مع بداية شهر رمضان تستعد القنوات التلفزيونية والفضائية لجذب المشاهد العربي إلى شاشاتها، إذ تتبارى في عرض خريطة الدراما وعدد النجوم الذين سيكونون أبطال وضيوف المسلسلات والبرامج، وتحاول كل قناة أو محطة استقطاب أكبر عدد من المشاهدين من خلال الأحداث الدرامية وضخامة الإنتاج وتنوع القصص والأداء الفني الذي تعرضه خلال الشهر.

وعلى رغم مزاحمة منصات البث للقنوات في تلبية تطلعات الجمهور العربي وتقديم محتوى متنوع، فإن منصات وقنوات غير عربية دخلت ساحة المنافسة الرمضانية هذا العام، ومنها منصة “تابي” (tabii) التركية التي أعلنت أخيراً عن انطلاقها في المنطقة العربية لتقديم عدد من المسلسلات الدرامية التركية التي تجمع بين القصص التاريخية والموضوعات الاجتماعية والرومانسية.

وأطلقت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) في الـ24 من فبراير (شباط) 2024 خدمة البث العالمية لمنصتها (tabii) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحضور عدد كبير من نجوم الدراما التركية منهم سركان تشاي أوغلو وأوغور غونيش وتولغا ساريتاش وإبراهيم تشيليكول وبيركان سوكولو وظافر ألجوز، إضافة إلى أحمد كورال وجوركان أويغون وإركان بيتيكايا.

وحضر الحفل عدد من الفنانات اللاتي يعرفهن المشاهد العربي ويتابع أعمالهن منهن أوزجي جوريل وأيبوكي بوسات وديفريم أوزكان وهاندة دوغانديمير ودينيز بايسال.

وتزامن مع حفل الإطلاق إضاءة منطقة بوليفارد الرياض وبرج خليفة في دبي بألوان وشعار منصة “تابي” للتعبير عن مد جسور التواصل الدرامي في منطقة تجمعها تقاطعات ثقافية كبيرة، ومن المقرر أن تقدم الشبكة التركية مجموعة من الأعمال الدرامية المدبلجة بالعربية على قنواتها الفضائية خلال شهر رمضان، وكذلك عبر منصة “تابي” الرقمية.

وقال المدير العام لشبكة (TRT) محمد زاهد صوباجي إن “تابي” ليست مجرد منصة للترفيه، بل احتفال بالقصص المشتركة والدبلوماسية الثقافية التي تمزج بين تراث تركيا والقيم العالمية والأصالة العربية في الشرق الأوسط، مضيفاً “نحن متحمسون لتقديم سحر سرد الرواية التركية إلى الجماهير التي طالما قدرت القيم والقصص التي تجمعنا”.

 

 

وأشار صوباجي إلى أنه “منذ إطلاق المنصة في مايو (أيار) 2023 تجاوز عدد مستخدميها أكثر من 11 مليوناً، وتضم أكثر من 40 إنتاجاً حصرياً، إضافة إلى مكتبة تضم آلاف الساعات من المحتوى”، لافتاً إلى أن العمل على جذب مشاهدين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال توسيع الخدمات إلى مزيد من البلدان بمحتوى مشوق مدبلج ومترجم إلى عدة لغات بما في ذلك العربية، مؤكداً أن التركيز سيكون على السعودية ومصر والإمارات والأردن ولبنان وقطر والكويت، إضافة إلى سلطنة عمان والبحرين وتونس والمغرب والجزائر.

وكشف المدير العام للشبكة التركية عن أن عدد مشاهدي الإنتاجات التركية تجاوز أكثر من 750 مليون مشاهد في 170 دولة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا والأمريكتين بأكثر من 150 مسلسلاً تلفزيونياً، وخلال الأعوام من 2020 إلى 2023 ازداد الطلب العالمي على هذه البرامج بنسبة 184 في المئة.

