يقول رئيس نادي فيليم 2 تيلبورغ الهولندي أدري كوستر الذي عمل مع ألكسندر إيساك خلال فترة إعارته إلى الدوري الهولندي عام 2019، “لن تحصل على بلورة سحرية في عالم كرة القدم، لكنك لن تكون بحاجة إلى واحدة، لترى أنه لاعب كان يتجه مباشرة نحو القمة”.
يعرف كوستر شيئاً أو شيئين عن رعاية المواهب الصاعدة، وكان الجناح الهولندي السابق مديراً في أياكس أمستردام عندما وصل لويس سواريز إلى النادي، وشاهد المتمرد الأوروغواياني يستغل فترة إقامته في هولندا كنقطة انطلاق للانتقال إلى ليفربول الإنجليزي ثم برشلونة الإسباني.
وكما يقول، لست بحاجة إلى أن تكون ذا هبة روحية لترى أن آلة الأهداف السويدية في نيوكاسل تسير على مسار مماثل.
في ليلة الثلاثاء الماضي التي كانت ليلة شديدة البرودة في شمال لندن، استعد إيساك لمهمته في الدور نصف النهائي من كأس رابطة الأندية الإنجليزية “كاراباو”، إذ سجل هدفه الـ15 هذا الموسم وحقق فريق المدرب إيدي هاو فوزاً ساحقاً بنتيجة (2 – 0)، وهو أول فوز له خارج أرضه ضد أرسنال منذ عام 2010.
وعندما يستأنف موسم نيوكاسل في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد ولفرهامبتون مساء اليوم الأربعاء، سيبحث إيساك عن هدف لتمديد سلسلة التهديف المذهلة التي استمرت لسبع مباريات في الدوري الممتاز، ويحمل جيمي فاردي الرقم القياسي حالياً، إذ سجل في 11 مباراة متتالية، ولن يكون من المستغرب أن يتحدى اللاعب البالغ من العمر 25 سنة ذلك الرقم في الأسابيع المقبلة.
وقال رئيس قسم الابتكار والأداء في ليستر سيتي خلال موسم الفوز بلقب الدوري الإنجليزي (2015 – 2016) وعضو الجهاز الفني في السويد لمدة 26 عاماً بول بالزوم، “حطم فاردي هذا الرقم القياسي في العام الذي فزنا فيه بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكنني أتذكر أن هنريك لارسون قال إنه بمجرد أن تكون في حالة جيدة، فإنك تشعر بأن كل ما تسدده سيدخل المرمى”.
“كان هنريك يقول إنه كان يسدد الكرات من مواقف ربما لم يفعل مثلها من قبل، لكنه في وسط هذه الحالة المميزة لم يكن يخشى الفشل، وبدأ في التفكير في أن كل ما يسدده سيدخل المرمى”. و”إن علم النفس المتعلق بالزخم رائع للغاية وموجود، سواء كفرد أو كفريق، إن إيساك يطير الآن، ومن الرائع أن نرى ذلك لأنه شاب متواضع حقاً وشخص رفع مستواه إلى مرحلة تالية في نيوكاسل”.
ترك بالزوم وظيفته مع السويد هذا الشهر، لكن إيساك يعد بالبقاء لفترة أطول بكثير.
لقد بدأ إيساك مسيرته في نادي مسقط رأسه آيك في أبريل (نيسان) 2016، وفي سن الـ16 فقط، أصبح أصغر هداف في تاريخ الدوري السويدي، إذ سجل ضد فريق أوسترسوند الذي كان يديره آنذاك المدرب الإنجليزي غراهام بوتر.
وبعد ثمانية أشهر فقط، وبعد أول مباراة دولية له، انتقل إيساك، مثل عدد من اللاعبين الشباب الواعدين الآخرين في أوروبا، لا سيما جادون سانشو وجود بيلينغهام إلى بوروسيا دورتموند.
من الصعب أن نتخيل أن السويدي وجد أية فترة من حياته الكروية مرهقة للغاية، لكن تلك الفترة في دورتموند كان من الممكن أن تكسر عدداً من اللاعبين الشباب، ومع ذهاب المدربين ومجيئهم، كان إيساك ينتظر الفرصة التي لم تأت أبداً.
كان المدير الفني السابق لهدرسفيلد يان سيويرت هو المدرب الرئيس للفريق الثاني لدورتموند في ذلك الوقت، وسعى إلى مساعدة اللاعب الذي كان يعاني بوضوح ويبدو مرهقاً على بعد أميال من وطنه.
