أطلقت شركة أبل هاتفها الجديد آيفون 16 الإثنين، في المقر الرئيس للشركة في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية.

وذكرت الشركة الأميركية الرائدة في عالم الهواتف إن الهاتف الجديد يأتي في خمسة ألوان، وهو مقاوم للمياه والغبار مع خاصية حماية الشاشة.

وبحسب الشركة فإن آيفون 16″ يعدّ أقوى بنسبة 50 في المئة تقريباً من كل أجهزتها الماضية، مع زر جديد أكثر سهولة في الاستخدام لتسجيل الصوت والترجمة وتغيير المهمات أو الدخول إلى التطبيقات بضغطة واحدة، بما في ذلك التحكم بالكاميرا والتصوير.

وعرضت مجموعة “أبل” اليوم الإثنين مجموعتها الجديدة من أجهزة “آيفون”، وتدمج فيها للمرة الأولى نظامها الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، بعدما كانت متأخرة في اللحاق بركب هذه التكنولوجيا التي أصبحت نجمة وادي السيليكون.

وتعوّل المجموعة العملاقة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، بقوة على هذه الأجهزة الجديدة، في حين أن منافستيها الأميركية “غوغل” والكورية الجنوبية “سامسونغ” الرائدة عالمياً في مجال الهواتف الذكية، أطلقتا بالفعل هواتف محمولة مزودة تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتحتاج “أبل” إلى تزويد منتجاتها بمزايا جديدة لدعم مبيعات هواتفها في ظل تراجع نسبي، فخلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) 2024، انخفضت مبيعات “آيفون” واحداً في المئة على أساس سنوي إلى 39 مليار دولار.

وأكد المحلل في شركة “إي ماركتر” غاديو سيفيلا أن “أجهزة ‘آيفون’ الجديدة هذه مهمة للغاية، إذ إن هذه الفئة من المنتجات هي الأكثر ربحية لشركة ‘أبل’ والعنصر الأساس في عالمها الآخذ في التوسع من الخدمات والاشتراكات، وثاني أكثر أنشطة الشركة ربحية”.

وفي بداية يونيو الماضي، وبعد عام ونصف العام من إطلاق شركة “أوبن إيه آي” الناشئة موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال برنامج “تشات جي بي تي”، كشفت “أبل” عن نظام “أبل إنتلغنس” الذي يتيح دمج التكنولوجيا الجديدة في أجهزتها.

وبحسب الشركة فسيكون الذكاء الاصطناعي الخاص بها قادراً على اقتراح ردود على رسائل البريد الإلكتروني وإنشاء الصور، وسيتمكن المستخدمون أيضاً من طرح أسئلة أكثر تعقيداً على المساعد الصوتي “سيري”، مثل العثور على صورة في ألبوماتهم من خلال وصفها شفهياً.

النهضة

وتقدم “غوغل” و”ميتا” (فيسبوك وإنستغرام) و”مايكروسوفت” المستثمرة الرئيسة في “أوبن إيه آي”، منذ أشهر أدوات تتيح إنتاج محتوى عالي الجودة بناء على استعلامات بسيطة باللغة اليومية.

وسيتمكن مستخدمو “أبل” من الإفادة من ميزات جديدة هذا الخريف، ولكن سيتعين عليهم الانتظار حتى عام 2025 لاستخدام ميزات أخرى، فيما سيتطلب بعضها اشتراكاً مدفوعاً.

وأشار غاديو سيفيلا إلى أن “أبل” ستوضح بالتأكيد أن أحدث الأجهزة فقط هي التي ستكون قادرة على الاستفادة الكاملة من ميزات “أبل إنتلغنس”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف، “لهذه الإستراتيجية هدف مزدوج وهو نشر النظام الجديد بصورة أبطأ مما يسهل إدارته على نطاق واسع، كما أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الجديد سيشجع على شراء أحدث النماذج”.

وبالنسبة إلى المحلل في شركة “ويدبوش سيكيوريتيز” دان آيفز، فإن رغبة محبي شركة “أبل” في الحصول على هاتف “آيفون-16” ستدفع باتجاه نهضة منتظرة بشدة في كوبرتينو (مقر المجموعة) العام المقبل.

ويراهن المحلل أيضاً على التعافي في الصين، وهي سوق إستراتيجية لشركة “أبل”، فقد انخفضت إيرادات المجموعة في هذا البلد 6.5 في المئة خلال الربيع الماضي.

ومن المتوقع أن تنمو مبيعات الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي المصنوعة من كل الشركات مجتمعة بنسبة 344 في المئة هذا العام في جميع أنحاء العالم، بحسب شركة “آي دي سي”، لتمثل ما نسبته 18 في المئة من إجمال السوق بحلول نهاية عام 2024.

ومع ذلك يعرب بعض المراقبين عن شكوكهم حول قدرة “أبل” في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويقول المحلل في شركة “فوريستر” ديبانجان تشاترجي إنه في حال “لاحظ عملاء ‘أبل’ بعض الاختلافات الطفيفة بين الطراز الجديد والطرازات السابقة، فلن يكونوا في عجلة من أمرهم لشراء النوع الجديد”.

وفي وقت تروج الشركات المنافسة لخدمات المساعدة المزودة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، سيتركز الاهتمام خلال مؤتمر اليوم الإثنين الذي يحمل عنوان “حان وقت التألق”، على تحديث “سيري”.

ويأمل ديبانجان تشاترجي أن تبث “أبل” حياة جديدة في مساعدها الصوتي الذي أظهر ثغرات في الاستخدام حتى الآن.

ويُفترض أن تصبح خدمات المساعدة المرتكزة على الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “جيميناي” من “غوغل” أو “ميتا إيه آي” أو “كوبايلوت” من “مايكروسوفت” تدريجاً شبيهة بالمساعد الشخصي للمستخدمين، مع توافر مستمر وسعة اطلاع كبيرة تبعاً لقدرة النفاذ إلى الملفات الخاصة بالمستخدمين مثل الرسائل والجداول الزمنية والصور.

ويعتقد الخبراء أن شركة “أبل” ستؤكد على أمن البيانات وسريتها في “أبل إنتلغنس”، خصوصاً وأن النظام الجديد يعتمد جزئياً على شراكة مع شركة “أوبن إيه آي”.

ومع ذلك لن تكون هواتف “آيفون” بنسختها المقبلة ونظام الذكاء الاصطناعي الجديد متاحة للجميع، ففي الاتحاد الأوروبي أرجأت المجموعة إطلاق خدمات “أبل إنتلغنس” إلى أجل غير مسمى بسبب “شكوك تنظيمية” مرتبطة بالقوانين الجديدة للأسواق الرقمية، كما أن أسعار الهواتف الجديدة ستكون باهظة.

وأطلقت “أبل” العام الماضي هواتف “آيفون-15″، النموذج الأساس للمجموعة، بالسعر نفسه لـ “آيفون-14” والذي يبدأ من 800 دولار، في حين أن أغلى طراز احترافي وهو “آيفون-15 برو ماكس” يكلف ما لا يقل عن 1200 دولار.

نقلاً عن : اندبندنت عربية