دعا الجيش الشعبي لتحرير السودان (SSPDF)، الضباط العسكريين المتحالفين مع النائب الأول لرئيس الجمهورية ريك مشار، إلى العودة إلى العمل، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بأن بعضهم قد اختبأ عقب الاشتباكات الأخيرة في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل.

أزمة جنوب السودان 

تأتي هذه الدعوة وسط تصاعد التوترات في جوبا وأجزاء أخرى من البلاد بعد الحادث الدموي الذي وقع خلال عملية إجلاء تابعة للأمم المتحدة في الناصر  الجمعة الماضية، حيث قُتل اللواء ماجور داك، قائد قوات SSPDF في الناصر، وعدد من الجنود خلال العملية، كما لقي أحد أفراد طاقم الأمم المتحدة مصرعه.

وفي حديثه إلى راديو تمازج،  حثّ المتحدث باسم SSPDF اللواء لول رواي كوانغ الضباط السابقين في المعارضة، الذين تم دمجهم في الجيش، على العودة إلى العمل.

 وأقرّ بأن بعضهم اختبأ بسبب تصاعد التوترات، لكنه شدد على أن الاشتباكات في الناصر ليست مسؤوليتهم.

وقال اللواء كوانغ:”اكتشفنا أن بعض الضباط السابقين في المعارضة، الذين تم استيعابهم في SSPDF والقوات النظامية الأخرى ضمن المستوى الأول من القيادة، قد اختفوا عن الأنظار، القيادة العسكرية تناشدهم العودة إلى العمل، فالأحداث الجارية في الناصر ليست مشكلتهم، ولم يعودوا يُعتبرون معارضة.”

كما أكد اللواء كوانغ أن جثمان قائد SSPDF الذي قُتل في الاشتباكات قد نُقل إلى جوبا استعدادًا للدفن، وأنه يتم حالياً تحديد موقع الدفن المناسب.

وشدد كوانغ على أن الصراع في الناصر ليس نزاعًا قبليًا، وحثّ المواطنين على عدم الانتقام أو تأجيج النزاع، قائلاً:”هذه مشكلة وطنية وليست قبلية، ونطلب من المواطنين عدم السعي للانتقام.”

وكانت قوات الجيش الأبيض قد سيطرت يوم الثلاثاء على ثكنات الناصر العسكرية بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية، مما أدى إلى محاصرة اللواء ماجور داك وقواته.

ووفقًا للتقارير، فإن مروحية الأمم المتحدة التي تم إرسالها للإجلاء تعرضت لنيران كثيفة أثناء العملية، والتي تم تنسيقها من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة (SPLM-IO) لإنقاذ قوات SSPDF المحاصرة.

وقد اتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان قادة SPLM-IO بتدبير الصراع في الناصر، مما زاد من التوترات بين الطرفين.

 

 ونتيجة لذلك، تم اعتقال عدد من كبار مسؤولي SPLM-IO في جوبا هذا الأسبوع، بمن فيهم غابرييل دووب لام، نائب رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي لتحرير السودان ونائب رئيس هيئة أركان الجيش في SPLA-IO، بالإضافة إلى وزير البترول بويت كانغ.

يُذكر أن اتفاق السلام لعام 2018، الذي يهدف إلى توحيد القوات المسلحة في البلاد، لم يتم تنفيذه بالكامل حتى الآن، حيث يواجه كل من الرئيس سلفا كير والدكتور ريك مشار تحديات في دمج قواتهما في جيش وطني موحد.

نقلاً عن : الوفد