وقال المدرب لصحيفة “ورلد سوكر” في مقابلة أجريت معه عام 2023، “كان شاباً خجولاً ومنطوياً للغاية”.
“لقد التقينا في مقهى لأنني لم أكن أعرف كثيراً عنه، لقد راقبت الفريق الأول، ولكن لا بد أن هناك سبباً لعدم مشاركته”. و”أريته صورتين لنفسه، واحدة له مع السويد وهو يضحك بعد تسجيله الهدف مباشرة، والأخرى له وهو جالس على مقاعد البدلاء في دورتموند، وسألته عن الفرق وبإدراكه أنني أساعده، انفتح”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
“إنه ذكي وكان يعرف مهاراته، لكنه يفتقر إلى الثقة”. و”لقد انضم إلينا في فيليم 2، وكانت فترته في الدوري الهولندي الممتاز بمثابة نقطة تحول في مسيرته المهنية”.
ويقول كوستر، “لقد جاء إلينا خلال فترة توقف منتصف الموسم، كنا في معسكر تدريبي في ماربيا ولعبنا مباراة ودية ضد دورتموند، لذلك تمكنا من رؤيته يلعب على الهواء مباشرة، وقد ترك انطباعاً جيداً للغاية، لذلك تعاقدنا معه من بوروسيا وكان لا يزال يبلغ من العمر 20 سنة فقط، لكنه كان بحاجة إلى المباريات فقط، وكانت فرصة رائعة لنا لإحضاره، وفرصة رائعة له أيضاً”. و”بحلول نهاية الموسم، كان يلعب في نهائي كأس هولندا، وكان يسجل أهدافاً بانتظام في الدوري، وقد أصبح رائعاً”.
خسر فريق “فيليم 2” تلك المباراة النهائية بنتيجة (0 – 4) أمام فريق أياكس الذي كان يضم حكيم زياش وماتيس دي ليخت وأندريه أونانا، وبالنسبة إلى إيساك اختتمت فترة تكوينية في تطوره سواء على أرض الملعب أم خارجه.
يضيف كوستر “لقد كان شاباً لكنه كان قوياً، ذهنياً وجسدياً، لقد كانت لديه مشكلة مع أحد اللاعبين (زميل له في فريق فيليم 2)، ولن أدخل في تفاصيل كيف حلها، لكن دعنا نقول فقط إنه أظهر أنه قادر على التعامل مع أي موقف، لقد كان ذلك بمثابة فكرة جديدة عنه”.
كانت إقامة إيساك في هولندا قصيرة ومع مطالبة دورتموند برسوم انتقال تتجاوز موازنة النادي بكثير، أصبح قريباً من ريال سوسييداد في الدوري الإسباني.
ومع توجهه إلى إسبانيا كانت الإثارة تتزايد، على رغم أن السويد، مثل نيوكاسل، كان عليها التحلي بالصبر.
ويقول بالزوم، “إذا نظرت إلى سجله، فستجد أن كل شيء حدث أخيراً، إن الرسم البياني لتقدمه يشبه الكتاب المدرسي تقريباً، إذ لم يشعل العالم في ألمانيا، وكان جيداً في إسبانيا ولكن الآن انظر إلى كل ما يحدث له، لقد أصبح أقوى، وإذا فكرت في الموسم الماضي، لم يكن يكمل عدداً من المباريات، وقد تعرض لإصابتين”. و”لكن الآن أصبح مهاجماً متكاملاً، فهو لا يركض خلف المدافعين فحسب، بل يمكنه اللعب على الأطراف، ويمكنه التغلب على اللاعبين والعودة للخلف أيضاً، لم يقدم أداء جيداً مع المنتخب الوطني حتى الآن، ولكن معه، ومع فيكتور جيوكيريس وديان كولوسيفسكي، فإن مستقبل السويد لا يمكن أن يكون أكثر إشراقاً”.
تبدو الأمور وردية جداً في “تاينسايد” أيضاً، على رغم أن مشجعي نيوكاسل ربما ينتظرون الاستفادة منه قدر الإمكان.
ويقول كوستر، “إنه لاعب يمكنه الاستمرار في اللعب على أعلى مستوى، سواء كان ذلك مع نيوكاسل أم أي ناد آخر، فهو لاعب ينتمي إلى دوري أبطال أوروبا”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية