صباح الأربعاء 18 يونيو (حزيران) 2014، تستهدف غارة للطيران الروسي منزلاً مدنياً لعائلة “الشهران” في حي الأنصاري جنوب حلب، يسقط المنزل فوق رؤوس ساكنيه، وتهرع فرق الإنقاذ بالمدينة المحاصرة إلى مكان الغارة، فريق الإنقاذ مؤلف من عدة شباب سوريين، أحدهم يدعى خالد.
لمدة 12 ساعة يعمل فريق الإنقاذ على إخراج العالقين تحت الأنقاض، ليتوصلوا أخيراً إلى طفل رضيع اسمه “محمود الشهران”. خرج الطفل حياً يحمله المنقذ خالد وهو مبتسم لأنه تمكن من إنقاذ رضيع.
نجا الرضيع من الموت المحتم، وتابع خالد مع زملائه مهمتهم في محاولة إنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض، استمر حصار حلب، وازدادت وتيرة الغارات الجوية الروسية والسورية على المدينة العريقة. وبعد عامين من حادثة “الرضيع”، أصابت غارة جوية المتطوع خالد، فقتل أثناء تأدية مهمته، ليلحق بالعشرات من عناصر الدفاع المدني في مناطق المعارضة حينها “الخوذ البيضاء”، ممن قتلوا نتيجة استهدافهم المباشر في مختلف المدن السورية التي يعملون بها.
وبالعودة للوراء، وتحديداً في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2012، تأسست منظمة الدفاع المدني السوري، بنحو 100 مركز في ثماني محافظات سورية، وهي المحافظات التي تستطيع الوصول إليها، لأن عملها كان محظوراً في مناطق سيطرة نظام بشار الأسد قبل سقوطه، وهي منظمة غير ربحية، يتألف فريقها من متطوعين سوريين، تتركز أعمالهم على تتبع الغارات أو الأهداف الحربية، وإزالة الأنقاض لإنقاذ العالقين تحتها.
الإنسانية فوق السياسة
عملت فرق الخوذ البيضاء تحت الغارات الجوية، وعاشت مع أهالي غوطة دمشق الحصار الطويل، واتهمها الإعلام الإيراني والروسي بأنها وراء تنفيذ “تمثيلية الكيماوي”، حين زعمت موسكو وطهران أن “مجزرة الكيماوي” الشهيرة في الغوطة الشرقية غير حقيقية وهي مجرد تمثيلية نفذتها “الخوذ البيضاء”.
حينها اتهمها المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي أكثر من مرة بأنها “تنفذ الأجندة البريطانية والأميركية”، على رغم أن الخوذ البيضاء لا تعمل ولا تتدخل في السياسة، ويقتصر نشاطها على العمل الإنساني، واتفق غالب السوريين على دعمها بمن في ذلك كثير من مؤيدي النظام. واعتذرت الممثلة السورية أمل عرفة بعد مشاركتها في لوحة كوميدية تسخر من الخوذ البيضاء.
ونظراً إلى عملها الإنساني لاقت الخوذ البيضاء تضامناً دولياً، وترشحت لجائزة نوبل للسلام، كما حصلت على عدة جوائز دولية أهمها، جائزة رايت لايفليهود (المسماة جائزة نوبل البديلة)، وآيبر الدولية للسلام، وتيبراري الدولية للسلام، وجائزة الإدارة العالمية للقيادة، وحقوق الإنسان ودولة القانون، وجائزة نساء العالم، والأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي قصير.
حرائق النظام وزلزال العصر
خلال أعوام من عملها في مناطق الحرب، اكتسبت الخوذ البيضاء خبرة كبيرة في التعامل مع الأزمات، بما فيها الكوارث الطبيعية. وفي صيف 2020، اندلعت حرائق ضخمة في محافظات حماة واللاذقية وحمص وطرطوس الخاضعة لسيطرة النظام، فعجزت أجهزة إطفاء النظام من السيطرة على الحرائق، فأعلنت منظمة الخوذ البيضاء في بيان رسمي، استعداداها للتدخل وإطفاء الحرائق في الغابات الحراجية.
