كانت هتافات الجماهير في ملعب “أولد ترافورد” عن الفوز بالدوري، ولم يكن ذلك أحدث مظاهر مشروع مانشستر يونايتد الذي يحمل اسم “مشروع 150″، بل كانت جماهير أرسنال الصاخبة، تعود بالزمن إلى عام 2002.
ولكن عام 2025 أصبح من الواضح في “أولد ترافورد” أن فريق المدفعجية لن يفوز بالدوري ولماذا.
مع تأخره بفارق 15 نقطة عن ليفربول، فإن أرسنال نفسه ومدرب “الريدز” آرني سلوت، هم فقط من لا يستطيعون الاعتراف بأن الأمر قد انتهى، وأن السباق أصبح يضم حصاناً واحداً بعدما هيمن على أرسنال فريق من رجل واحد.
لقد أعطى برونو فيرنانديز لمانشستر يونايتد شيئاً افتقر إليه غالباً على أرضه هذا الموسم، وهي الكبرياء، وأعطى أرسنال الشعور المألوف بخيبة الأمل.
وقال ميكيل أرتيتا بوجه متجهم، “أنت ملزم بالفوز في كل مباراة إذا كنت تريد فرصة”.
لقد كانت مشاعره الدائمة هي “الإحباط”. ولسنوات عدة، كانت النقطة في “أولد ترافورد” تمثل إنجازاً، والآن أصبحت خيبة أمل.
لقد حطم أرسنال أرقام دوري أبطال أوروبا بتسجيله سبعة أهداف خارج أرضه أمام آيندهوفن الهولندي، لكن آخر ثلاث مباريات له في الدوري أسفرت عن هدف وحيد ونقطتين فحسب، لكن تلك النقاط لا تكفي.
لم يكن هناك أي عزاء يذكر لأن النتيجة كانت لتكون أسوأ، وربما كان حارس المرمى الإسباني ديفيد رايا مذنباً ومنقذاً في آن واحد، إذ كان من الممكن أن يكون أفضل في هدف فيرنانديز الافتتاحي، لكنه كان رائعاً في حرمان قائد يونايتد من هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع، حيث قفز على قدميه بعد تصديه للكرة في المرة الأولى وكانت الكرة فوق خط المرمى.
وكان الإسباني قد حظي بالفعل بلحظتين رائعتين للتعويض، حيث تصدى بصورة رائعة لتسديدة نصير مزراوي ثم جوشوا زيركزي حين حاول الأخير القيام بلمسة جريئة بالكعب. وأضاف أرتيتا، “الحقيقة هي أن ديفيد أنقذنا”.
لكن ربما كان ذلك مؤشراً إلى مدى تراجع يونايتد لدرجة أن النتيجة كانت أفضل بالنسبة إليهم. وكانت هذه هي النقطة السابعة فقط في آخر ثماني مباريات على أرضهم في الدوري، في حين جاءت المباريات الأخرى ضد الثنائي المنكوب ساوثهامبتون وإبسويتش، فإن هذه النتيجة تعد الأفضل لهم على ملعب “أولد ترافورد” في ذلك الوقت، ويجب أن يشكل هذا جزءاً من ندم أرسنال، إذ يمكن لعديد من الفرق الأخرى الفوز هنا الآن، لكن أرسنال لم يتمكن من ذلك.
لقد بدأ أرسنال المباراة في وضع مهيمن، لكنه تأخر في النتيجة، وقال أرتيتا، “في الشوط الأول كنا استثنائيين، لكننا لم نختبر حارس المرمى”.
“لقد واجهنا بعض المواقف التي لا تصدق، لكننا لم نحصل على التسديدة الأخيرة أو التمريرة الأخيرة”. وعلى النقيض من ذلك، كان أداء يونايتد في الشوط الأول خالياً من الإيجابية والإبداع، لكنهم مع ذلك تقدموا بفضل ركلة حرة سددها فيرنانديز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بالنسبة إلى أرسنال لقد تفاقم الانزعاج بسبب حقيقة أن الحائط الدفاعي كان على بعد 11.2 ياردة، أو كما قال أرتيتا، “كرة القدم للاعبين الأذكياء في الشوارع. كان برونو أكثر ذكاءً منا ومن الحكم”.
