأي، أجري على مدى اليومين السابقين للخطاب، أن 49% من الأميركيين يرون أن البلاد تسير على المسار الخطأ مقارنة بنحو 34% فقط من أولئك الذين قالوا إنها تسير على المسار الصحيح.
مع فرض ترامب رسوما جمركية باهظة على السلع القادمة من كندا والمكسيك وعدم السيطرة على التضخم حتى الآن، يحصل الرئيس على درجات منخفضة فيما يتصل بالمخاوف الاقتصادية، حيث وافق واحد فقط من كل ثلاثة أميركيين على تعامله مع قضايا تكاليف المعيشة، وفقا لاستطلاع للرأي.

نقلاً عن : الوفد