أكدت آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية المطهرة أن الغيبة من الذنوب المحرمة التي نهى الله تعالى عنها وبيّن قبحها وشناعتها في الدين، لما تتركه من أثر بالغ في تمزيق الصفوف وهتك الأعراض وإفساد العلاقات بين المسلمين.

أدعية للتوبة من الغيبة

🔹 في القرآن الكريم
قال الله تعالى:

﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾
[الحجرات: 12]

وقال الإمام الطبري في تفسيره: “حرَّم الله على المؤمن أن يغتاب أخاه كما حرّم الميتة، دلالة على بشاعة الغيبة في الإسلام”.

🔹 في السنة النبوية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:

«أتدرون ما الغيبة؟»
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «ذكرك أخاك بما يكره».
قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟
قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته».
رواه مسلم.

🔹 وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

قلت للنبي ﷺ: “حسبك من صفية كذا وكذا”، تعني قصيرة،
فقال: «لقد قلتِ كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته».
[أي لأفسدته من شدة قبحها]

🔹 وعن أنس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله ﷺ:
«لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟
قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم».
رواه أبو داود.


دعاء الاستغفار من الغيبة والتوبة منها:

“سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهم وأتوب إليك.
غفر الله لي ولمن اغتبته بقصد أو بدون قصد، ولمن شهد تلك الغيبة.
اللهم اجعل كتابي في عليين، واحفظ لساني عن العالمين.”

ومن أجمل ما ورد من دعاء التوبة:

قال رسول الله ﷺ:
«اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْك»

✦ فلنحذر من إطلاق ألسنتنا في أعراض الناس، ولنتذكّر دومًا أن الكلمة التي نستهين بها قد تكون سببًا في خسارة حسناتنا وتراكم ذنوبنا.