في واحدة من أسوأ جلسات التداول خلال الـ18 شهراً الماضية، سجل مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيس خسائر قاسية وغير متوقعة، حيث هبط بنحو 805 نقاط أي بنسبة 6.8%، مغلقاً عند مستوى 11,077 نقطة، في أدنى إغلاق له منذ أكثر من عام ونصف، وسط تداولات بلغت 8.4 مليار ريال (2.24 مليار دولار)، وبكمية أسهم متداولة قاربت 450 مليون سهم.

وشهدت الجلسة موجة بيع عارمة طالت 252 شركة، بينما استطاعت شركة واحدة فقط تسجيل ارتفاع. أما مؤشر السوق الموازية (نمو)، فخسر 445.60 نقطة ليقفل عند 28,648 نقطة بتداولات بلغت 70 مليون ريال.

أكبر هزة منذ 2008… وأسواق الخليج تتأثر

المستشار المالي سالم الزهراني أوضح أن السوق واجهت صدمة حادة أعادت المؤشر إلى مستويات 2022، متأثراً بالهبوط العالمي نتيجة تصاعد الحرب التجارية بين أميركا ودول العالم، والانخفاضات الحادة في أسعار النفط.

مؤشر “S&P 500” الأميركي خسر 10% في يومين، ما تسبب بخسارة 5 تريليونات دولار من القيمة السوقية، في واحد من أكبر الانهيارات اليومية منذ سبعة عقود، بينما دخل مؤشر “ناسداك” مرحلة السوق الهابطة رسميًا، مما أثار حالة من الذعر العالمي بين المستثمرين الباحثين عن السيولة فقط.

انهيار النفط يزيد النار اشتعالاً

تراجعت أسعار النفط بقوة، إذ هبط خام “برنت” بنسبة 6.5% ليغلق عند 65.58 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط تراجعًا بنسبة 7.4% ليستقر عند 61.99 دولارًا. هذه التراجعات زادت من فوضى الأسواق ودعمت المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود.

الأحمر يكتسح الشاشات… والقطاعات تنهار

بحسب الباحث المالي عبدالعزيز الرشيد، شهدت الجلسة “إعادة تموضع للمحافظ الاستثمارية”، مع تراجع جماعي للقطاعات. أسهم عملاقة مثل “أرامكو”، “الراجحي”، و”الأهلي السعودي” خسرت ما بين 5% و7%، بينما سقطت أسهم أخرى مثل “كيمانول”، “العقارية”، و”ساسكو” بالحدود الدنيا.

اللافت أن سهم “نماء للكيماويات” كان الناجي الوحيد من حمام الدم، فيما تصدرت “كيمانول”، “أسمنت الرياض”، و”الأسماك” قائمة أكبر الخاسرين.

الزلزال يمتد إلى الخليج

لم تكن السعودية وحدها في العاصفة.

  • بورصة الكويت خسرت 412 نقطة بنسبة 5.16%.
  • قطر هوت بـ432 نقطة لتغلق دون مستوى 10,000 نقطة.
  • مسقط فقدت 114 نقطة (2.62%)،
  • البحرين واصلت النزيف بانخفاض مؤشرها العام والإسلامي معاً.

مشهد السوق يعكس حالة قلق عالمي متصاعد، يغذيه مزيج من التوترات الجيوسياسية، وانهيارات في أسواق النفط والأسهم، وسط غموض اقتصادي يحكم قبضته على قرارات المستثمرين.