ولعل ما جاء في البيان آنذاك، أن “بلدات ومدن غرب سوريا تواجه حرائق ضخمة في الغابات والأحراش، حتى خرجت عن السيطرة، مسببة خسارة كبيرة في النظام البيئي وأضراراً للسوريين، والآثار الناجمة عن تلك الحرائق لن تقتصر على منطقة بعينها، وقد تمتد لمناطق أوسع، مما يؤدي إلى تهديد التجمعات السكانية وكارثة بيئية على مستوى سوريا”. لكن البيان أشار إلى ضرورة تقديم ضمانات أمنية بعدم استهداف النظام لهم أو قصفهم خلال إطفاء الحرائق، وضمان عودتهم سالمين بعد الانتهاء من المهمة من دون أن يتعرضوا للاعتقال، لكن حكومة الأسد رفضت تقديم أي ضمان، مما سمح للحرائق بالتهام مئات الآلاف من الأشجار الحراجية والمثمرة”.
في السادس من فبراير (شباط) 2023، ضرب زلزال مدمر منطقة جنوب تركيا وشمال سوريا، فدمرت قرى وبلدات بأكملها في الشمال السوري، ولم يسمح نظام الأسد بدخول فرق الإنقاذ أو تقديم أي نوع من المساعدة لضحايا الزلزال. وبعد ساعات من وقوع الزلزال المدمر، شنت قوات النظام السوري حملة قصف مدفعي استهدف بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، فكانت فضيحة إنسانية لم يعرفها العصر الحديث، في حين كان الزلزال المدمر، إحدى أكبر الكوارث المدمرة التي واجهتها الخوذ البيضاء، في ظل غياب معدات الحفر الثقيلة، وغياب الدعم الدولي المباشر، وغياب الحكومة الشرعية في سوريا.
رحلة البداية
رئيس منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، رائد الصالح، تحدث لـ”اندبندنت عربية” عن أنه مع بدء الحراك السلمي عام 2011، شهدت سوريا تغيراً كبيراً، وكانت السمة الأبرز لتلك المرحلة هي الفراغ الحاصل نتيجة انسحاب الأجسام الحكومية الخدمية بعملية ممنهجة من قبل نظام الأسد، وفي أواخر عام 2012، بدأ النظام باستخدام القصف صورة من صور العقاب على الأحياء والمناطق التي انسحب منها، لتصبح حياة السوريين أشبه بالجحيم الحقيقي، وكانت الحاجة المتزايدة لسد الفراغ الحاصل دافعاً للمجتمع المدني للاصطفاف وتنظيم جهوده من أجل المدنيين ومساعدتهم في جميع الظروف من دون تمييز.
نشأت عدة مبادرات مدنية وتجمع المئات من المتطوعين معاً، وكانوا من مختلف الفئات والاتجاهات والاختصاصات، وفعل هؤلاء المتطوعون ما بوسعهم لمساعدة مجتمعاتهم في الاستجابة لعمليات القصف وحالات الطوارئ الأخرى، ولم يربط تلك الفرق أو المتطوعين أي رابط مؤسساتي بالصورة التي نراها اليوم، بل عمل الجميع في الحيز الجغرافي الموجود به من دون أن يعرفوا حتى بالمجموعات التطوعية الأخرى التي كانت تعمل بالأحياء المجاورة، مدفوعة بهدف إنساني بحت، وفقاً للصالح.
ويروي أن “حادثة منع قوات النظام عام 2012 إحدى فرق الإطفاء في مدينة حلب من الاستجابة لحريق في حي سكني بحجة أنه خارج عن سيطرتها كانت البذرة الأولى للظهور بصورة علنية لأول فريق متخصص تحدوا قرار قيادتهم وذهبوا وأطفأوا الحريق. وفي اليوم نفسه، أنشأوا مركزاً للاستجابة لحالات الطوارئ لخدمة جميع السوريين، وهكذا كانت بذرة إنشاء أحد مراكز الدفاع المدني السوري الأولى في محافظة حلب”.
