ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس، وسط ترقب المستثمرين لتحركات السياسة النقدية العام المقبل، بعد أن خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اليوم، في وقت يواجه فيه اقتصاد منطقة اليورو صعوبات في التعامل مع تباطؤ النمو وارتفاع الأخطار السياسية.
وارتفع مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.1 في المئة، مرتفعاً للجلسة الـ10 خلال 11 يوماً، وقادت قطاعات مثل النفط والغاز والسيارات والتعدين المكاسب الصباحية.
وهوى سهم شركة “أس ثري” 35 في المئة، بعد أن حذرت شركة التوظيف البريطانية من تراجع أرباح السنة المالية الحالية، وعزت ذلك إلى ظروف سوق التوظيف الصعبة وسط تزايد الغموض السياسي والضبابية المحيطة بعوامل الاقتصاد الكلي، خصوصاً في أوروبا، فيما ارتفع سهم شركة “لونزا” السويسرية لصناعة الأدوية 6.3 في المئة، بعد أن أكدت توقعاتها للعام بأكمله.
خفض سعر الفائدة
في غضون ذلك خفض البنك المركزي الأوروبي اليوم الخميس سعر الفائدة للمرة الرابعة هذا العام، وأبقى الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير في المستقبل مع اقتراب التضخم من النطاق المستهدف واستمرار حالة الضعف التي يشهدها الاقتصاد، وخفض البنك سعر الفائدة على الودائع إلى ثلاثة في المئة من 3.25 في المئة، ليصل سعر الفائدة على الودائع إلى مستوى غير مسبوق بلغ أربعة في المئة في يونيو (حزيران) الماضي فحسب.
ولمح البنك أيضاً إلى إمكان إجراء مزيد من الخفوض من خلال حذف الإشارة إلى إبقاء الأسعار “مقيدة بدرجة كافية”، وهو مصطلح اقتصادي يعبر عن مستوى كلف الاقتراض الذي يحد من النمو الاقتصادي.
“نيكاي” يغلق عند أعلى مستوى في شهرين
في أقصى الشرق أغلق مؤشر “نيكاي” الياباني عند أعلى مستوى في شهرين اليوم الخميس، مقتفياً أثر مؤشرات “وول ستريت”، وذلك بعد أن دعمت بيانات التضخم في الولايات المتحدة التوقعات بأن مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وصعد “نيكاي” 1.21 في المئة إلى 39849.14 نقطة عند الإغلاق، محققاً مكاسب للجلسة الرابعة وأعلى مستوى إغلاق منذ الـ15 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، متجاوزاً 40 ألف نقطة للمرة الأولى منذ ذلك اليوم، كذلك ارتفع مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 0.86 في المئة إلى 2773.03 نقطة.
وقال مدير قسم الأبحاث في شركة “شيباغين” لإدارة الأصول جون موريتا، “لم يتمكن المؤشر الياباني من الحفاظ على مستوى 40 ألف نقطة، لأن المستثمرين باعوا الأسهم لجني الأرباح”، مستدركاً “لكن الظروف إيجابية للأسهم المحلية لأن الين يبدو ضعيفاً في مقابل الدولار، حتى مع التوقعات بأن الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة وبنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد صدور بيانات التضخم تقدم مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” القياسي في بورصة “وول ستريت” أمس الأربعاء، في حين يميل بنك اليابان (المركزي) إلى تثبيت أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع المقبل، إذ يفضل صناع السياسات قضاء مزيد من الوقت في التدقيق في الأخطار الخارجية والمؤشرات حول توقعات الأجور في العام المقبل.
وقفز سهم “أدفانتست” اليابانية لتصنيع معدات اختبار الرقائق خمسة في المئة، ليقدم أكبر دفعة لمؤشر “نيكاي”، وصعد سهم “فاست ريتيلنغ” مالكة “يونيكلو” 0.87 في المئة، وانخفض سهم شركة “شين إيتسو كيميكال” المصنعة لرقائق السيليكون، 0.77 في المئة.
الذهب يتراجع وسط
أما على صعيد أسواق المعادن النفيسة فتراجعت أسعار الذهب اليوم الخميس، مع قيام المستثمرين بجني الأرباح، بعد أن سجلت الأسعار أعلى مستوى في أكثر من شهر في وقت سابق من اليوم، وسط توقعات متزايدة بخفض “الفيدرالي” أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 2704.41 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوى منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في وقت سابق من الجلسة، وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 2744.60 دولار.
وبحسب أداة “فيد ووتش” التابعة لـ”سي إم إي”، يتوقع المتداولون الآن بنسبة 98.4 في المئة خفض “الفيدرالي” أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الـ18 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مقارنة باحتمالات بلغت نحو 86 في المئة قبل تقرير للتضخم في الولايات المتحدة.
وارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في سبعة أشهر في نوفمبر الماضي، لكن من غير المرجح أن يثني ذلك “الفيدرالي” عن خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة الأسبوع المقبل على خلفية تباطؤ سوق العمل.
وعادة ما ينظر للذهب على أنه استثمار آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، ويصعد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 31.84 دولار للأوقية، وهبط البلاتين 0.2 في المئة إلى 937.55 دولار، وانخفض البلاديوم 0.2 في المئة إلى 979.91 دولار.
نقلاً عن : اندبندنت عربية