تتجه مصر نحو تعزيز زراعة الدخن، خاصة في الأراضي الجديدة والمستصلحة في الصحراء، لما له من فوائد غذائية واقتصادية كبيرة، تجعله أحد الحلول المهمة لسد العجز في بعض المحاصيل الأخرى.

ما هو الدخن؟

ينتمي الدخن إلى الفصيلة النجيلية، وينمو بشكل أساسي في المناطق الجافة بقارتي آسيا وإفريقيا. وتُعد الحبوب اللؤلؤية أكثر أنواعه شيوعًا. يتميز الدخن بقيمته الغذائية العالية، حيث يعد مصدرًا غنيًا بالكربوهيدرات والألياف والبروتينات، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن المهمة مثل الحديد والمغنيسيوم والزنك.

فوائد الدخن واستخداماته

وفقًا لتقرير صادر عن قطاع الإرشاد الزراعي، فإن حبوب الدخن ليست فقط غذاءً صحيًا للبشر، بل تُستخدم أيضًا كعلف مغذٍ للماشية والدواجن، حيث تعزز إنتاج البيض لاحتوائها على نسبة عالية من الفيتامينات، مثل فيتامينات B وحمض النيكوتينيك.

الإنتاج العالمي للدخن

يصل الإنتاج العالمي من الدخن إلى أكثر من 30 مليون طن سنويًا، ما يعادل 1.5% من إجمالي إنتاج الحبوب في العالم. وتتصدر الهند قائمة المنتجين بحوالي 8 ملايين طن سنويًا، تليها نيجيريا بـ6 ملايين طن، ثم النيجر والصين وبوركينا فاسو وروسيا.

زراعة الدخن في مصر

يُزرع الدخن في مصر مرتين سنويًا:

الموسم الصيفي: من أبريل إلى مايو.
الموسم النيلي: من يوليو إلى أغسطس.
التربة المناسبة:

ينمو الدخن في الأراضي الرملية ويفضل التربة جيدة الصرف.
يمكن زراعته في الأراضي الطينية الخفيفة، لكنه يتأثر بالتشبع المائي.
تتراوح إنتاجية الفدان بين 8-12 أردبًا، حسب جودة التربة والرعاية الزراعية.

أهمية التوسع في زراعة الدخن

تتمتع حبوب الدخن بالعديد من الفوائد الغذائية والصحية، حيث تحتوي على نسبة عالية من البروتين والمعادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك والنحاس والحديد. كما أنها غنية بمضادات الأكسدة، مما يجعلها خيارًا صحيًا للإنسان.

استخدامات الدخن في الغذاء

يدخل في صناعة الخبز، خاصة في المناطق الحارة مثل السودان وليبيا وجنوب إفريقيا.
يستخدم كبديل غذائي للقمح في بعض الدول، ويُعرف بـ”خبز الفقراء” بسبب انتشاره بين المجتمعات الأقل دخلًا.
يتم استخدامه كعلف للحيوانات في العديد من الدول، ومنها الولايات المتحدة.
أهم أصناف الدخن في مصر

تمكن مركز البحوث الزراعية من استنباط صنف جديد يسمى “شندويل 1″، يتميز بتحمله للظروف الصحراوية القاسية، مثل العطش والملوحة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للتوسع في الزراعة داخل الأراضي الجديدة.

تحديات زراعة الدخن في مصر

على الرغم من فوائده العديدة، تواجه زراعة الدخن بعض التحديات، أبرزها:

ضعف الوعي بأهميته الغذائية، حيث لا يدرك كثيرون فوائده الصحية الكبيرة.
مشكلات التخزين والنقل، مما يؤثر على جودة الإنتاج.
المنافسة مع محاصيل أخرى مثل الأرز والقمح، والتي تعد أكثر شيوعًا في السوق المصري.

الدخن.. محصول الفقراء وإمكانات هائلة للمستقبل

يتركز حوالي 97% من إنتاج الدخن في الدول النامية، مما يجعله يُعرف بـ”محصول الفقراء”، نظرًا لانخفاض تكاليف زراعته مقارنة بالمحاصيل الأخرى. وأكد الدكتور مصطفى غندور، الباحث بمركز بحوث الصحراء، أن زراعته لا تحتاج إلى مقررات سمادية مرتفعة، كما يتحمل قلة خصوبة التربة، مما يجعله خيارًا مناسبًا للأراضي الصحراوية المستصلحة.

وأوضح غندور أن الدخن غني بالبروتينات، وخالٍ من الجلوتين، مما يجعله خيارًا صحيًا لمرضى حساسية القمح، كما يحتوي على الفيتامينات المهمة والكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة.

نحو مستقبل أكثر استدامة

مع توجه مصر نحو تحقيق الأمن الغذائي والاستفادة من المحاصيل البديلة، يمثل الدخن فرصة كبيرة لتقليل الاعتماد على المحاصيل التقليدية، خاصة في ظل تحديات ندرة المياه والتغيرات المناخية. ومع استمرار الأبحاث الزراعية والتوعية بفوائده، يمكن أن يصبح الدخن جزءًا أساسيًا من المنظومة الغذائية المصرية في المستقبل.