وفي دمشق وريفها وإدلب ودرعا وحمص كانت تسير على الطريق نفسه مجموعة من المتطوعين الشباب يجتمعون وينشئون مراكز للدفاع المدني السوري لمساعدة السكان وإنقاذهم من تحت القصف بما يتوفر لديهم من معدات بسيطة، ولكن كان أثرهم كبيراً وما قدموه كان جباراً في ظل الظروف على الأرض.
بحلول عام 2013، بدأت أخبار أعمال الفرق المتطوعة بالانتشار، وسمعت هذه المجموعات ببعضها بعضاً للمرة الأولى، ونتج منها إنشاء قنوات اتصال للتنسيق بين الفرق وتبادل الموارد المحدودة، كما بدأت بعض الفرق في تلقي دورات تدريبية في أساليب البحث والإنقاذ.
بحلول 25 أكتوبر 2014، كان الاجتماع التأسيسي الأول في مدينة أضنة التركية، وحضره نحو 70 من قادة الفرق في سوريا، ووضع المجتمعون ميثاقاً للمبادئ الخاصة بالمنظمة لتعمل تحت القانون الإنساني الدولي، واتفقوا على تأسيس مظلة وطنية لخدمة السوريين، وإطلاق اسم “الدفاع المدني السوري” عليها، وشعاره من الآية القرآنية “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع بداية عام 2015، أطلق اسم “الخوذ البيضاء” على الدفاع المدني السوري، بعد اشتهار الخوذ التي يرتديها المتطوعون أثناء عمليات البحث والإنقاذ. وتضم المؤسسة الآن نحو 3300 متطوع ومتطوعة، في جميع المناطق السورية التي تعمل بها. ويسعى المتطوعون معاً لإنقاذ حياة الناس ومساعدتهم على التعافي من آثار الحرب والكوارث الطبيعية، وأنقذوا أكثر من 128 ألف شخص، وفقدت المؤسسة خلال 314 متطوعاً، معظمهم كانوا ضحايا قصف استهدفهم أثناء إنقاذهم المدنيين من تحت الركام.
على مدى أكثر من 10 أعوام، يقول الصالح، “كنا في الخوذ البيضاء بمثابة شريان حياة للسوريين، وأنقذنا الأرواح ودعمنا المجتمعات في مواجهة معاناة لا يمكن تصورها. والآن، في هذه اللحظة التاريخية من إعادة البناء، نعمل على تكثيف جهودنا بصورة عاجلة لتوفير الرعاية الطبية الطارئة، وإصلاح البنية التحتية الحيوية، ومساعدة مئات آلاف العائلات على العودة إلى ديارها بأمان مع بناء نظام دفاع مدني قوي لجميع أنحاء سوريا. هذه لحظة تاريخية للأمل والتعافي”.
هجمات لا تتوقف
عن أبرز التحديات التي واجهتها منظمة الخوذ البيضاء، يقول رائد الصالح، إنها تختلف باختلاف السياقات العامة وبالتأكيد خلال أعوام الحرب أو بمعنى أدق حرب نظام الأسد وروسيا وحلفائهما على السوريين كانت التحديات مختلفة تماماً عما هي عليه اليوم، لقد جعل عمل المنظمة الداعم للمجتمعات التي تتعرض للهجمات أهدافاً بالنسبة إلى القوات الروسية ولنظام الأسد قبل سقوطه فقصفوا المراكز عشرات المرات واستهدفوا الفرق أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني بإنقاذ المدنيين.
ويضيف، “ظهر بصورة جلية وواضحة ما عرف بالضربات المزدوجة، عبر تكرار استهداف نفس المكان بغارة جوية ثانية بعد غارة أولى، بهدف قتل المنقذين والمسعفين الذين يهرعون إلى المكان، ويوصف هذا النوع من الضربات بأنه (تكتيك وحشي) هدفه قتل المدنيين والمسعفين. ويعتمد هذا النوع من القصف على توجيه ضربة جوية على موقع ما، ثم إعادة قصف الموقع المستهدف ذاته بعد مضي عدة دقائق، بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية، إذ يكون موقع الضربة عادة مكاناً لتجمع المدنيين وفرق الإنقاذ، لانتشال الجرحى والمصابين”.