ومع ذلك كان التنفيذ بمثابة تذكير آخر بقدرة البرتغالي على إيقاظ يونايتد من الرتابة.
قد يعطي روي كين انطباعاً بأن يونايتد سيكون أفضل حالاً من دون فيرنانديز، لكن المخالف في الرأي هو في جيش مكون من شخص واحد.
وقال أموريم، “إنه يتقدم طوال الوقت. ما يمكنني قوله هو أننا في حاجة إلى المزيد من برونو، هذا واضح. إنه مثال جيد جداً للاعبين الآخرين”.
كانت هناك أوقات في الأسابيع الأخيرة عندما بدا الأمر وكأن فيرنانديز كان يحاول بمفرده درء التراجع، ويخوض معركة خاسرة إلى الأبد، لكن هذه المرة في الأقل، كانت معركة تعادل. كانت معركة غريبة أيضاً، مع شوط أول لا ينسى وشوط ثانٍ مليء بالأحداث.
في النهاية، كان لدى كل فريق نجم كبير، حيث سدد ديكلان رايس تسديدة ملتفة بعد تألق يورين تيمبر المخادع على الجهة اليمنى، وقد جاء هدف رايس الأول مع أرسنال ضد يونايتد. أظهر هدفه الأخير، مثل ركلة فيرنانديز الحرة، صفات ملهمة، فقد واصل رايس تقديم الأداء المبهر الذي قدمه في مباراة آيندهوفن، حيث كان بارزاً في الثلث الأخير من البداية، لكنه استحضر أيضاً تدخلاً رائعاً لاستعادة الكرة من راسموس هويلوند الذي كان منفرداً بحارس مرمى أرسنال، مما دفع خط الوسط للاحتفال.
قد يبدو الأمر وكأنه أنقذ هدفاً، لكن بما أن الدنماركي لم يسجل في 20 مباراة، فربما لم يكن الأمر كذلك، كما تدخل غابرييل ماغالهايس ليحرمه من تسجيل هدف الفوز.
وبالنسبة إلى هويلوند أيضاً، كان هناك شعور بمدى تراجعه.
كان يونايتد من دون 11 لاعباً، وهو إجمال وصل إلى 12 لاعباً عندما خرج ليني يورو في الشوط الأول، ليحل محله الوافد الجديد أيدن هيفين ضد ناديه القديم. وقد كانت استراتيجية يونايتد الوحيدة هي كالعادة أن ينقذه فيرنانديز.
لقد واصلت نتيجة التعادل السياق العام، فقد جاءت بعض أفضل نتائج البرتغاليين في يونايتد عندما كان الفريق غير مرشح للفوز، سواء أمام أرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي، وأمام ليفربول، وأمام مانشستر سيتي. وقال أموريم، “ربما يكون من المقبول في مثل هذه المباريات اللعب في منطقة الدفاع. إن الروح التي تدفعنا إلى اتباع الخطة أمر جيد، ولكن في المستقبل أريد أن ألعب كرة قدم مختلفة، أكثر هجومية”.
وبدلاً من ذلك، استحوذ يونايتد على الكرة بنسبة 31.2 في المئة فحسب، لكن المشجعين الذين بدأوا في فترة ما بعد الظهر احتجاجات ضد عائلة غليزر، احتشدوا من أجل قضيتهم. وأضاف أموريم، “هذا النادي لن يموت أبداً، هذا واضح. تشعر بذلك في الشوارع”. لكن على أرض الملعب قد يكافحون، لكنهم عانوا بسبب عجز أرسنال. فقد سدد ميكيل ميرينو خارج المرمى في وقت مبكر. وأنقذ أندريه أونانا تسديدة البديل غابرييل مارتينيلي. ومع ذلك فشل أرسنال في القيام بشيء فعله كل من نوتينغهام فورست وبورنموث ونيوكاسل وبرايتون وكريستال بالاس، وهو الفوز في “أولد ترافورد”. وعلى أية حال، هذا العام لن يفعلوا ما فعله فريق عام 2002، وهو الفوز بالدوري.
نقلاً عن : اندبندنت عربية