شارك الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في فعاليات مؤتمر “سوشي تك طوكيو 2025″، أحد أكبر الأحداث المعنية بالشركات الناشئة في آسيا، والذي تستضيفه العاصمة اليابانية طوكيو خلال الفترة من 8 إلى 10 مايو بمشاركة أكثر من 50 ألف خبير و500 شركة ناشئة.
خلال جلسة بعنوان “مصر الرقمية: إطلاق العنان للإبداع والابتكار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”, استعرض طلعت جهود مصر في التحول الرقمي، وبناء مجتمع رقمي متكامل يضع المواطن في قلب أولوياته من خلال إتاحة الخدمات الرقمية، وتوفير فرص العمل، وتنمية المهارات الرقمية. وأكد أن منصة “مصر الرقمية” تقدم أكثر من 180 خدمة حكومية متنوعة.
وتطرّق الوزير إلى محاور استراتيجية بناء القدرات، مشيرًا إلى ارتفاع عدد المتدربين إلى 500 ألف خلال العام المالي الجاري، بزيادة 125 ضعفًا خلال 7 سنوات، إلى جانب إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وجامعة مصر للمعلوماتية، أول جامعة متخصصة في أفريقيا.
كما أعلن عن التوسع في إنشاء مراكز الإبداع الرقمي من 3 مراكز في 2016 إلى 27 مركزًا بحلول 2025، أبرزها مركز إمحوتب للإبداع والتطوير بمدينة المعرفة، الذي يختص بدعم الشركات الناشئة في مجالات الإلكترونيات والأنظمة المدمجة.
وأكد طلعت تبني مصر للذكاء الاصطناعي عبر تنفيذ النسخة الثانية من استراتيجيتها الوطنية، بهدف تسخير هذه التقنية في مواجهة تحديات قطاعات حيوية كالصحة والزراعة.
وأشار إلى أن القطاع يضم أكثر من 400 ألف متخصص، بينهم 150 ألف في خدمات التعهيد، و180 شركة تعمل بـ200 مركز. وأوضح أن الوزارة تعمل على استكمال البيئة التشريعية عبر قوانين حماية البيانات، التوقيع الإلكتروني، ومكافحة الجرائم الرقمية، فضلًا عن قرب إصدار قانون لتصنيف وتبادل البيانات.
وفيما يخص البنية التحتية، استعرض طلعت جهود تعزيز القدرات الرقمية من خلال مد كابلات الألياف الضوئية، إنشاء أبراج المحمول، إطلاق خدمات الجيل الخامس، وتبني سياسة “الحوسبة السحابية أولاً”. وأوضح أن 90% من حركة البيانات بين الشرق والغرب تمر عبر مصر، التي ترتبط بـ16 كابلًا بحريًا.
كما تناول الوزير مشروعات “حياة كريمة” في القرى، والتي تستهدف مد الألياف الضوئية لـ9.3 مليون مبنى، تطوير 1700 مكتب بريد، ونشر 3700 برج محمول، مع تدريب 500 ألف مواطن على المهارات الرقمية.
وأشار إلى أن قطاع الاتصالات هو الأسرع نموًا في الدولة بمعدل 16.3%، فيما ارتفعت مساهمته في الناتج المحلي إلى 6%، ونمت صادراته الرقمية بنسبة 25% منذ 2022، والتعهيد بنسبة 80%.
كما شارك المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة “إيتيدا”، في استعراض جهود تعزيز موقع مصر كمركز عالمي للتعهيد، بينما عرض الدكتور أحمد طنطاوي مشروعات مركز الابتكار التطبيقي في مجالات الذكاء الاصطناعي.
على هامش المؤتمر، التقى طلعت بمصريين مقيمين في اليابان من أصحاب الكفاءات التكنولوجية، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم، مؤكدًا أهمية مساهماتهم في دعم القطاع بمصر. كما عقد اجتماعًا مع الدكتورة سواكو شيراهاسي، نائب رئيس جامعة الأمم المتحدة، لبحث التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي وبناء القدرات الرقمية.
واختتم الوزير زيارته بالمشاركة في جلسة حوارية بجامعة الأمم المتحدة، حيث استعرض ما أُنجز في إطار الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والمشروعات الجارية ضمن النسخة الثانية منها.