ويحكي، “قصفت مراكزنا أكثر من 350 مرة، وفقدنا أرواح أكثر من 314 متطوعاً من الخوذ البيضاء معظمهم كانوا ضحايا هجمات مزدوجة من نظام الأسد البائد وحلفائه. كان القتل والاستهداف الممنهج للمتطوعين مرتبط بصورة وثيقة مع الحرب الإعلامية التي دأبت روسيا على ممارستها بصورة ممنهجة وحتى قبل عدوانها على السوريين. المعلومات المضللة كانت تهدف بصورة مباشرة لتشويه صورة المتطوعين ووصفهم بالإرهابين لتسهيل العملية اللاحقة وهي القتل، لتكون المعادلة (قتلنا إرهابيين)، في وقت يؤدي فيه المتطوعون مهام إنسانية عظيمة تتمثل في إنقاذ الأرواح ومساعدة المدنيين الذين يتعرضون لهجمات وحشية متعمدة من النظام وروسيا”.
وتابع، “هذا التوصيف يعني الموت فهو تبرير للهجمات واستهداف المتطوعين، باعتبار العمال الإنسانيين محيدين بموجب القانون الدولي الإنساني واستهدافهم هو جريمة حرب، بينما عندما يكون هناك محاولات لنزع هذه الصفة عنهم يعني ذلك أنهم باختصار هدف مشروع لروسيا، وهذا ما حاولت موسكو طوال أعوام على صناعته”.
ويشير الصالح إلى محاولة تشويه صورة متطوعي الخوذ البيضاء طوال أعوام كانت تهدف لرسم صورة ذهنية سلبية، بهدف قطع الطريق أمام وصول الوثائق التي تملكها المؤسسة إلى المحافل الدولية لما فيها من إدانة واضحة لانتهاكات النظام وروسيا بحق السوريين.
ولعل التضليل الإعلامي الروسي بصورة موجهة لمهاجمة الخوذ البيضاء على كافة المستويات، سواء كمؤسسة أو كأفراد ومحاولة تشويه صورتها واتهامها بتنفيذ هجمات كيماوية أو فبركة هجمات كيماوية، أو فبركة عمليات الإنقاذ، أو شن هجمات أو فبركة هجمات على المدنيين كان ضمن إطار محاولة تضليل الرأي العام والإساءة للقضية السورية ككل لكون استهداف الخوذ البيضاء هو جزء من حملة ممنهجة ضد مشروع التغيير في سوريا وأي جهة تعد جزءاً من هذا المشروع، بحسب الصالح.
ويؤكد أن “الحرب الإعلامية ليست سهلة، والانتصار فيها ليس سهلاً. نحن نعي ذلك تماماً، لا سيما عندما تقف خلفها دول مثل روسيا، لكننا نؤمن بأننا انتصرنا على هذه الحرب الإعلامية واستطعنا أن نكون مصدراً للأدلة والحقائق لمنظمات الأمم المتحدة وللمنظمات الحقوقية، واليوم نحن مستمرون في هذا العمل حتى تتحقق العدالة للسوريين”.
ويقول، “أما اليوم وبعد سقوط النظام الأسد البائد فالتحديات اختلفت تماماً فهناك بنى تحتية مدمرة لملايين السوريين لا يزالون في المخيمات، وآخرون خارج حدود الوطن في بلدان الشتات. سوريا اليوم تحتاج إلى جهود جبارة لإعادة الإعمار، واليوم نحن أمام تحديات حقيقية لنكون قادرين على تقديم الاستجابة الطارئة لجميع الجغرافيا السورية بجودة عالية، وفي الوقت نفسه نحن أمام تحدٍ لنكون جزءاً من إعادة سوريا وإعادة الحياة لها السكان في العودة إلى منازلهم التي هجروا منها”.
