قال الأمين العام لمنظمة “أوبك” هيثم الغيص خلال مؤتمر أسبوع الطاقة الهندي اليوم الثلاثاء إن “القرارات التي تتخذها المنظمة، تأخذ في الاعتبار رؤية الأسواق العالمية على الأمد البعيد وتهدف إلى استقرار الأسعار.
وتأتي هذه التصريحات بعدما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب مراراً المنظمة إلى زيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض الأسعار.
وذكرت “أوبك” وحلفاؤها، في ما يعرف باسم مجموعة “أوبك+”، في وقت سابق من الشهر الجاري أنها ستلتزم سياستها المتمثلة في زيادة إنتاج النفط تدريجاً اعتباراً من أبريل (نيسان) المقبل.
وقال الغيص “نحن نقيّم السوق ونحلل العرض والطلب بعيداً من الاعتبارات السياسية ونعتمد على الاعتبارات الفنية السليمة ونتخذ القرارات التي تحقق الاستقرار للسوق”.
وخفوض “أوبك+” للإنتاج سارية حتى نهاية مارس (آذار) المقبل بسبب مخاوف حول الطلب العالمي وزيادة الإنتاج من دول خارج المجموعة.
وقال “إذا نظرت إلى النفط، ربما كان هو السلعة الأقل تقلباً في العام الماضي أيضاً، وأعتقد بأن هذا يرجع إلى حد كبير إلى القرارات والوضوح في المنظمة، لذا فهذا هو هدفنا، وهذا ما سنواصل فعله”.
ومنذ عودته لمنصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن أسعار النفط المرتفعة تساعد روسيا على مواصلة الحرب في أوكرانيا.
النفط يرتفع
في الأثناء، واصلت أسعار النفط تحقيق مكاسب اليوم بعد تقرير أظهر أن إنتاج النفط الروسي جاء أقل من الحصة المستهدفة وبفضل المخاوف من مزيد من اضطراب الإمدادات، لكن المكاسب كانت محدودة بفعل مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى إضعاف النمو الاقتصادي العالمي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” 24 سنتاً، أو 0.32 في المئة، إلى 76.11 دولار للبرميل، في حين زاد خام “غرب تكساس” الوسيط الأميركي 19 سنتاً، أو 0.26 في المئة، إلى 72.51 دولار.
وسجلت العقود الآجلة للخامين مكاسب بنحو اثنين في المئة في الجلسة السابقة بعد ثلاث خسائر أسبوعية متتالية.
وقال محللون في “أي أن زد” ضمن مذكرة بحثية إن “الانتعاش جاء بفضل مؤشرات على تقليص الإمدادات”، وأضافوا أن “إنتاج النفط الروسي لم يحقق حصته في ’أوبك+‘ في يناير الماضي، مما هدأ المخاوف حيال فائض المعروض، وانخفض الإنتاج إلى 8.962 مليون برميل يومياً وهو أقل بنحو 16 ألف برميل يومياً عن المستويات المتفق عليها بموجب اتفاق الإنتاج”.
وأشار المحللون إلى أن المخاوف من حدوث مزيد من الاضطرابات تصاعدت بعد تقرير لصحيفة “بوليتيكو” أمس الإثنين أفاد بأن الدول الأوروبية تعتزم مصادرة “أسطول الظل” الروسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعثرت عمليات شحن النفط الروسي إلى الصين والهند، أكبر مستوردين للنفط الخام في العالم، بصورة كبيرة بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الشهر الماضي واستهدفت ناقلات ومنتجين وشركات تأمين.
ومما يزيد من مخاوف العرض أيضاً العقوبات الأميركية على شبكات شحن النفط الإيراني إلى الصين بعد عودة ترمب لفرض سياسة “الضغوط القصوى” على صادرات النفط الإيرانية الأسبوع الماضي.
ولكن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب والتي من شأنها أن تضعف النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة، حدّت من مكاسب الأسعار.
الرسوم الجمركية
وقرر ترمب أمس زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة إلى 25 في المئة “من دون استثناءات أو إعفاءات” لمساعدة الصناعتين المتعثرتين، مما قد يفاقم خطر اندلاع حرب تجارية على جبهات متعددة.
وستؤثر الرسوم الجمركية في ملايين الأطنان من واردات الصلب والألمنيوم من كندا والبرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية ودول أخرى.
وفرض ترمب الأسبوع الماضي رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة على الصين، ردت بكين عليها بفرض رسوم جمركية على بعض الواردات الأميركية، بما في ذلك رسوم بنسبة 10 في المئة على النفط الخام.
ومما يضغط أيضاً على الطلب على النفط أن مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سينتظر حتى الربع المقبل من العام قبل خفض أسعار الفائدة مجدداً، وفقاً لرأي غالبية خبراء الاقتصاد في استطلاع أجرته “رويترز” الذين توقعوا في السابق خفض أسعار الفائدة في مارس المقبل.
ويواجه “الفيدرالي” خطر صعود التضخم في ظل سياسات ترمب، وقد يؤدي الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة إلى الحد من النمو الاقتصادي، مما سيؤثر بدوره في نمو الطلب على النفط.
وأظهر استطلاع أولي لـ”رويترز” أمس أن من المتوقع أن تكون مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي، في حين من المرجح أن تكون مخزونات نواتج التقطير انخفضت.
نقلاً عن : اندبندنت عربية