ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، مدفوعة بتغطية المراكز المكشوفة من قبل المستثمرين بعد خسائر الجلسة السابقة، رغم استمرار المخاوف بشأن الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، الناتجة عن الرسوم الجمركية والسياسات النقدية الأميركية التي قد تؤثر على الطلب على الوقود.
سجلت العقود الآجلة لخام “برنت” ارتفاعًا قدره 90 سنتًا، أو 1.4%، ليصل سعر البرميل إلى 67.16 دولار، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس” الوسيط الأميركي تسليم مايو (أيار) المقبل بمقدار 97 سنتًا، أو 1.5%، ليصل إلى 64.05 دولار للبرميل. كما زادت العقود الأكثر تداولًا لشهر يونيو (حزيران) المقبل بمقدار 92 سنتًا، أو 1.5%، لتصل إلى 63.33 دولار للبرميل.
يأتي هذا الارتفاع بعد انخفاض الأسعار بأكثر من 2% في الجلسة السابقة، حيث ساعدت أنباء تقدم المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي في تهدئة المخاوف حول الإمدادات.
وأشار كبير المحللين في “نيسان سكيوريتيز”، هيرويوكي كيكوكاوا، إلى أن عمليات تغطية المراكز المكشوفة بدأت بعد التراجع الحاد للأسعار في الجلسة السابقة. كما جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، انتقاداته لسياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي بقيادة جيروم باول، داعيًا إلى خفض أسعار الفائدة، مما أثار المخاوف حول استقلالية البنك واهتزاز الثقة في الأصول الأميركية. وهذا أدى إلى تراجع مؤشرات الأسهم الأميركية وانخفاض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
من ناحية أخرى، أظهرت التقارير أن المحادثات بين واشنطن وطهران قد تساهم في تراجع ترامب عن سياسة تقليص صادرات النفط الإيراني. كما أظهرت وثائق من وزارة الاقتصاد الروسية أنها خفضت توقعاتها لسعر خام “برنت” لعام 2025 بنسبة 17% مقارنة بتوقعاتها السابقة.
وفيما يخص الوضع النفطي في الهند، تراجعت حصة منظمة “أوبك” في واردات النفط الهندية إلى أدنى مستوى لها في السنة المالية 2024-2025، حيث اتجهت المصافي الهندية إلى شراء الخام الروسي الأرخص بعد فرض عقوبات غربية على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا. وفي نفس السياق، ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي بنسبة 7.3%، لتصل إلى 1.76 مليون برميل يوميًا، ما يرفع حصته إلى 36% من إجمالي الواردات.