طالبت أوكرانيا بعضوية “كاملة” في حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن ذلك سيكون الضمانة الحقيقية الوحيدة للأمن في مواجهة الهجوم الروسي، وذلك قبيل اجتماع مقرر لوزراء خارجية “الناتو”.

وقالت وزارة الخارجية في كييف في بيان “نحن مقتنعون بأن الضمانة الحقيقية الوحيدة للأمن بالنسبة لأوكرانيا والرادع لأي عدوان روسي آخر ضد أوكرانيا وبلدان أخرى، هي عضوية أوكرانيا الكاملة في الناتو”.

“تهديد غير مقبول”

في المقابل، أفاد الكرملين بأن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي سيشكّل تهديداً “غير مقبول” بالنسبة لروسيا، وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن “قراراً محتملاً من هذا القبيل غير مقبول بالنسبة لنا نظراً إلى أن الأمر سيشكّل تهديداً لنا”.

أوكرانيا تعلن صد محاولة تقدّم روسية في الشرق

أعلنت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، أن قواتها صدّت محاولة أوكرانية لعبور نهر أوسكيل الذي لطالما اعتُبر خط مواجهة بحكم الأمر الواقع في شرق أوكرانيا.

وقال الجيش الأوكراني في بيان “نتيجة عملية ناجحة، تم تدمير العدو. الضفة اليمنى لنهر أوسكيل خاضعة لسيطرة قوات الدفاع”.

وأعلن الجيش الروسين في المقابل، أن قواته سيطرت على قريتي نوفوداريفكا في منطقة زابوريجيا في الجنوب ورومانيفكا في منطقة دونيتسك، مؤكداً تحقيق تقدم على طول الجبهة في جنوب شرقي أوكرانيا.

من دون كهرباء

قالت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، إن هجوماً روسياً بطائرات مسيرة خلال الليل ترك مدينة تيرنوبل في غربها من دون كهرباء، وذلك بعد أسبوع من انقطاع التيار عن جزء كبير من المدينة والمنطقة المحيطة بها جراء ضربات موسكو.

وقال سيرغي نادال، رئيس مقر الدفاع الإقليمي في تيرنوبل، عبر قناته على تطبيق “تيليغرام” “عمال الطاقة ورجال الإنقاذ يزيلون آثار الهجوم. خزنوا المياه واشحنوا هواتفكم”.

وقتل شخص وأصيب عدد آخر في هجوم بطائرات مسيرة روسية على مدينة تيرنوبل في وقت سابق من أمس.

حزمة مساعدات

في هذا الوقت، أعلنت الولايات المتحدة الإثنين عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 725 مليون دولار تشمل دفعة ثانية من الألغام الأرضية إضافة إلى أسلحة مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدروع.

وتسابق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الوقت لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لكييف قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب سدة الرئاسة، إذ لن يكون الدعم الأميركي مضموناً بعد ذلك.

وقبل أقل من شهرين من موعد تنصيب ترمب، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان إن الحزمة الجديدة تندرج في إطار جهود تبذل “لضمان امتلاك أوكرانيا القدرات التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي”.

وأضاف أن الحزمة تشمل ألغاماً أرضية مضادة للأفراد وذخيرة لمنصات إطلاق الصواريخ الدقيقة هيمارس (HIMARS) وصواريخ ستينغر وأنظمة مضادة للمسيرات وأسلحة مضادة للدروع وذخيرة مدفعية.

وكانت واشنطن أعلنت الشهر الماضي إمداد أوكرانيا بشحنة أولى من الألغام المضادة للأفراد، في خطوة نددت بها منظمات حقوقية. وبرر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخطوة بأن القوات الروسية تتقدم بوحدات المشاة بدلاً من الآليات.

وقال أوستن في تصريح لصحافيين الشهر الماضي إن الأوكرانيين “بحاجة إلى ما يمكن أن يساعد في إبطاء هذا الجهد من جانب الروس”.

مخاوف في كييف وأوروبا 

وتعمل الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها على إيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى أوكرانيا قبل أن يتولى ترمب الذي انتقد مراراً المساعدات الأميركية لكييف، سدة الرئاسة.

