أفاد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أمس السبت بورود تقارير عن استعداد قوات من كوريا الشمالية للقتال إلى جانب القوات الروسية.
وكتب سيرسكي على “فيسبوك” عن محادثاته مع كريستوفر كافولي” الذي يرأس القيادة الأميركية في أوروبا “لدينا تقارير عديدة عن استعداد جنود من كوريا الشمالية للمشاركة في عمليات قتالية إلى جانب القوات الروسية”.
وأضاف أن الوضع في الخطوط الأمامية لا يزال “صعباً ويظهر علامات التصعيد” خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام مع روسيا.
معاهدة الدفاع المشترك
وذكر مرسوم نشر السبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقر معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع كوريا الشمالية لتصبح قانوناً والتي تتضمن بنداً للدفاع المشترك.
وينص الاتفاق، الذي وقعه بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في يونيو (حزيران) بعد قمة في بيونغ يانغ، على أن يقوم كل جانب بدعم الآخر في حالة وقوع هجوم مسلح.
وأقر مجلس الشيوخ الروسي المعاهدة الأسبوع الماضي، ووافق عليها مجلس النواب الشهر الماضي. ووقع بوتين السبت مرسوماً بشأن هذا التصديق ظهر على موقع حكومي يوضح الإجراءات التشريعية.
وتعزز المعاهدة العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ بعد أن شنت روسيا حربها الشاملة على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وتشير تقارير من كوريا الجنوبية ودول غربية إلى أن كوريا الشمالية تزود روسيا بالأسلحة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس الماضي إن كوريا الشمالية أرسلت 11 ألف جندي إلى روسيا وبعضهم تكبد خسائر في القتال مع قوات كييف في منطقة كورسك جنوب روسيا.
خطة سلام مزعومة
من ناحية أخرى، قالت لجنة الانتقال الرئاسي التابعة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السبت إن عضو الحزب الجمهوري الذي حدد بعض الخطوط العريضة المحتملة لخطة سلام تدعمها الولايات المتحدة في أوكرانيا لم يكن يتحدث نيابة عن ترمب.
وكان برايان لانزا، وهو خبير جمهوري مخضرم تعاقد مع حملة ترمب الرئاسية هذا العام، قال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن إدارة ترمب ستطلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “رؤية واقعية للسلام”، وأضاف أن أولوية الإدارة الأميركية الجديدة في أوكرانيا ستكون إحلال السلام وليس استعادة الأراضي المفقودة، ومنها شبه جزيرة القرم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على ذلك، نفى متحدث باسم لجنة الانتقال الرئاسي ، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن يكون لانزا يتحدث باسم ترمب. وقال “برايان لانزا كان متعاقداً مع الحملة، وهو لا يعمل لصالح الرئيس ترمب ولا يتحدث باسمه”.
وقال ترمب خلال حملته الانتخابية إنه سيجد حلاً لإنهاء الحرب “خلال يوم واحد”، لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.
دعم أوروبي ثابت
وتعهد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت في كييف دعماً “ثابتاً” لأوكرانيا، في أول زيارة يقوم بها مسؤول كبير في بروكسل بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية.
أثار إعلان فوز ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية قلقاً في أوكرانيا وأوروبا من أنه قد ينهي دعم واشنطن لكييف.
وصرح بوريل “الغاية الواضحة من هذه الزيارة هي التعبير عن دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، وهذا الدعم لا يزال ثابتاً”، وأضاف “هذا الدعم ضروري للغاية لمواصلة الدفاع عن أنفسكم ضد العدوان الروسي”.
وترمب من أشدّ منتقدي المساعدات العسكرية والمالية الكبيرة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، من هنا خشية كييف أن تتعرّض هذه المساعدات المهمة للخطر.
وقال بوريل “لا أحد يعرف بالضبط ما الذي ستفعله الإدارة الجديدة”، مشيراً إلى أن الرئيس الحالي جو بايدن لا يزال لديه شهران في السلطة لاتخاذ القرارات.
وأضاف “يجب أن نبذل المزيد من الجهود بشكل أسرع، والمزيد من الدعم العسكري، والمزيد من القدرات التدريبية، والمزيد من الأموال، والإمدادات بشكل أسرع، وكذلك السماح بضرب الاهداف العسكرية للعدو على أراضيه”، ولفت الى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لا يريد التفاوض ولن يتفاوض إلا إذا أجبر على ذلك”.
125 مليار دولار
بحسب متابعة معهد كيل، أنفقت أوروبا مجتمعة نحو 125 مليار دولار على دعم أوكرانيا منذ اجتاحتها روسيا عام 2022، فيما أنفقت الولايات المتحدة وحدها أكثر من 90 مليار دولار.
من جانبه، كرر وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا إصرار كييف على عدم إجبارها على تقديم تنازلات لروسيا. وقال “يجب على الجميع أن يدركوا أن استرضاء المعتدي لن ينجح”.
واضاف سيبيغا “نحن بحاجة إلى سلام حقيقي، وليس استرضاء من شأنه أن يجلب المزيد من الحرب”، ورأى أن التغييرات مثل الانتخابات الأميركية “تمثل دائماً أملاً وفرصة، فرصة لتسريع السلام”.
وأكد أن الاتصالات بدأت مع فريق ترمب بعد مكالمة هاتفية للتهنئة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موضحاً أن العمل جار لعقد اجتماع جديد بين الرجلين.
نقلاً عن : اندبندنت عربية