في أجواء إيمانية مميزة، أعلن الأزهر الشريف عن بث مباشر لنقل شعائر صلاتي العشاء والتراويح من الجامع الأزهر بالقاهرة، احتفاءً بأولى ليالي شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ.
نقل مباشر من قلب الجامع الأزهر
يُتيح الأزهر الشريف الفرصة للمسلمين في جميع أنحاء العالم لمتابعة الصلاة من رحاب الجامع الأزهر، عبر البث المباشر على منصاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، في إطار جهوده لنشر أجواء رمضان الروحانية وإتاحة الفرصة لمن يتعذر عليهم الحضور لمشاركة هذه اللحظات المباركة.
أجواء روحانية في الجامع الأزهر
ويشهد الجامع الأزهر إقبالًا كبيرًا من المصلين الذين يحرصون على أداء صلاة التراويح في رحابه، حيث تُقام الصلاة في أجواء تملؤها الخشوع والسكينة، وسط ترتيل آيات القرآن الكريم بصوت أعذب المقرئين.
دعوة لحضور الصلاة أو متابعتها عبر البث المباشر
ويدعو الأزهر الشريف المسلمين إلى المشاركة في هذه الأجواء المباركة، سواء بالحضور إلى الجامع الأزهر أو عبر متابعة البث المباشر، في خطوة تهدف إلى تعزيز روحانيات الشهر الفضيل وترسيخ قيم العبادة والتواصل بين المسلمين.
و صلاة التراويح من العبادات التي يُقبِل عليها المسلمون في شهر رمضان المبارك، إذ تُؤدى بعد صلاة العشاء طوال ليالي الشهر الفضيل، وهي سنة مؤكدة باتفاق المذاهب الأربعة، وفضلها عظيم لما فيها من قيامٍ وطاعةٍ لله عز وجل.
عدد ركعات صلاة التراويح:
جاء عن الأئمة الأربعة أن عدد ركعات صلاة التراويح عشرون ركعة، دون احتساب الوتر، أي تُصلَّى ثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهذا هو المذهب المعتمد لدى جمهور الفقهاء. ومع ذلك، فإن من صلاها أقل من ذلك فلا حرج عليه، لأن قيام الليل في رمضان مشروع بأي عدد من الركعات، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يحدد لها عددًا ثابتًا، بل كان يقوم الليل إحدى عشرة ركعة، وأحيانًا ثلاث عشرة ركعة.
أما في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد جمع الناس على إمام واحد يصلِّي بهم صلاة التراويح عشرين ركعة، لما رأى في ذلك توحيدًا للمسلمين وحثًّا لهم على العبادة، وهذا ما جرى عليه العمل في كثير من الدول الإسلامية حتى اليوم.
حكم الذكر والصلاة على النبي بين ركعات التراويح:
يظن البعض أن الذكر أو الصلاة على النبي بين ركعات التراويح من البدع، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا حرج شرعًا في ذلك، بل هو أمر مستحب، لأن الله أمر بالصلاة على النبي في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
كما أن الذكر بين الركعات وأثناء الصلاة وبعدها مشروع بالأدلة الشرعية العامة، فقد قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103]، وأكدت السنة النبوية على استحباب التسبيح بعد الصلاة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله بعد صلاة الوتر.
نقلاً عن : الوفد