لا ينسى الإنسان الأذى، ولو طال الزمن، حتى وإن طغت مشاعر المسامحة على مشاعر القسوة التى يكنها لمن تسبب له فى ألم بالمشاعر، ذلك أن تحطيم المشاعر أشد وأطغى من تكسير نافذة زجاجية.
يظن البعض أن العنف الذي يُمارس ضد المرأة يعني الاعتداء بالضرب فقط، لكن ما لا يدركه الكثيرون أن للعنف ضد المرأة أشكال عديدة، لعل بعضها أن يسدد أحدهم خنجره في قلب من يحبه، خنجر الخذلان، مثله كمثل سكين نافذ في الصدور.
في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، يُخال للكثيرين أن هذا العنف محصور في أشكال الاعتداء الجسدي، وهو جريمة لا شك في ذلك، لكن السؤال الذي يبقى دائما بدون إجابات من يحمي القلب من الطعنات، فمحاكم الأرض للمقتولين تنتصر وما للقلب من قاضٍ يحميه.
واحدة من ممارسات العنف التي أقصدها، ذلك الذي يدفع صاحبه للاشتياق لشخصه المفضل، ذلك الذي سدد في وقت من الأوقات طعناته للقلب الذي يميل إليه، دون مبالاة، دون أن يقف أمام محكمة المشاعر، يُحاسب على ما اقترف في حق القلب.
نعيش واقعًا تختلط فيه الحقوق والواجبات، حقوق القلوب أسمى معاني حقوق الإنسان والإنسانية، التي تحتاج اهتمامًا جديًا، لكن المعضلة تكمن في أن القضية ليست سوى أمور معنوية، لا يحتكم فيها سوى الطرفين المعنيين فقط، الحبيب والمحب، ولا يمكن للآخرين الفصل في قضيتهم.
نقلاً عن : اليوم السابع