مصادر التمويل والمستقبل
في الوقت نفسه يقول عضو مجلس إدارة منظمة الدفاع المدني السوري عمار السلمو، في تصريح خاص، إن متطوعي الخوذ البيضاء كانوا خلال استجابتهم يوثقون كل عملية إنقاذ بما فيها المجازر، وكذلك يتابع الدفاع المدني حركة الطيران من خلال (مرصد الدفاع المدني) الذي يجمع معلومات عن نوع الطائرة التي تحلق أو تقصف الأحياء، لذلك الدفاع المدني لديه توثيق على مرحلتين، الأولى من خلال جمع المعلومات، والثانية هي توثيق وتصوير كل شيء يشاهدونه خلال عمليات الإنقاذ عبر كاميرات محترفة مربوطة على الرأس من أجل نقل المشهد كما هو وتوثيق الحقيقة، بعد عملية الإنقاذ والتوثيق يرفع تقرير، يشمل نوع الطيران الذي نفذ الغارة، والسلاح المستخدم، واسم الجهة المنفذة، وعدد الضحايا، ومكان الاستهداف، وهذا كان يزعج روسيا عندما يتم توثيق الغارات التي تنفذها، لذلك سعت إلى محاربة الخوذ البيضاء على مبدأ “إن لم تستطع قتل الشاهد فشوه سمعته”.
بدأ الدفاع المدني كمتطوعين بمعدات وآليات بسيطة ومن دون تدريب، ولكن مع وجود الحاجة لضرورة وجود معدات وآليات وتدريب تم التواصل عبر منظمات إنسانية لتلقي الدعم، بداية الدعم كان عبر تدريب هذه الفرق وإعطائها بعض معدات الإنقاذ، وبعد ذلك تلقوا بعض الآليات مثل آليات الإطفاء وغيرها.
وبحسب السلمو، فإن دعم الدفاع المدني متنوع، هناك دول عدة تقدم دعماً للخوذ البيضاء منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وغيرها، وهناك منظمات غير حكومية أيضاً تقدم دعم للدفاع المدني، فضلاً عن الدعم الفردي من خلال بعض الأشخاص الذين يقدرون جهود الخوذ البيضاء ويقدمون الدعم لها.
رؤية الدفاع المدني السوري، وفق السلمو، هي الانخراط في أي جسم حكومي شرعي توافقي من الشعب السوري، فمنذ البداية كانت الخطة أن يكون الدفاع المدني جسماً حكومياً في نهاية المطاف في أي حكومة تمثل الشعب، وبالطبع قد يكون الدفاع المدني السوري بديلاً، لكن السعي إلى ذلك لا يتم إلا عبر حكومة شرعية لأنه في النهاية “الخوذ البيضاء” هي مؤسسة وطنية للشعب السوري وتخدمهم، ولا تنتمي إلى أي حزب سياسي أو كيان عسكري، على عكس الدفاع المدني التابع للنظام، حيث كان يقوم بأعمال قتالية وانعدمت الثقة بينه وبين الشعب.
وعن القادم في رحلة منظمة الخوذ البيضاء مستقبلاً، يوضح الصالح أيضاً، أن “سوريا اليوم في حاجة جهود جميع أبنائها للنهوض بها وإعادة بنائها، ولا يمكن التفكير إلا بمنطق المؤسسات ودولة المؤسسات والجهود الجماعية بالتأكيد. ففي السابق كنا نعمل كمؤسسة مستقلة بسبب ظروف محددة بواقع محدد وحاجات فرضتها الحرب على السوريين لكن اليوم اختلفت الظروف تماماً، ومن ثم فمن الطبيعي أن تختلف طريقة تعاطينا طبعاً لهذه الظروف والمعطيات، ونحن مع خيار دولة المؤسسات وسنكون في المكان الذي سنتمكن فيه من تقديم أفضل خدمات ممكنة للسوريين والمساهمة في إعادة إعمار كل شبر من البلاد”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية