كانت مباراة سبورتنغ لشبونة في دوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي مساء أمس الثلاثاء مليئة بالحبكات الفرعية المثيرة للاهتمام، إذ يستعد المدير الفني روبن أموريم للانضمام إلى مانشستر يونايتد في وقت لاحق من هذا الشهر، ويستعد مديره الرياضي وصديقه المقرب هوغو فيانا للانضمام إلى مانشستر سيتي في العام الجديد، ولإضافة لمسة أكثر إثارة فإن زوجتي أموريم وفيانا تتشاركان في إدارة شركة تصميم داخلي تحمل اسم “دويس تونز”، وتخططان لمواصلة مشروعهما المشترك في مختلف أنحاء مانشستر.
ولكن ما لم يكن متوقعاً هذا الأسبوع كان الصراع بين أموريم ووسائل الإعلام البريطانية، وربما شاهدتم مقطع الفيديو المثير للدهشة من المؤتمر الصحافي الذي عقده سبورتنغ لشبونة أول من أمس الإثنين، الذي طالب فيه الصحافي غاري كوتريل من قناة “سكاي سبورتس”، الذي يتسم عادة بالود، أموريم بالرد عليه باللغة الإنجليزية، وكأنه ضابط إمبراطورية يتحدث إلى رجل قبيلة محلي.
حاول أموريم نزع سلاح المعتدي عليه بابتسامة، فتدخل مسؤول الصحافة في سبورتنغ لشبونة قائلاً “سيتحدث باللغة الإنجليزية الأسبوع المقبل”، واعتذر أموريم عن عدم إتقانه للغة الإنجليزية (على رغم أنه جيد للغاية في الواقع).
ولو بدأ كوتريل بطلب مهذب لكان تمكن من تحقيق بعض التقدم، ولكن بدلاً من ذلك بدا غاضباً ومتغطرساً، متهماً أموريم بتجاهل كل جماهيره الإنجليزية، وكأن أنصار مانشستر يونايتد كانوا يتجمعون حول شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم في انتظار أن يرتدي مديرهم الفني الجديد معطف المبارزة مع “سكاي سبورتس”.
ربما كان كوتريل تحت ضغط للحصول على بعض اللقطات القابلة للقص في يوم إخباري بطيء، وربما كان يبتسم بعيداً من الكاميرا ولكن كل هذا بدا غير لائق، وفي نهاية المطاف غير ضروري، وكان السؤال الذي طرحه والإجابة التي كان لابد من سماعها في مختلف أنحاء العالم “هل تعلم أن مشجعي مانشستر يونايتد لا يحبون مانشستر سيتي كثيراً؟”.
وأضاف كوتريل بنبرة متعالية للغاية “باللغة الإنجليزية من فضلك”، وإن كان استخدم في النهاية كلمة “من فضلك”، وقال أموريم “آسف، لا”.
وسأله المراسل “لماذا؟”.
وأشار أموريم إلى أنه لم يكن يتعمد التلعثم، ولكن الصحافيين البرتغاليين لن يفهموا، وأنه يريد أن يكون محترماً.
وأضاف آسفاً للمرة الأخيرة، قبل أن يجيب بسرعة باللغة البرتغالية.
وكان التلميح إلى أن أموريم مدين بطريقة ما لجمهوره الجديد ولكنه لم يكن كذلك، فلم يكن هذا هو تنصيب الأمير أندرو بل كان مؤتمراً صحافياً قبل مباراة في دوري أبطال أوروبا بين سبورتنغ لشبونة ومانشستر سيتي، التي أقيمت في لشبونة، ومن غير المستغرب أن تكون باللغة البرتغالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكن هذا التفاعل أخبرنا بمزيد عن أموريم، إذ تحولت وظيفته في يونايتد بالفعل إلى سيرك، وتشير خطواته الهادئة الثابتة إلى أنه مستعد جيداً للجنون والتقلبات العاطفية الجامحة التي تأتي مع إدارة ناد عالمي، وخصوصاً هذا العملاق الذي يتعثر في الظلام منذ عقد من الزمان وفق وتيرة ثابتة ويحمل في عنقه جهاز حقن مهدئ ذاتي.
