في الأسبوع الماضي، توجه قادة المال والأعمال وصناع القرار العالميون إلى واشنطن في محاولة لفهم كيفية التعامل مع حملة الرسوم الجمركية متعددة المستويات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وآثارها المحتملة على الاقتصاد العالمي. إلا أن معظم المشاركين في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي عادوا إلى بلدانهم بمزيد من الأسئلة بدلاً من الإجابات الواضحة.
تضارب المطالب الأميركية
خلال الاجتماعات، شعر عدد من وزراء المالية والتجارة بأن مطالب إدارة ترمب من الشركاء التجاريين المتضررين من الرسوم الجمركية لا تزال متضاربة. ورغم سعيهم للقاء وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ومسؤولين آخرين في إدارة ترمب، إلا أنهم لم يحققوا نتائج ملموسة. حتى مع اقتراب نهاية المهلة التي منحها ترمب قبل تطبيق الرسوم الأكثر صرامة، لم تُتوصل إلى أي اتفاق.
الضرر الناتج عن الرسوم الجمركية
وزير المالية البولندي، أندريه دومانسكي، عبّر عن قلقه قائلاً: “نحن لا نتفاوض بل نستعرض فقط الوضع الاقتصادي، وهذه الضبابية تضر بالجميع، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة”. أضاف دومانسكي أنه رغم أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الأضرار ستكون قصيرة الأجل، فإنها قد تؤدي إلى معاناة طويلة الأمد.
المفاوضات مع اليابان وكوريا الجنوبية
أحد أبرز مواضيع المفاوضات كان مع اليابان وكوريا الجنوبية، حيث قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن المحادثات كانت “مثمرة”، لكن لم تُسفر عن نتائج حاسمة. كما لم يتم التطرق إلى أهداف محددة للين الياباني أو للسياسات النقدية لكوريا الجنوبية، رغم أن الولايات المتحدة ترى أن ضعف العملات أمام الدولار يشكل عائقًا أمام صادراتها.
توقعات صندوق النقد الدولي
في تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي”، خفض صندوق النقد الدولي توقعات النمو لمعظم الدول بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، لكنه لم يصل إلى حد التنبؤ بركود اقتصادي، حتى في الولايات المتحدة والصين اللتين تواجهان رسوماً جمركية شديدة على بعض السلع.
قلق من الضبابية الاقتصادية
أعربت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، عن قلقها إزاء تأثير الضبابية الاقتصادية على الاقتصاد العالمي، الذي ما زال يعاني من تبعات جائحة كورونا والتضخم والصراعات التجارية. ورغم هذا، أعربت عن أملها في أن تسهم المفاوضات التجارية في تخفيف وطأة الرسوم الجمركية.
الركود في الأفق؟
بعض المسؤولين الماليين أكدوا لوكالة “رويترز” أن احتمالات الركود العالمي أعلى من التوقعات التي وضعها صندوق النقد الدولي، وأشاروا إلى أن القطاع الخاص يتوقع أسوأ من ذلك.
خلاصة
الرسوم الجمركية الأميركية تترك الاقتصاد العالمي في حالة من الضبابية، ويواجه العالم تحديات كبيرة في ضوء التوترات التجارية المستمرة، مما يهدد النمو الاقتصادي العالمي ويزيد من احتمالات الركود في المستقبل القريب.