وفي تصريح خاص لـ”اندبندنت عربية” أعرب الممثل التركي سليم باركتار عن سعادته بخطوات الهيئة التركية في الوصول إلى المشاهد العربي، مؤكداً أن الدراما التركية منذ زمن طويل لاقت صدى عميقاً لدى الجماهير في منطقة الخليج والشام وشمال أفريقيا، وأن لا يزال يلقبه المشاهدون بـ”سنبل أغا” نظراً إلى الدور الذي قدمه في المسلسل التاريخي “حريم السلطان”.

بدورها تعتبر الممثلة المسرحية داملا سونمز أن الأعمال التركية تقدم سرداً محكماً للمواضيع المتنوعة عالمياً حول الأسرة والقيم والحب، لكن هناك إنتاجات فنية تصنف باستمرار ضمن الأكثر مشاهدة في المنطقة، مما يعكس الرابط الثقافي الذي نسعى إلى تعزيز انتشاره وأهميته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى الممثل الشاب بيركان صوكولو أن إطلاق هذه الخدمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمثل جسراً ثقافياً مباشراً لتبادل الأفكار والاهتمامات مع المشاهدين في المنطقة العربية، بخاصة الشباب منهم، إضافة إلى مليء الفجوة في صناعة البث الرقمي من خلال تجميع مكتبة محتوى تركية واسعة النطاق.

من جهته لم يستبعد الممثل الشاب وعارض الأزياء التركي فرقان بلالي المشاركة في إنتاج عربي أو وجود فنانين عرب في الأعمال الدرامية التركية، لا سيما أن القضايا الاجتماعية التي تهم فئة الشباب واحدة، مؤكداً ثقته في انتقاء المشاهد العربي لنوعية الدراما التي يتابعها.

وتقدم منصة “تابي” منظوراً جديداً للقصص عن الشخصيات التاريخية البارزة التي تؤكد أهمية القيم الثقافية والجغرافية المشتركة في المنطقة، وكذلك القصص الحديثة المشوقة المتنوعة، بما في ذلك الحركة والمغامرة والرسوم المتحركة، إضافة إلى الكوميديا والدراما والفانتازيا والتشويق.

ومن بين القصص المحبوبة والأيقونية التي تعرضها المنصة “جلال الدين الرومي”، وهي قصة عميقة عن استكشاف الحب والروحانية، وتسلط الضوء على حياة العالم والشاعر والمعلم، وكذلك مسلسل “حر” الذي يحكي القصص المثيرة للقوات الجوية التركية والطائرات الحربية، وأيضاً إنتاج (TRT) الشهير “العاصف: إسكندر” الذي يعود بمغامراته الجديدة كلياً، ومسلسل “غسال” الذي يروي قصة رجل غسل الموتى في طريقه للبحث عن من سيغسله عندما يموت والتي أصبحت ظاهرة واسعة الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا.

 

 

وتعرض المنصة مسلسل “المتدرب” يحكي رحلة قاتل مر بحدث يغير حياته تماماً ويقوده إلى صراع غير متوقع، وكذلك مسلسل “ابن سينا: العبقري الصغير” الذي يروي طفولة ابن سينا، الطفل العبقري الذي أصبح واحداً من أشهر المفكرين في عصره، إلى جانب عديد من الإنتاجات الأصلية الأخرى.

وتضم مكتبة “تابي” عديداً من الأعمال لأشهر الممثلين الأتراك منهم بولنت إينال ومحمد علي نور أوغلو وديفريم أوزكان وأحمد كورال، وكذلك هاندي سورال وكآن يلديريم وأوزان أكبابا وتوبا أونسال، إضافة إلى إبراهيم تشيليكول وجانسو ديره وأوزان غوفين وبشرى ديفيلي.

وتوفر منصة “تابي” للمشاهدين تجربة أصيلة ومتميزة في سرد قصص منسوجة بالحب والشجاعة والتعاطف والصمود والانتصار، مما يجعل منها روايات ملهمة تسلط الضوء على مواضيع متنوعة ثقافياً غير متناولة في منصات البث الرقمي التقليدية، إذ تقدمها بخمس لغات هي العربية والإنجليزية والإسبانية والأردية، إضافة إلى اللغة التركية، مما يضمن ملاءمة ثقافية وكسر حواجز اللغة لخلق تجربة مشاهدة سلسة.

نقلاً عن : اندبندنت عربية