تشير التقارير الأخيرة إلى تفاقم أزمة المياه في إيران، حيث لم تتمكن الأمطار الربيعية التي هطلت في النصف الأول من شهر أبريل 2025 من تعويض النقص الكبير في منسوب المياه في السدود. وفقًا للإحصاءات الصادرة حتى 4 أبريل، سجل تدفق المياه إلى خزانات السدود انخفاضًا بنسبة 38% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغ 13.15 مليار متر مكعب هذا العام مقابل 21.2 مليار متر مكعب في العام الماضي.
أزمة مياه حادة
تعد العاصمة طهران من أكثر المناطق تضررًا، حيث بلغ امتلاء بعض السدود مثل “أمير كبير” 13%، و”لار” 2%، بينما وصلت بعض السدود الأخرى إلى نسب منخفضة للغاية. يعكس هذا الوضع بشكل خاص خطر نقص مياه الشرب في طهران خلال أشهر الصيف القادمة.
كما شهدت بعض المناطق توترات اجتماعية بسبب أزمة المياه، مثل محافظتي أصفهان ويزد، حيث أدت أزمة المياه إلى تعطيل إمدادات المياه في بعض الأماكن، مما زاد من حدة الاحتجاجات. وكانت بعض الإجراءات مثل فتح منافذ سد “زاينده رود” في أصفهان قد واجهت انتقادات من الخبراء بسبب تأثيرها السلبي على استهلاك المياه في المستقبل.
وتعتبر حفر الآبار العشوائي في المناطق الجافة واحدة من أبرز العوامل المساهمة في استنزاف موارد المياه الجوفية، مما أدى إلى هبوط التربة في مناطق مثل أصفهان. وبينما يلوم المسؤولون المواطنين على استهلاكهم المفرط للمياه، يرى المتخصصون أن المشكلة تكمن في نقص الاستثمارات في تحديث أساليب الزراعة واستخدام المياه بشكل أكثر كفاءة.
إذا استمرت الأزمة على هذا النحو، فإن الصيف المقبل قد يكون أحد أكثر الفصول الجافة في السنوات الأخيرة، ويحتاج الأمر إلى حلول جذرية لتحسين إدارة الموارد المائية والحد من التبذير في استهلاك المياه.