بعد مرور أكثر من شهرين على واقعة غرق يخت أو سفينة الملياردير البريطاني الشهير مايك لينش، والمعروف بـ«اليخت أو السفينة البايزية»، كشف تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أوضح أسباب غرق اليخت، في الكارثة التي عرفت بـ«المعجزة»، نظرًا لمزاعم انتشرت تقول إن اليخت «غير قابل للغرق».
«نيويورك تايمز» تحدثت لأكثر من 12 مهندسًا بحريًا وخبراء آخرين، قالوا إن هناك نقاط ضعف كبرى في تصميم اليخت، ساهمت بشكل كبير في الكارثة.
تصميم اليخت.. والصاري الكبير
وقال العديد من المهندسين المعماريين البحريين، إن تصميم اليخت، مثل البابين الطويلين على جانب سطح السفينة، زادت من فرص اليخت في الحصول على كميات كبيرة من المياه.
ورجح التحقيق، أن الصاري الكبير «وهو عمود رأسي طويل في السفينة»، المصنوع من الألومنيوم والحبال جعل القارب أكثر عرضة للانقلاب في حالة هبوب رياح قوية، كما كان يحتوي على العديد من فتحات التهوية التي تسمح بدخول الماء عندما سقط القارب على جانبيه، كما لم يتم سحب العارضة الموجودة أسفل السفينة التي تساعد في الحفاظ على استقرار السفينة.
وسببت الرياح القوية، تحرك اليخت على جانبيه، ونتيجة لذلك، تدفقت المياه عبر فتحتا التهوية والأبواب، ومع اشتداد الأمطار والرياح، مال اليخت أكثر قبل أن يغرق تمامًا.
بناء اليخت
وبدأ بناء هيكل اليخت في عام 2005 في حوض بناء السفن في توزلا بتركيا، ووفقًا لوثائق طبيعة بناء اليخت حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، فإن المشتري الأصلي لم يرغب في تصميم صاريتين قياسيتين، وبدلاً من ذلك، أراد بناء القارب بصارية واحدة كبيرة لتحسين أداء الإبحار، وأدى ذلك إلى تصميم مختلف جذريًا، كما قال 3 أشخاص مطلعين على ما حدث بعد ذلك «تعد الصاريتين أحد أسباب غرق اليخت»، وكان الاختلاف الأكثر وضوحًا عن باقي السفن هو الصاري نفسه، فبالإضافة إلى ارتفاعه الاستثنائي، أكثر من 40 قدمًا أعلى من الصاري الأمامي الأصلي، كان أيضًا ثقيلًا للغاية، على الأقل 24 طنًا من الألومنيوم، وربما أكثر، وهو ما شكل تحديًا لاستقرار القارب.
شراسة العاصفة
تقول «نيويورك تايمز»، إنه لا شك أن مثل هذه الثغرات والمٌشكلات في اليخت، ربما ليست السبب الوحيد وراء الغرق، فمن المُؤكد أن شراسة العاصفة غير المتوقعة لعبت دورًا في الأحداث الكارثية التي وقعت، وفي الوقت نفسه، يراقب المُحققون الإيطاليون عن كثب تصرفات قبطان اليخت وطاقمه عند حدوث العاصفة، فهم المتهمين الأساسيين في غرق اليخت.
وأظهرت الوثائق مدى ضعف بناء اليخت، فحتى من دون ارتكاب طاقمها لأخطاء كبيرة أدت إلى الغرق، كان من الممكن أن تغرق السفينة في عاصفة تنجو منها قوارب أخرى، بحسب ما أكده المهندسون البحريون.
كيف امتلأت السفينة بالماء؟
ولا زال السؤال الأكبر الذي يركز عليه المحققون هو، كيف امتلأت السفينة البايزية بالماء بهذه السرعة، وبالنسبة للعديد من العاملين في عالم اليخوت، فإن ما حدث «غير منطقي».
وأوضح التقرير أنه تم بناء القارب مع عدة غرف محكمة الغلق تحت سطح السفينة، لمنع انتشار المياه من منطقة إلى أخرى، وتمت المٌوافقة عليه باعتباره آمنًا من قبل وكالة الملاحة البحرية وخفر السواحل، وهي جزء من وزارة النقل البريطانية، ومن قبل مكتب الشحن الأمريكي، وهي شركة خاصة تقوم بمراجعة تصميمات القوارب.
ومع ذلك، كان اليخت، مثل العديد من اليخوت الفاخرة، يحتوي على جميع أنواع الفتحات التي يمكن للمياه من خلالها الدخول إلى القارب، وهي فتحات تهوية كبيرة للمحركات؛ وفتحات أصغر للمطبخ وأماكن الطاقم وكبائن الضيوف؛ وأبواب زجاجية كبيرة في الخلف وعلى الجانبين حتى يتمكن الناس من المشي إلى سطح السفينة؛ وفتحات مختلفة لوصول الطاقم والركاب.
حادث غرق يخت الملياردير البريطاني
يذكر أن الحادث وقع أغسطس الماضي، حين كان مايك لينش يقضي إجازة فاخرة على متن يخت فاخر مملوك لشركة زوجته، إذ غرق اليخت الذي يبلغ طوله 56 مترًا بعد أن ضربته دوامة مياه قبالة ساحل صقلية، ونجا 15 شخصًا بمن فيهم زوجة لينش.
نقلاً عن : الوطن