النوم ضروري للأداء العقلي والجسدي، واختلف خبراء الصحة حول المدة الصحية للنوم، ولكن المتعارف عليه أن قلة النوم تعد مرتبطة بشكل ملحوظ بمشاكل في ضغط الدم، وعدم القدرة على التركيز
وخلال التقرير المنشور عبر موقع today سنتعرف على عدد ساعات النوم الكافية والصحية.
هل 8 ساعات من النوم كافية؟
تقول شيلبي هاريس، دكتوراه في علم النفس، وطبيبة نفسية إكلينيكية متخصصة في طب النوم أن قاعدة النوم ثماني ساعات هي في الواقع أقرب إلى أسطورة طبية، إذن من أين جاءت هذه القاعدة ولماذا أصبحت شائعة جدًا؟.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، يحتاج البالغون الأصحاء إلى النوم لمدة سبع ساعات على الأقل في الليل بشكل منتظم للحصول على صحة مثالية ، و لذا، بالنسبة لمعظم الناس، ثماني ساعات كافية – لكنها ليست ضرورية للجميع.
وتختلف احتياجات النوم على مدار حياة الشخص وتعتمد على عوامل أخرى مثل الصحة الأساسية، فبشكل عام، يوصي الخبراء بنطاقات مستهدفة لكل فئة عمرية، و بالنسبة للبالغين، تتراوح هذه الفترة من سبع إلى تسع ساعات من النوم لكل فترة 24 ساعة، ولكن بالنسبة للأطفال تكون هذه الفترة أطول بكثير.
وتقول الدكتورة مولي أتوود، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية بكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، إن هذه التوصيات جاءت من دراسات سكانية كبيرة تبحث في مقدار النوم الذي يحتاجه الإنسان.
إن احتياج الشخص للنوم هو عدد الساعات التي ينامها بشكل طبيعي ــ دون أي قيود خارجية أو منبهات ــ حتى يستيقظ وهو يشعر بالراحة ويستطيع القيام بوظائفه في اليوم التالي، وإذا حصلت على قسط كاف من النوم في الليل، فسوف تشعر باليقظة بشكل عام ولن تشعر بالحاجة إلى النعاس طوال اليوم.
وتقول آتوود: “يعتمد الأمر حقًا على الشخص”. وتضيف آتوود أن بعض الأشخاص يحتاجون فقط إلى ست ساعات ونصف من النوم كل ليلة، في حين قد يحتاج آخرون إلى أكثر من تسع ساعات للشعور بالراحة والقدرة على العمل في اليوم التالي.
كما أن جودة النوم الجيدة وجدول النوم المنتظم – الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في وقت قريب كل يوم – أمران مهمان أيضًا.
عندما ننام، يمر الجسم بأربع مراحل مختلفة من النوم، والتي تنقسم إلى نوم حركة العين السريعة، ونوم بدون حركة العين السريعة،
فإن أغلب الناس يمرون من ثلاث إلى خمس دورات في الليل، مع إطالة مدة نوم حركة العين السريعة مع كل دورة لاحقة في وقت لاحق من الليل.
ويشير الخبراء إلى أن اضطراب النوم أو اضطرابه قد يؤدي إلى تدهور جودة النوم، ويؤدي مع مرور الوقت إلى الحرمان من النوم، ويزيد من فرص التعرض للأرق أو انقطاع النفس أثناء النوم ، والإجهاد، والحالات الصحية الأساسية قد تؤثر جميعها على جودة النوم.
النوم أقل من 8 ساعات في الليلة
تعتبر سبع ساعات من النوم كافية لمعظم البالغين الأصحاء، ومع ذلك، فإن النوم بانتظام أقل من سبع ساعات في الليلة يرتبط بنتائج صحية سلبية، وفقًا للجمعية الأمريكية للطب الرياضي.
وفي حين قد يجد بعض الأشخاص أنهم قادرون على العمل بعد ست ساعات من النوم ، فإن سبع ساعات هي الحد الأدنى الموصى به من قبل الخبراء للصحة المثالية.
التأثيرات الصحية للحرمان من النوم
نعاني جميعًا من ليالي بلا نوم من وقت لآخر، وعادةً ما يكون من الممكن تعويض القدر المعتاد من النوم الذي نحتاجه بعد بضعة أيام، كما يشير الخبراء.
عندما تنام بشكل متكرر لفترة قصيرة دون تعويض ما فاتك، فقد يؤدي ذلك إلى الحرمان من النوم ، وهو ما يترتب عليه عدد من العواقب، لأن النوم مهم لكل أجهزة الجسم، وعند عدم أخذ القسط الكافي، يزداد الشعور بالنعاس والتعب، فقد يلاحظ الأشخاص تأثر حالتهم المزاجية بعد ليلة من قلة النوم، وقد يكون من الصعب بعض الشيء تنظيم مشاعرك وقد تشعر بمزيد من الانفعال أو الاكتئاب.
كما يزيد الحرمان المزمن من النوم من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
وأظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين ينامون عادة أقل من ست ساعات في الليلة لديهم أيضًا معدل أعلى من ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والسكري، وفقًا للخبراء. يمكن أن يؤثر الحرمان من النوم أيضًا على الجهاز المناعي ويؤثر على الأداء الأيضي.
وهناك المزيد والمزيد من البيانات التي تشير إلى أنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل معرفية مع تقدمك في السن، مثل الخرف.
كما أن الحرمان المزمن من النوم يرتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية بما في ذلك الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والقلق، فإذا كنت محرومًا من النوم بعد الصدمة، فإن هذا يزيد من خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
نقلاً عن : اليوم السابع