للحيوانات أصوات وأسرار لا يعرفها إلا عدد قليل ممن اختارهم الله؛ ليفهموا هذه اللغة الغريبة، وبشكل خاص تتميز الأبل والخيول بقدرتها على التعبير عن حالاتها المختلفة من خلال أصواتها الفريدة، التي تحمل في كل نغمة منها رسالة خاصة، تعبّر بها عن الفرح، الراحة، أو حتى الحذر، وهذه الأصوات ذكرت في كتاب فقه اللغة وأسرار العربية لأبى منصور الثعالبي، موضحًا كل صوت ومعناه، وهو ما نستعرضه في السطور التالية.

أصوات لا تعرفها تصدرها الإبل والخيول

في الفصل الـ12 من كتاب «فقه اللغة وأسرار العربية» في تفصيل أَصْوَاتِ الجِمال الإبل وترتيبها ذكر أبي منصور الثعالبي أن للأبل أصوات غريبه منها فإِذا أَخْرَجَتِ النَّاقَةُ صَوْتاً مِنْ حَلْقِهَا ولم تَفْتَحْ بِهِ فَاهَا قِيلَ: أَرْزَمَتْ، ويخرج ذلك الصوت عَلَى وَلَدِهَا حَتَّى تَرامَهُ أي تعطف عليه، وتصدر بنفس الطريقة صوت أشد مِنَ الرَّزَمَةِ يُطلق عليه الحَنينُ.

وإِذَا قَطَعَتْ النَّاقَةُ صَوْتَهَا ولم تَمَدَهُ قِيل: بَغَمَتْ وَتَزَغَمَتْ، فَإِذا ضَجَّتْ قِيلَ: رَغَتْ، وَإذا طَرَبَتْ فِي إِثْرِ وَلَدِهَا قِيلَ: حَنَّتْ، وإِذَا مَدَّتْ حَنِينَها قِيلَ: سَجَرَتْ، فإِذا مَدَّتِ الحَنِينَ عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ قِيلَ: سَجَعَتْ.

وقال أبي منصور في كتابه :«إِذَا بَلَغَ الذَّكَرُ مِنَ الإبل الهَدِيرَ قِيلَ: كَشَّ، فإِذا زَادَ عَلَيْهِ قِيات: كَشْكَشَ وَقَشْقَشَ، فَإِذَا ارْتَفَعَ قَلِيلا قِيلَ: كَنَّ وَقَبْقَبَ، فَإِذا أَفْصَحَ بِالهَدِيرِ قِيلَ: هَدَرَ، فإذا صَفَا صَوْتُهُ قِيلَ: قَرْقَرَ، فَإِذَا جَعَلَ يَهْدِرُ كَأَنَّهُ يَقْصُرُهُ قِيلَ: زَغَدَ، فَإِذَا جَعَلَ كَأَنَّهُ يَقْلَعُهُ قِيلَ: فَلَخَ».

أصوات الخيول ومعانيها

وفي الفصل الثالث عشر فِي تَفْصِيل أَصْوَاتِ الخَيْل، قال أبي منصور عن الصَّهِيلُ أنه صَوْتُ الفَرَسِ فِي أَكْثَرِ أَحْوَالِهِ، أما الضَّبْحُ صَوتُ نَفْسِهِ إِذَا عَدَا وقد نَطَقَ بِهِ القُرْآنُ.

– القَبْعُ صَوت يُرَدَّدُهُ الخيل مِنْ مِنْخَرِهِ إِلى حَلْقِهِ إِذا نَفَرَ مِنْ شَيْءٍ أَو كَرِهَهُ.

– الحَمْحَمَةُ صَوتهُ إذا طَلَبَ العَلَفَ أو رَأَى صَاحِبَهُ فاستأنس إليه،

الخَضِيعَةُ والوَقِيبُ صَوتُ بطنِهِ، وكَذَلِكَ البَقْبَقَةُ، والرُّعَاقُ والرَّعِيقُ صَوت يُسْمَعُ مِنْ قُنْبِهِ أو مِخْلَبُه كَمَا يُسْمَعُ الوَعِيقُ مِنْ تُفْرِ الرَّمَكَة أو صوت الأنثى من الخيل إذا مشت.

الأشياء التي تشترك في نفس الصوت

وفي فصل الأصوات المشتركة قال «الثعالبي» ما يلي:

-النَّشِيشُ: صَوْتُ غَلِيانِ القِدْرِ والشَرابِ.

– القَوْسِ القَصِيفُ: صَوْتُ الرَّعْدِ والبَحْرِ وَهَدِيرُ الفَحْلِ.

– النَقِيقُ: صَوْتُ الدَّجَاجِ والضَّفْدَعِ.

– الجَرْجَرَةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ الفَحْلِ وَحِكَايَةُ صَوْتِ جَرْعِ المَاءَ.

– القَعْقَعَةُ: صَوْت السلاح والجِلْدِ اليابس والقِرْطَاسِ.

-الغَرْغَرَةُ: صَوْتُ غَلَيَانِ القِدْرِ وَتَرَدُّدُ النَّفْسِ فِي صَدْرِ المُحْتَضَرِ.

– العَجِيجُ: صَوْتُ الرَّعْدِ.

– الشَّاءَ الزَّفِيرُ: صَوْتُ النَّارِ والحِمارِ والمَكْرُوبِ إذا امْتَلأَ صَدْرُهُ غَمَا فَزَفَرَ بِهِ.

– الْخَشْخَشَةُ: صَوْتُ حَرَكَةِ القِرْطَاسِ والثَّوْبِ الجَدِيدِ والدَّرْعِ.

– الجَلْجَلَةُ صَوْتُ السَّبْعِ والرَّعْدِ وحَرَكَةُ الجَلاجِلِ.

– الحَفِيفُ صَوْتُ حَرَكَةِ الأَغْصَانِ وجَناحِ الطَّائِرِ وحَرَكَةُ الحَيَّةِ.

– الصَّلِيل والصَّلْصَلَةُ: صَوْتُ الحَدِيدِ واللَّجَامِ وسَّيْفِ والدَّرَاهِم والمَسَامِيرِ.

– الطَّنِينُ: صَوْتُ الذُّباب والبعوض والطنبور.

– الأَطِيطُ: صوت الباب وصريره والرَّجُلِ إِذا أَثْقَلَهُ ما عَلَيْهِ، وصَوْت احْتكاك يُحدثه جِسْم يُقاوِم شَدًّا وضَغْطًا.

– الصَّرِيرُ: صَوْتُ القَلمِ والسَّرِيرِ والطَّسْتِ والبَابِ.

– الأَخْطَبِ الدَّوِيٌّ صَوْتُ النَّحْلِ والأُذُنِ والمَطَرِ.

– الإِنْقَاضُ صَوْتُ الدَجَاجَةِ والفُروج والرَّحْل والمِحْجَمَةِ.



نقلاً عن : الوطن