أعلنت موسكو اليوم الأحد عقد اجتماع مع دبلوماسيين أميركيين “نهاية الأسبوع” المقبل بعد محادثات روسية-أميركية في السعودية الثلاثاء الماضي أتت عقب محادثة هاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اليوم بحسب ما نقلت عنه وكالة “تاس” الرسمية “نحن منفتحون على الاتصالات مع الولايات المتحدة، خصوصاً حول القضايا المثيرة للجدل في علاقاتنا الثنائية، ننتظر تحقيق تقدم حقيقي في الاجتماع المقرر نهاية الأسبوع المقبل”، وأوضح أن هذا الاجتماع سيعقد “على مستوى رؤساء الدوائر” في وزارتي خارجية البلدين.
اجتماع عسكري
ويعقد اجتماع عبر تقنية الفيديو غداً الإثنين يشارك فيه 12 وزير دفاع أوروبياً لتحديد رد منسق على الهجوم الدبلوماسي الأميركي- الروسي في شأن الملف الأوكراني وتعزيز أمن قارتهم، على ما ذكرت وزارة الجيوش الفرنسية اليوم.
وأوضح المصدر أن الاجتماع الذي سيعقد بعد الظهر بمبادرة من إستونيا وفرنسا سيضم أيضاً وزراء دفاع ليتوانيا ولاتفيا والنرويج وفنلندا والسويد والدنمارك وهولندا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة.
وفي هذه المناسبة سيكون الوزير الفرنسي سيباستيان لوكورنو في تالين إلى جانب نظيره الإستوني هانو بيفكور بعد مشاركتهما في الاحتفال بالعيد الوطني الإستوني.
وينتشر نحو 350 جندياً فرنسياً في إستونيا ضمن كتيبة متعددة الجنسيات تابعة لحلف شمال الأطلسي.
واجتماع وزراء الدفاع الذي يعقد بعد مرور ثلاثة أعوام على الهجوم الروسي في أوكرانيا يأتي على خلفية التطورات الدبلوماسية التي أثارها إعلان الإدارة الأميركية عن مفاوضات ثنائية بين واشنطن وموسكو لإنهاء الحرب.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نظم الأسبوع الماضي اجتماعاً مع عدد من قادة الاتحاد الأوروبي في باريس في مسعى لتحديد استجابة مشتركة.
وأعربت الدول المجتمعة عن الحاجة إلى “اتفاق سلام دائم قائم على ضمانات أمنية” لكييف وعن “استعدادها” “لزيادة استثماراتها” في الدفاع، وفق ما ذكرت مصادر برلمانية فرنسية ضمن تقرير، لكن دولاً عدة عبرت عن تحفظاتها إزاء احتمال نشر قوات أوروبية في أوكرانيا إذ تم التوصل إلى اتفاق ينهي الأعمال العدائية.
تقييم أوروبي
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم أنها أجرت “تقييماً” مع ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال نهاية الأسبوع حول “اتصالاتهم” مع الولايات المتحدة.
وقالت في منشور على منصة “إكس”، “ناقشنا دعمنا الثابت لأوكرانيا، سواء مالياً أو عسكرياً وقمنا بتقييم اتصالاتنا مع شركائنا الأميركيين وناقشنا مشاريع الدفاع والأمن في قارتنا”.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي غداً ورئيس الوزراء البريطاني الخميس المقبل إلى واشنطن للقاء دونالد ترمب.
وأكد ستارمر وفون دير لاين “الحاجة إلى ضمان سلام عادل ودائم” في أوكرانيا خلال مكالمتهما الهاتفية صباح أمس السبت، بحسب بيان للحكومة البريطانية.
ويخشى الأوروبيون أن ينهي الرئيس الأميركي الحرب التي شنتها روسيا في الـ24 من فبراير (شباط) عام 2022 بشروط مواتية لموسكو ومن دون تقديم ضمانات أمنية لكييف، ويطالبون من دون جدوى حتى الآن بالمشاركة في طاولة المفاوضات.
اتفاق سلام
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم إلى اتفاق سلام يحترم “وحدة الأراضي” الأوكرانية عشية جلسة تصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار مدعوم من واشنطن لا يذكر سلامة الأراضي الأوكرانية.
وقال غوتيريش في بيان “أؤكد الحاجة الملحة إلى سلام عادل ومستدام وشامل يؤكد بالكامل سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دولياً”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن “غداً الإثنين الـ 24 من فبراير يمثل مرور ثلاثة أعوام على إطلاق روسيا الاتحادية هجومها الشامل على أوكرانيا في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
وتابع أن “بعد 80 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، لا تمثل الحرب في أوكرانيا تهديداً لسلم وأمن أوروبا فحسب، بل كذلك لأسس الأمم المتحدة ومبادئها الأساسية”، مشيداً بـ”جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل”.
