ارتفع الدولار اليوم الثلاثاء بدعم من الإقبال على أصول الملاذ الآمن بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا ستمضي كما هو مخطط لها.

وأمس الإثنين هبط الدولار إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهرين مقابل مجموعة من العملات الرئيسة الأخرى.

وقال ترمب أمس إن الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ “في الوقت المحدد وفي الموعد المحدد”، على رغم الجهود التي تبذلها الدولتان لتعزيز أمن الحدود ووقف تهريب الـ”فنتانيل” إلى الولايات المتحدة قبل انقضاء المهلة في الرابع من مارس (آذار) المقبل.

وكان كثر يأملون في أن يتمكن أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة من إقناع إدارة ترمب بتأجيل فرض الرسوم الجمركية التي ستطبق على واردات من البلدين إلى الولايات المتحدة تتجاوز قيمتها 918 مليار دولار.

وحفزت تعليقاته الإقبال على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب وسندات الخزانة الأميركية وأسهمت في استقرار الدولار، الذي انخفض بنحو ثلاثة في المئة عن ذروة سجلها في يناير (كانون الثاني) الماضي، وبفعل بيانات اقتصادية أميركية أضعف من المتوقع أثارت المخاوف في شأن آفاق النمو.

واستقر اليورو عند 1.04672 دولار، بانخفاض ضئيل عن أعلى مستوى له في شهر سجله أمس الإثنين في أعقاب الانتخابات الألمانية، واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.2618 دولار، وهو ما يقل قليلاً أيضاً عن أعلى مستوى في شهرين سجله أمس.

واستقر الين عند 149.5 للدولار مدعوماً برهانات السوق على مزيد من رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان، بعدما سجل أقوى مستوى له منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2024 عند 148.5 ين للدولار أمس.

ووسط هذه المؤثرات ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيم أداء العملة مقابل ست عملات رئيسة أخرى، إلى 106.6 من أدنى مستوى له في شهرين سجله أمس الإثنين عند 106.1.

وقال كبير محللي استراتيجية النقد الأجنبي في بنك أستراليا الوطني، راي أتريل “منذ الأسبوع الماضي أو الأسبوعين الماضيين تدعم الأخبار الاقتصادية الأميركية ما يقال عن أن الولايات المتحدة تفقد نوعاً ما وضعها الاقتصادي الاستثنائي، لكن كلما رأينا نبرة معقولة لتجنب الأخطار في أسواق الأسهم… يحصل الدولار على نوع من الدعم التقليدي كملاذ آمن”.

وأضاف أتريل “مع اقتراب موعد الرسوم الجمركية هذه من الصعب أن نرى تعافياً كبيراً في معنويات المخاطرة… وهذا من شأنه أن يبقي على الدعم الدفاعي للدولار”.

وسجل الدولار الكندي أضعف مستوى في أكثر من أسبوع عند 1.4257 للدولار، لكنه ظل بعيداً من مستوى 1.4792 للدولار الذي هبط إليه في الثالث من فبراير (شباط) الجاري في أعقاب الإعلان الأولي لترمب عن الرسوم الجمركية على كندا.

وفي أوروبا، ظل التركيز على السياسة الألمانية، إذ يتطلع المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرتس إلى تشكيل حكومة سريعاً بعد الفوز في الانتخابات أول من أمس الأحد لكنه يواجه محادثات ائتلافية صعبة واحتمال وجود برلمان غير مستقر بعد صعود أحزاب اليمين المتطرف واليسار المتطرف.

الذهب يهبط بعد ذروة

حامت أسعار الذهب قرب أعلى مستوى على الإطلاق اليوم الثلاثاء بدعم من الطلب على الملاذ الآمن وسط مخاوف من حرب تجارية وعدم استقرار بسبب خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية.

وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 2938.63 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما بلغ 2956.15 دولار أمس الإثنين، وهي المرة الـ11 التي يسجل فيها مستوى غير مسبوق منذ بداية العام الحالي، وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 2953.30 دولار.

وقال المحلل لدى “يو بي أس” جيوفاني ستونوفو “أود أن أسميها بيئة تداول متفاوت في المعادن النفيسة، مدفوعة بالضبابية في شأن ما إذا كانت إدارة ترمب ستفرض رسوماً جمركية أم لا، وطبيعة هذه الرسوم، مع اقترابنا من نهاية الشهر”.