 

ويصر ترمب على أنه قادر على إرساء وقف لإطلاق النار خلال ساعات. وأثارت تعليقات ترمب مخاوف في كييف وأوروبا في شأن مستقبل المساعدات الأميركية، وقدرة أوكرانيا على الصمود في وجه الهجمات الروسية في حال توقف الدعم الأميركي.

والأحد، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده بحاجة إلى ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي وإلى مزيد من الأسلحة للدفاع عن نفسها قبل أي محادثات مع روسيا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر الإثنين إن كل ما تبقى من تمويل أميركي مرصود لكييف سيستخدم. وأضاف في تصريح لصحافيين أنه “بناء على توجيهات الرئيس، سننفق كل دولار خصصه الكونغرس لأوكرانيا وتجديد مخزوناتنا”.

وفي تصريحات سبقت الإعلان عن الحزمة الأخيرة، قدر رايدر إجمالي المساعدات التي ما زال من الممكن سحبها من المخزونات الأميركية بـ6.8 مليار دولار، في حين يتوفر أكثر من 2.2 مليار دولار لشراء الأسلحة والمعدات من قطاع الصناعات الدفاعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والإثنين أجرى أوستن محادثات مع نظيره الأوكراني رستم عمروف أطلعه خلاله على “مستجدات الزيادة المستمرة في المساعدات الأمنية الأميركية لأوكرانيا من أجل توفير القدرات التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الروسي”.

وقال رايدر في بيان “وزير الدفاع أوستن يستنكر قصف روسيا في الآونة الأخيرة البنية التحتية المدنية في أوكرانيا بالصواريخ والمسيرات واستخدامها صاروخاً باليستياً متوسط ​​المدى في أوكرانيا، وهو ما يمثل تصعيداً آخر في الحرب الروسية على أوكرانيا”.

وأشار وزير الدفاع الأوكراني إلى أن الاجتماع ركز على “التخطيط الاستراتيجي لعام 2025، بخاصة في ما يتعلق بالحصول على الأسلحة والعتاد وتجهيز وحداتنا”. وأضاف أنه ناقش مع أوستن الاستعدادات للاجتماع المقبل لمجموعة رامشتاين، وهو تحالف يضم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والدول الداعمة لأوكرانيا.

لكن عمروف لم يذكر موعد انعقاد الاجتماع. وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن الاجتماع قد ينعقد في ديسمبر (كانون الأول) الجاري. ومن المرجح أن يكون هذا آخر اجتماع لحلفاء كييف قبل تولي ترمب منصبه.

وواشنطن هي الداعم الرئيس لكييف وقد خصصت لها أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

 

زيلينسكي يحض شولتز على توفير دعم قوي لبلاده

وشدد الرئيس الأوكراني الإثنين على أن بلاده بحاجة إلى مزيد من الأسلحة ودعم دبلوماسي أقوى من أجل التوصل إلى “سلام عادل”، وذلك خلال زيارة إلى كييف يجريها المستشار الألماني أولاف شولتز.

في إطار سعيه إلى الانخراط في وساطة، توجه شولتز إلى العاصمة الأوكرانية بعد بضعة أسابيع على إجرائه محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والمستشار الألماني هو أول حليف رئيس لأوكرانيا يجري محادثات مع بوتين منذ أكثر من عام.

وتعهد شولتز الإثنين منع روسيا من فرض شروطها على أوكرانيا، ساعياً في ذلك إلى تهدئة مخاوف حيال مستقبل الدعم الأميركي مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025.

في مؤتمر صحافي مع شولتز، قال زيلينسكي إن حلفاء أوكرانيا “لا يمكنهم ضمان السلام إلا من خلال القوة: قوة أسلحتنا ودبلوماسيتنا وتعاوننا”.

وتابع “من المهم جداً بالنسبة إلينا ألا تقلص ألمانيا” الدعم في العام المقبل “بما في ذلك الدعم المالي”، مشدداً على أهمية “السلام العادل”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية