في تصريح مثير للجدل، حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن العالم لا يزال غير مستعد لمواجهة جائحة جديدة محتملة. جاء هذا التحذير ضمن تقرير حديث أكد فيه الخبراء، أن الوباء القادم قد يكون مسألة وقت، وليس احتمالًا بعيدًا، ما يثير تساؤلات حول مدى جدية هذه التحذيرات، وهل هي حقيقة علمية أم مبالغة؟

وأشارت المنظمة إلى أن التحديات التي واجهها العالم خلال جائحة كورونا كانت بمثابة إنذار مبكر، لكن الاستعدادات الحالية ما زالت غير كافية. رغم التقدم الذي تحقق في تعزيز أنظمة الرعاية الصحية وتطوير اللقاحات، إلا أن الفجوات الكبيرة في الاستجابة العالمية والتنسيق بين الدول تُضعف قدرتنا على مواجهة أي طارئ صحي مستقبلي.

من بين الأسباب الرئيسية لهذا القلق، ذكرت المنظمة، زيادة التنقل العالمي وتغير المناخ، مما يزيد من احتمالية انتقال الأمراض المعدية بين البشر بشكل أسرع وأكثر خطورة. كما أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية وتزايد مقاومة البكتيريا يمثلان تهديدًا كبيرًا، يمكن أن يجعل الأمراض البسيطة أكثر فتكًا في المستقبل.

ويرى الخبراء، أن التركيز على بناء أنظمة صحية مستدامة وتعزيز التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لتجنب كارثة صحية قادمة. ويتطلب ذلك استثمارًا طويل الأمد في البحث العلمي، وتطوير استراتيجيات استجابة سريعة، إلى جانب بناء وعي عالمي بخطورة هذا التهديد.

الجائحة القادمة ليست مجرد تحذير بل هي دعوة للاستعداد. وبينما قد تبدو بعض التصريحات مبالغًا فيها، فإن الوقاية والاستعداد المبكر يظلان الخيار الأمثل لتجنب تكرار ما شهده العالم خلال كورونا. السؤال الآن: هل سيتحرك العالم بجدية قبل فوات الأوان؟

نقلاً عن : عكاظ