قالت مصادر في وزارة الخارجية الألمانية أمس الثلاثاء إن برلين تقود مباحثات داخل الاتحاد الأوروبي من أجل تخفيف العقوبات التي فرضت على سوريا خلال حكم رئيس النظام السابق بشار الأسد ومساعدة الشعب السوري.
وقال أحد المصادر “نحن نناقش بجدية سبل تخفيف العقوبات عن الشعب السوري في قطاعات معينة”. ويتطلب تخفيف العقوبات قراراً بالإجماع من الاتحاد الأوروبي.
وأحجمت وزارة الخارجية الألمانية عن التعليق.
وأطاحت حملة خاطفة جماعات المعارضة المسلحة بالأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول). وقادت “هيئة تحرير الشام” هذا الهجوم وأعلنت بعده تشكيل حكومة انتقالية.
وأصدرت الولايات المتحدة الإثنين إعفاء من العقوبات على المعاملات مع بعض الهيئات الحكومية في سوريا لمدة ستة أشهر لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية والتغلب على نقص الطاقة والسماح بالتحويلات الشخصية.
وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وحكومات أخرى عقوبات صارمة على سوريا بعد أن تحولت حملة القمع التي شنها الأسد على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في عام 2011 إلى حرب أهلية.
وثيقتان مقترحتان
وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” نقلاً عن شخصين مطلعين أن مسؤولين ألمان وزعوا وثيقتين مقترحتين بين عواصم الاتحاد الأوروبي قبل فترة وجيزة من عيد الميلاد تحددان اقتراحات بشأن القطاعات الرئيسية التي يمكن فيها تخفيف العقوبات التي يفرضها الاتحاد على سوريا.
وأضافت أن الوثيقتين تحددان كيف يمكن للاتحاد الأوروبي تخفيف القيود تدريجاً على دمشق في مقابل إحراز تقدم في القضايا الاجتماعية، بما في ذلك حماية حقوق الأقليات والنساء والالتزام بالتعهدات بمنع انتشار الأسلحة.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مصدر لم تذكره بالاسم مطلع على مناقشات الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد، مثل واشنطن، قد يجعل أي تخفيف للعقوبات موقتاً لضمان إمكانية التراجع عنه إذا لزم الأمر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وزارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك سوريا يوم الجمعة مع نظيرها الفرنسي نيابة عن الاتحاد الأوروبي، والتقت بقائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.
وقالت بيربوك خلال زيارتها إن كل مكونات الشعب السوري بما في ذلك النساء والأكراد يجب أن تشارك في العملية الانتقالية في البلاد إذا كانت دمشق تريد الدعم الأوروبي.
مؤتمر حوار وطني
والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الإدارة الجديدة تعمل على تشكيل لجنة تحضيرية موسعة تمثل مختلف أطياف الشعب لتعد لمؤتمر حوار وطني قال إنه سيشكل “حجر الأساس” لمستقبل البلاد بعد إطاحة بشار الأسد.
وخلال مؤتمر صحافي في عمان مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، قال الشيباني رداً على سؤال بشأن موعد الحوار الوطني الذي سبق للسلطة الجديدة أن أكدت عزمها على إقامته “لقد تريثنا قليلاً في المؤتمر الذي كان عقده ممكناً في أول شهر (كانون الثاني) يناير”.
أضاف “ارتأينا أن نشكل لجنة تحضيرية موسعة، فيها من الأعضاء من السادة والسيدات (…) تستطيع أن تستوعب التمثيل الشامل للشعب السوري” على أن تضم “ممثلين عن كافة الشرائح والمحافظات السورية”.
ملامح المرحلة السياسية المقبلة
ومنذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر، أفادت مواقف السلطات الجديدة عن التوجه الى عقد مؤتمر حوار وطني يحدد ملامح المرحلة السياسية المقبلة في سوريا، على وقع مخاوف مكونات عدة من تهميشها.
وقال الشيباني “نحن في سوريا بلد متنوع، والتنوع إما أن ننظر اليه كفرصة… ومصدر قوة وإما أن ننظر اليه كمشكلة”، موضحاً “إذا نظرنا اليه كفرصة، نستطيع أن نستفيد من الجميع في بناء سوريا المستقبل”.
وأضاف “نحن لن ننظر الى سوريا إلا (بوصفها) سوريا موحدة بكافة أبنائها وأطيافها وتنوعها، ولن ننجح إذا لم نسلك هذا المسلك”.
ولم يحدد الشيباني تاريخ تشكيل اللجنة أو الموعد المزمع للمؤتمر، قال الشيباني “نريد أن يمثل هذا المؤتمر إرادة الشعب السوري… ونعتبره حجر الأساس في سوريا المستقبل وسيكون المؤهَل وصاحب الصلاحيات في انشاء الهوية السياسية للشعب السوري”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية