اتهمت الولايات المتحدة روسيا في الأمم المتحدة بتمويل الطرفين المتحاربين في السودان، بعد تأكيد واشنطن السابق بأن موسكو تستغل طرفي الصراع لتعزيز أهدافها السياسية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للمجلس أمس الإثنين “لقد اختارت روسيا العرقلة (للجهود الرامية لإنهاء الحرب) .. عندما صوتت (ضد مشروع القرار) بمفردها لتعرض المدنيين للخطر، في حين تمول كلا الجانبين في الصراع – نعم، هذا ما قلته: كلا الجانبين”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وعندما طُلب من المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة توضيح الأمر، قال إن واشنطن على علم “بالاهتمام الروسي المستمر بتجارة الذهب في السودان” وتستنكر أي دعم مادي للطرفين المتحاربين – “سواء كان ذلك من خلال تجارة الذهب غير المشروعة أو توفير المعدات العسكرية”.
وقال المتحدث “نعتقد أن تعاون السلطات السودانية في مجال تعدين الذهب مع كيانات وأفراد روس خاضعين للعقوبات قد يكون ضاراً بمصالح السودان على المدى الطويل وتطلعات الشعب السوداني لإنهاء الحرب”.
ورداً على ذلك، قال دميتري بوليانسكي نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة “نأسف لأن الولايات المتحدة تحاول الحكم على القوى العالمية الأخرى بمعاييرها الخاصة”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ديسمبر (كانون الأول)، رفض السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا ما أسماه “الافتراءات التي تروجها الدول الغربية ووسائل إعلامها” بأن موسكو تحاول استغلال الجانبين لتحقيق ميزة من الحرب.
وفي اجتماعها الأخير الذي قالت إنه من المرجح أن يكون آخر اجتماعاتها في المجلس، تحدثت توماس غرينفيلد بنبرة عاطفية واضحة أثناء مخاطبة نظرائها بشأن السودان، وهي الأزمة التي كانت محور تركيزها خلال السنوات الأربع التي قضتها في الهيئة العالمية.
وقالت “على الرغم من كل خيبة الأمل التي شعرت بها لأنني لم أستطع فعل المزيد، وأننا جميعاً لم نفعل المزيد، فإنني ما زلت متفائلة. وآمل أن يواصل الممثلون الجالسون حول هذه الطاولة-الزملاء الذين أصبحوا أصدقاء-هذه المهمة المقدسة، هذه المسؤولية الأساسية”.
واندلعت الحرب في أبريل (نيسان) 2023 وسط صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية قبل انتقال مخطط له إلى الحكم المدني، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو الطرفين المتحاربين إلى وقف الأعمال القتالية على الفور وضمان تسليم المساعدات الإنسانية. وصوتت الدول الأربع عشرة المتبقية في المجلس لصالح المشروع.
نقلاً عن : اندبندنت عربية