على وقع أزمة الإسكان والارتفاع الكبير في الإيجارات، التي تواجه الأميركيين، ارتفعت أعداد المشردين في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، وفقاً لبيانات حكومية حديثة.
إلى ذلك كشفت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية عن أن أكثر من 770 ألف شخص عانوا التشرد عام 2024، بزيادة 18 في المئة على عام 2023.
وكانت هذه أكبر زيادة سنوية منذ بدأت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية في جمع البيانات عام 2007 (باستثناء القفزة من عام 2021 إلى عام 2022، عندما لم تجر الوكالة إحصاءً كاملاً بسبب جائحة كوفيد-19).
وقال التقرير إن الارتفاع في أعداد المشردين كان مدفوعاً بنقص المساكن بأسعار معقولة، وارتفاع عدد المهاجرين الباحثين عن مأوى والكوارث الطبيعية، مما تسبب في نزوح بعض الأشخاص من منازلهم.
وجمعت البيانات في ليلة واحدة في يناير (كانون الثاني) 2024، وتمثل صورة سنوية لعدد الأشخاص الذين يقيمون في الملاجئ والإسكان الموقت والأماكن غير المحمية.
نصف المستأجرين ينفقون 30 في المئة على السكن
وفقاً لوزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية، فمن المرجح أن البيانات الصادرة في وقت سابق من هذا العام لا تمثل الحالة الحالية للمشردين، نظراً إلى جهود الحكومة للحد من عبور الحدود، ومع ذلك يلقي التقرير الضوء على النتيجة المأسوية لمحنة الإسكان بأسعار معقولة في أميركا.
وبعد عقود من البناء غير الكافي تجاوز الطلب على المنازل العرض بصورة كبيرة، وقد دفع ذلك أسعار المساكن إلى مستويات قياسية عام 2024، وظلت كلفة الاقتراض لشراء منزل مرتفعة باستمرار هذا العام أيضاً، حتى مع خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، وكان متوسط سعر الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عاماً 6.85 في المئة خلال الأسبوع الماضي، بانخفاض عن أعلى مستوى له عند 7.22 في المئة في وقت سابق من هذا العام.
واستمرت الإيجارات في الارتفاع منذ انخفاضها لفترة وجيزة أثناء الوباء، اعتباراً من عام 2023، ينفق ما يقارب نصف المستأجرين أكثر من 30 في المئة من دخلهم على السكن، مما يؤهلهم ليكونوا مثقلين بالكلف، وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفق بيان، قالت وزيرة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية أدريان تودمان، “لا ينبغي لأي أميركي أن يواجه التشرد، وإدارة بايدن ملتزمة ضمان حصول كل أسرة على السكن الميسور والآمن والعالي الجودة الذي تستحقه، في حين أن هذه البيانات عمرها عام تقريباً ولا تعكس الوضع الذي نشهده، فمن الأهمية بمكان أن نركز على الجهود القائمة على الأدلة لمنع التشرد وإنهائه”.
وأظهر تقرير وزارة الإسكان والتنمية الحضرية أن عديداً من المدن شهدت مزيداً من الأشخاص الذين يعانون التشرد مقارنة بالعام الماضي، على رغم أن دالاس ولوس أنغليس أظهرتا انخفاضاً.
ومع ذلك كان المحاربون القدامى إحدى المجموعات التي شهدت تحسناً ملحوظاً في آفاق الإسكان على المدى الطويل، وانخفض التشرد بين المحاربين القدامى ثمانية في المئة عن العام الماضي إلى أدنى رقم على الإطلاق، من 35574 شخصاً عام 2023 إلى 32882 شخصاً عام 2024.
هذا العام، قالت وزارة شؤون المحاربين القدامى إنها تؤوي بصورة دائمة أكبر عدد من المحاربين القدامى الذين يعانون التشرد منذ عام 2019.
أسعار المنازل تواصل الصعود
قبل أيام، أظهرت بيانات مؤشر أسعار المنازل الصادر عن وكالة التمويل الإسكاني الفيدرالية، ارتفاع أسعار المنازل في الولايات المتحدة 4.3 في المئة ما بين الربع الثالث من عام 2023 والربع الثالث من عام 2024، أيضاً ارتفعت الأسعار 0.7 في المئة مقارنة بالربع الثاني من العام الحالي، فيما شهد المؤشر الشهري المعدل موسمياً لشهر سبتمبر (أيلول) الماضي ارتفاعاً بالنسبة نفسها مقارنة بأغسطس (آب) الماضي.
وفق بيان، قالت نائبة مدير قسم الأبحاث والإحصاءات في الوكالة أنغو فاغيا، إن “نمو أسعار المنازل تراجع في الربع الثالث من العام، مواصلاً الاتجاه التنازلي الذي بدأ في الربع الرابع من العام الماضي، وعلى رغم استمرار ارتفاع الأسعار نتيجة تجاوز الطلب على المنازل المعروض المحدود، فإن المستويات المرتفعة لأسعار المنازل وأسعار الفائدة على الرهن العقاري أسهمت في تباطؤ النمو”.
وشهدت السوق العقارية الأميركية زيادة سنوية إيجابية في الأسعار كل ربع منذ بداية عام 2012، وارتفعت أسعار المنازل في 49 ولاية خلال العام الماضي.
وجاءت هاواي في الصدارة بنسبة ارتفاع 10.4 في المئة، تلتها ديلاوير بنسبة 8.5 في المئة، ثم رود آيلاند بنسبة 8.4 في المئة، تليها كونيتيكت بنسبة 8.2 في المئة، ثم نيوغيرسي بنسبة 8.1 في المئة، بينما سجلت منطقتا واشنطن العاصمة ولويزيانا انخفاضاً بنسبة 3.1 في المئة و0.4 في المئة على التوالي.
ومن بين أكبر 100 منطقة حضرية، شهدت 91 منطقة زيادة في الأسعار، وتصدرت منطقة ميامي-ميامي بيتش-كيندل في فلوريدا بنسبة ارتفاع 10.8 في المئة، بينما كانت أكبر نسبة انخفاض في منطقة نورث بورت-ساراسوتا-برادينتون، فلوريدا، بنسبة 6.4 في المئة.
وسجلت الأقاليم التسعة زيادات سنوية في الأسعار، وكانت أقوى نسبة في الإقليم الشمالي الشرقي الأوسط 6.8 في المئة، بينما سجل الإقليم الجنوبي الغربي الأوسط أضعف نسبة زيادة 1.6 في المئة. ويعد مؤشر أسعار المنازل الصادر عن وكالة التمويل العقاري الفيدرالية أداة شاملة لقياس تغيرات قيم المنازل الفردية في جميع الولايات الأميركية وأكثر من 400 مدينة، ويعتمد المؤشر على ملايين الصفقات العقارية.
نقلاً عن : اندبندنت عربية