ويأتي البيان فيما تبنى ترمب نهجاً أكثر تشدداً حيال كييف ويتودد لموسكو.
وأعربت الولايات المتحدة عن رغبتها في أن يصوت مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة على نص مقتضب يدعو إلى وضع “نهاية سريعة” للنزاع من دون ذكر سلامة الأراضي الأوكرانية.
وتسعى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون إلى عقد جلسة تصويت في الجمعية العامة على نص يؤكد مطالب سابقة بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية من أوكرانيا ووضع حد لهجمات روسيا على جارتها.
وصُوت على قرارات مشابهة منذ الحرب الروسية في الـ24 من فبراير عام 2022 من جانب الجمعية العامة بغالبية ساحقة بدعم من إدارة الرئيس الأميركي حينذاك جو بايدن.
موارد أوكرانية
وأعلنت السلطات الأوكرانية اليوم وجود موارد حيوية أوكرانية تقدر قيمتها بنحو 350 مليار دولار في المناطق التي سيطرت عليها روسيا، في وقت تضغط واشنطن باتجاه التوصل إلى اتفاق يضمن لها وصولاً تفضيلياً لموارد البلاد.
وتقاوم كييف دعوات ترمب إلى استخدام موارد أوكرانيا كتعويض للولايات المتحدة عن المساعدات التي تسلمتها في عهد الرئيس جو بايدن.
لكن أجزاء كبيرة من قاعدة موارد أوكرانيا تقع في منطقة دونباس الصناعية في شرق البلاد حيث سيطرت روسيا على أراضٍ وما زالت تتقدم.
وقالت نائبة رئيس الوزراء يوليا سفيريدنكو خلال مؤتمر صحافي في كييف “لدينا معلومات تفيد للأسف بأن ما قيمته 350 مليار دولار من هذه الموارد الحيوية المفيدة موجودة في المنطقة المحتلة موقتاً”، وأضافت أن بعض الإحصاءات عن هذه الرواسب “قديمة”، لكن التقديرات مبنية على عمليات مسح جيولوجي وبيانات من مصادر مفتوحة.
ويسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الحصول على ضمانات أمنية ملموسة من ترمب مقابل الوصول إلى موارد حيوية مثل الليثيوم والتيتانيوم واليورانيوم والمعادن الأرضية النادرة التي تُعد أساسية في إنتاج الإلكترونيات.
وعبر ترمب ومساعدوه عن امتعاضهم من عدم رغبة زيلينسكي في توقيع اتفاق بهذا الصدد، وقال مصدر في أوكرانيا أمس إن الرئيس الأوكراني “غير مستعد” للموافقة على المطالب الأميركية الحالية.
وشدد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك اليوم على أن المفاوضات تمضي قدماً بصورة “طبيعية”، وأضاف خلال مؤتمر صحافي في كييف أن “أحداً لم يرفض أي شيء، العملية الطبيعية جارية، ويمكن أن تستغرق يوماً واحداً أو أشهراً عدة”.
قوات كورية
وتحدث رئيس الاستخبارات العسكرية في كييف كيريلو بودانوف خلال مؤتمر صحافي اليوم عن أن كوريا الشمالية تزود روسيا بنحو 50 في المئة من حاجاتها من الذخيرة على الجبهة في حربها ضد أوكرانيا.
وتقول تقييمات من أوكرانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن بيونغ يانغ نشرت آلاف الجنود لدعم القوات الروسية ضمن أول مشاركة كبيرة لكوريا الشمالية في حرب منذ خمسينيات القرن الـ20.
وأضاف بودانوف أن بيونغ يانغ بدأت أيضاً بتوجيه إمدادات كبيرة من مدافع الهاون وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة إلى روسيا، مردفاً أن كوريا الشمالية زودت موسكو بالفعل بصواريخ باليستية أيضاً وتخطط لإرسال 148 صاروخاً إليها عام 2025.
وقال رئيس الاستخبارات الخارجية الأوكراني أوليه إيفاشينكو من جهته إن روسيا تخطط لإنتاج أكثر من سبعة ملايين قذيفة مدفعية وقذيفة هاون عام 2025، موضحاً أن “روسيا تدرك أنها تنتج بصورة عامة أكثر بكثير من جميع الدول الأوروبية”، وبالنسبة إلى الصواريخ بعيدة المدى رجح أن تنتج روسيا نحو 3000 صاروخ هذا العام.
نقلاً عن : اندبندنت عربية