وقال أموريم بلغته الأم “غداً سأكون مدرباً لسبورتنغ لشبونة، فقط سبورتنغ لشبونة، وأعلم أنهم سيتوصلون إلى استنتاجات بناء على النتيجة لكنني لا أهتم… إذا كانت نتيجة مانشستر سيتي سلبية، فستنخفض التوقعات، وإذا فزنا فسيعتقدون أن أليكس فيرغسون الجديد وصل! ما يهمني هو الفوز، والوداع الجيد في ألفالادي (ملعب سبورتنغ لشبونة)، والفوز في براغا (مباراته الأخيرة) قبل بدء مغامرة جديدة في مانشستر”.
وعلى مدى الأسابيع والأشهر المقبلة سيقارن أموريم بطبيعة الحال بمدرب سابق آخر لمانشستر يونايتد، وهو جوزيه مورينيو، إذ ذهب لفترة وجيزة لدراسة التدريب تحت إشراف مورينيو في “أولد ترافورد”، ولكن من الواضح تماماً أن شخصيتيهما على الشاشة مختلفتين تماماً، باستثناء الجماليات البرتغالية اللطيفة.
يبدو أموريم هادئاً ومتواضعاً ورشيقاً في تعاملاته مع وسائل الإعلام حتى الآن، وحافظ على رسالته واضحة وبسيطة بينما انتشرت الإشاعات في الأسبوع الماضي، مكرراً السطر الذي يقول إن الناديين في محادثات وأن كل شيء سيحل قريباً، لقد ابتسم ومازح قبل أن يعطي إجاباته بلكمة خفيفة وجادة تقريباً مثل لامبارد، وبدا أن أموريم يتمتع بسحره الخاص، ولن يأتي إلى “أولد ترافورد” مدعياً أنه مدرب استثنائي.
هذا لا يعني سوء فهمه كمدرب، وقال أحد لاعبيه السابقين هو برونو سيماو – وهو صديق طفولة لأموريم – لصحيفة “ذا أثلتيك” كيف أراد أموريم إبعاده عن الفريق بعد أن نام ذات مرة وتغيب عن التدريب، ولم ينقذه سوى توسلات زملاء سيماو في الفريق، وقال سيماو “هذه هي شخصيته وهو يتعامل مع الجميع بهذه الطريقة. ليس لديك وقت للمزاح في شأن وظيفته. إنه صارم حقاً، ولكن هذا هو السبب وراء كونه فائزاً”.
لقد أوضحت إشارة التقدير التي وجهها أموريم إلى الصحافيين المحليين في الغرفة عندما قال “إنهم سيفتقدونني عندما أتحدث البرتغالية، لذا يتعين علي أن أتحدث البرتغالية” مدى أهمية بقائه مخلصاً لعمله الحالي، فهو لا يريد أن يسمح باختلاط المعايير، إذ كشف قائد الفريق مورتن هيولماند عندما سئل عن حياته منذ انتشار الخبر عن أن التدريب كان قاسياً كما كان دائماً، وأضاف “لقد لعبنا ثلاث مباريات ولم يمنحنا المدرب أي يوم راحة”.
كل هذا يعد جزءاً من المبدأ نفسه والأمر المركزي في نهاية المطاف بالنسبة إلى أموريم، وهو الوعد بأنه سيظل مديراً فنياً لسبورتنغ لشبونة حتى يرحل، فهو لم يصبح مملوكاً لمانشستر يونايتد بعد، وهو ليس من ممتلكات الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن المؤكد أنه ليس تحت إمرة وسائل الإعلام الإنجليزية.
نقلاً عن : اندبندنت عربية