شارك الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة السابق وعضو المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في فعاليات مؤتمر المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية الذي عُقد في دولة الكويت، تحت رعاية ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وبحضور عدد من كبار المسؤولين والعلماء، منهم وزير الصحة الكويتي الدكتور أحمد عبدالوهاب العوضي ورئيس المنظمة الدكتور محمد الجار الله.

مخاطر تحرير الجينوم البشري

في اليوم الأول، ترأس الدكتور الخشت جلسة علمية بعنوان:
“العلاج الجيني والبصمة الوراثية في عصر الذكاء الصناعي: قفزات طبية نحو المستقبل”، ناقش خلالها التحديات الأخلاقية والعلمية المرتبطة بالثورة الجينية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب. وأكد على أهمية البصمة الوراثية كأدق وسيلة لإثبات النسب، مع ضرورة وضع ضوابط صارمة لاستخدامها، مشيرًا إلى توافقها مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تراعي العلم وتحفظ الأنساب والكرامة الإنسانية.

أما في اليوم الثاني، فقد ألقى كلمة بعنوان:
“تحرير الجينوم بين التقدم العلمي والضوابط الشرعية: الرؤية الإسلامية في التعامل مع التطورات العلمية”، تحدث فيها عن الفرق بين التعديل الجيني العلاجي والتعديل الوراثي الموروث، محذرًا من التداعيات الأخلاقية والصحية الخطيرة التي قد تنجم عن التعديل الوراثي القابل للانتقال عبر الأجيال، خاصة في ظل غياب اليقين العلمي التام.

ودعا الدكتور الخشت إلى ضرورة تطبيق رقابة مؤسسية صارمة واحترام القوانين الدولية، محذرًا من ظاهرة “تصميم الأطفال” التي قد تفتح فجوات اجتماعية وأخلاقية. كما طرح تساؤلات فلسفية حول تأثير التعديل الجيني على “البصمة الإنسانية” مؤكداً أن التميز البشري يشمل الأبعاد الروحية والنفسية، وليس فقط البيولوجية.

وفي الختام، اقترح الدكتور الخشت فرض منع شرعي احترازي مؤقت على التعديل الجيني الوراثي حتى يتوفر يقين علمي وأخلاقي وديني بشأن نتائجه، مع السماح بالحالات العلاجية الضرورية تحت ضوابط صارمة وموافقة السلطات المختصة.

وأكد أن التقدم العلمي يجب أن يقترن بيقين أخلاقي وديني، وأن الإسلام يشجع العلم الذي يحترم القيم الإنسانية والدينية.

شارك في المؤتمر عدد كبير من الوزراء والعلماء والخبراء ورؤساء الهيئات والمنظمات الدولية.