قفزت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء، بعدما وافقت أوكرانيا على اقتراح أميركي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً مع روسيا، في حين حققت شركة “زيلاند فارما” الدنماركية مكاسب بعد اتفاق تعاون مع شركة “روش” السويسرية.

إلى ذلك، ارتفع مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.6 في المئة، وخسر المؤشر القياسي 1.7 في المئة في الجلسة السابقة، بعد أن رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على منتجات الصلب والألومنيوم الكندية.

وسجلت غالبية القطاعات في المؤشر مكاسب في التعاملات المبكرة بقيادة مؤشر البنوك الأوروبية الذي ارتفع 1.1 في المئة.

وقفز سهم “زيلاند فارما” 34 في المئة، بعد استحواذ شركة الأدوية السويسرية “روش” على حقوق علاج للسمنة من شركة التكنولوجيا الحيوية الدنماركية في صفقة تعاون بلغت قيمتها 5.3 مليار دولار، وارتفع سهم “روش” أربعة في المئة.

وخالف المؤشر الأوروبي الذي يركز على شركات التجزئة الاتجاه لينخفض 2.8 في المئة، وهوى سهم شركة “بوما” الألمانية للملابس الرياضية 22 في المئة إلى أدنى مستوى له في ثماني سنوات، بعد أن قدمت الشركة توقعات مخيبة للآمال في شأن مبيعات الربع الأول من العام الحالي.

وانخفض سهم شركة “بورشه” 4.5 في المئة، بعدما قالت شركة السيارات الفارهة، إن أرباح عام 2025 ستتأثر بإعادة الهيكلة الشاملة فضلاً عن التوتر التجاري واشتداد المنافسة في الصين.

في هذه الأثناء، تتجه كل الأنظار إلى بيانات التضخم المهمة في الولايات المتحدة والتي ستصدر في وقت لاحق من اليوم، إذ ربما تؤدي أي قراءة أعلى من المتوقع إلى إذكاء المخاوف من ركود تضخمي في أكبر اقتصاد في العالم.

“نيكاي” يقتنص المكاسب

في شرق آسيا، ارتفع مؤشر “نيكاي” الياباني في ختام تعاملات متقلبة اليوم الأربعاء، مع إعادة المستثمرين شراء أسهم بعد انخفاضات حادة في الجلسة السابقة، لكن المخاوف في شأن الرسوم الجمركية الأميركية وتأثيرها في الاقتصاد العالمي واصلت الضغط على المعنويات.

وبعد تذبذب بين المكاسب والخسائر خلال التعاملات، أغلق مؤشر “نيكاي” مرتفعاً 0.1 في المئة عند 36819.09 نقطة، في حين صعد مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 0.9 في المئة إلى 2694.91 نقطة.

وأرجع محللون ذلك إلى عمليات إعادة شراء الأسهم بعد هبوط “نيكاي” إلى أدنى مستوى في ستة أشهر أمس الثلاثاء، في حين خففت تقارير تفيد بأن أوكرانيا ستقبل اقتراحاً أميركياً لوقف إطلاق النار مع روسيا من تجنب المخاطرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع هذا، توخى المستثمرون الحذر قبل تقرير التضخم الأميركي، المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم، في حين استمرت المخاوف حيال النمو في أكبر اقتصاد في العالم وسط السياسات المتغيرة باستمرار للرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن الرسوم الجمركية.

وقال مدير محفظة صناديق يابانية لدى “إيست سبرينغ” للاستثمارات في سنغافورة سامويل هوانع، “تحولت معنويات المستثمرين إلى الحذر وسط ظهور إشارات تفيد بأن قوة الاقتصاد الأميركي ربما تتراجع، مع ارتفاع احتمالات حدوث ركود في الأمد القريب”.

وأضاف أن “المخاوف حيال النمو في الولايات المتحدة أثرت في المعنويات في سوق الأسهم اليابانية نظراً إلى العلاقة الوثيقة بين اقتصادي البلدين”.

وهبط “نيكاي” 7.8 في المئة منذ بداية العام، وتفوق القطاع المالي خلال اليوم مدعوماً بارتفاع عوائد السندات الحكومية اليابانية، وارتفع مؤشر أسهم البنوك 2.3 في المئة ليتصدر مكاسب القطاعات.

الذهب يتراجع

على صعيد أسواق المعادن النفيسة، هبط الذهب اليوم الأربعاء، مع صعود الدولار في وقت يترقب مستثمرون صدور بيانات تضخم أميركية مهمة، ربما تساعد في تحديد مسار أسعار الفائدة الذي سيسلكه مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) وسط توتر تجاري ومخاوف من تباطؤ اقتصادي.

وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 2908.93 دولار للأوقية (الأونصة)، وهبطت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.2 في المئة أيضاً إلى 2908.93 دولار للأوقية.

وارتفع مؤشر الدولار قليلاً مما يجعل الذهب أكثر كلفة لحائزي العملات الأخرى في الخارج.

وقال كبير محللي السوق في شركة “كيه سي أم تريد” تيم ووترر “يتحرك الذهب بنمط التماسك قبل صدور الدفعة التالية من بيانات التضخم في الولايات المتحدة”.

وإذا أجبرت ضغوط الأسعار المتزايدة البنك المركزي الأميركي على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، فربما يفقد الذهب جاذبيته لأنه من الأصول التي لا تدر عوائد.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إذكاء التضخم وحالة الضبابية الاقتصادية. ودفعت الرسوم الجمركية الذهب إلى بلوغ ذروة قياسية عند 2956.15 دولار في 24 فبراير (شباط) الماضي.

وقال ووترر “أتوقع أن يظل الذهب من الأصول المفضلة في ظل قلق المستثمرين في شأن حروب الرسوم الجمركية وتباطؤ النمو، لذا، يظل اتجاه الذهب صعودياً نظراً لاستمرار دراما الرسوم الجمركية”.

ودافع ترمب عن سياساته المتعلقة بالرسوم الجمركية أمس الثلاثاء، أثناء لقائه مع رؤساء تنفيذيين لأكبر الشركات الأميركية، بما في ذلك العديد من الشركات التي انخفضت قيمتها السوقية في الأيام القليلة الماضية مع تدهور ثقة المستهلكين والمستثمرين بسبب مخاوف الركود والتضخم.

وتراجع ترمب أمس الثلاثاء عن تعهده بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من كندا إلى 50 في المئة، وذلك بعد ساعات من إعلانه رفع الرسوم.

وفي هذه الأثناء، وافقت الولايات المتحدة على استئناف المساعدات العسكرية وتبادل معلومات الاستخبارات مع أوكرانيا، بعد أن قالت كييف إنها ستقبل الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في حربها مع روسيا.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 32.70 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.7 في المئة إلى 981.29 دولار، وتراجع البلاديوم 0.8 في المئة إلى 938 دولاراً.

نقلاً عن : اندبندنت عربية