وقال ستونوفو “المكسيك وكندا من كبار منتجي الذهب والفضة، ومن ثم إذا لم يعفِ المعدنين فإن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى اتساع الفارق بين الأسعار في الولايات المتحدة ولندن”.

وأدت المخاوف من اندلاع وشيك لحرب تجارية، بسبب استراتيجية ترمب في ما يخص الرسوم الجمركية، إلى ارتفاع الذهب باعتباره ملاذاً آمناً ليتجاوز المستوى التاريخي البالغ 2950 دولاراً للأونصة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذه الأثناء، يتوقع المستثمرون ومحللو الاقتصاد أن يستجيب مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي (البنك المركزي الأميركي) “بقوة ومنهجية” للتغيرات في التضخم وسوق العمل، وذلك وفقاً لبحث نشره بنك الاحتياط الاتحادي في سان فرانسيسكو أمس الإثنين الذي سلط الضوء على حساسية الأسواق المالية حالياً للبيانات الاقتصادية الأميركية.

وقد تجبر زيادة التضخم مجلس الاحتياط الاتحادي على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، مما يؤثر سلباً في جاذبية المعدن الذي لا يدر عائداً.

ويترقب المستثمرون تقرير الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى البنك المركزي الأميركي، للحصول على مؤشرات حول مسار خفض أسعار الفائدة، ومن المقرر صدور التقرير الجمعة.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 32.14 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين 0.3 في المئة إلى 964.05 دولار، فيما هبط البلاديوم 0.3 في المئة إلى 937.44 دولار.

استقرار الأسهم الأوروبية

لم تسجل الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء تحركاً كبيراً مع تسجيل قطاع صناعات الدفاع مكاسب عوضت تراجع أسهم التكنولوجيا التي جاءت على خلفية المخاوف في شأن تصاعد الحرب التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.

وصعد مؤشر “ستوكس 600 الأوروبي” 0.07 في المئة، وتراجع مؤشر التكنولوجيا 0.9 في المئة ليشكل أكبر المؤثرات السلبية، في وقت تعتزم الولايات المتحدة تشديد القيود المفروضة على أشباه الموصلات في الصين.

وهبط سهم “أس تي مايكروإلكترونيكس” لأشباه الموصلات 1.4 في المئة وسهم “أي أس أم أل” 1.6 في المئة، وفي الوقت نفسه تراجعت الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إذ هبط سهم “شنايدر إلكتريكس” 1.3 في المئة وسهم “سيمنس إنيرجي” 2.2 في المئة.

وهوى سهم “يونيليفر” ثلاثة في المئة بعدما أعلنت عملاق السلع الاستهلاكية أن الرئيس التنفيذي هاين شوماخر سيستقيل وأن المدير المالي فرناندو فرنانديز سيحل مكانه.

وفي مواجهة هذه الخسائر، صعد مؤشر أسهم شركات الفضاء والدفاع الأوروبي بأكثر من واحد في المئة بعدما أشارت تقارير إلى أن المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرتس بدأ محادثات للموافقة بسرعة على إنفاق دفاعي يصل إلى 200 مليار يورو (209.44 مليار دولار).

وارتفعت أسهم شركات صناعة الأسلحة الألمانية راينميتال وهينسولدت ورينك 2.6 في المئة و2.5 في المئة و6.1 في المئة على الترتيب.

وقفز سهم “تيسن كروب” ستة في المئة بعدما قال رئيسها التنفيذي إن المجموعة ستعقد اجتماعاً للمساهمين قبل فصل قسم السفن الحربية.

“نيكاي” عند أدنى مستوى في 3 أشهر

أغلق المؤشر “نيكاي” الياباني عند أدنى مستوى في ثلاثة أشهر اليوم الثلاثاء مع اقتفاء أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى أثر الخسائر في “وول ستريت” الليلة الماضية، ومع تأثر المعنويات بتكهنات بأن الولايات المتحدة قد تشدد القيود على واردات أشباه الموصلات من الصين.

وتراجع مؤشر “نيكاي” 1.4 في المئة إلى 38237.79 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ الـ29 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، فيما أغلق المؤشر الأوسع نطاقاً “توبكس” منخفضاً 0.4 في المئة عند 2724.7 نقطة.

وفي “وول ستريت”، أغلق المؤشر المجمع “ناسداك” الذي يعتمد على التكنولوجيا على انخفاض بأكثر من واحد في المئة أمس الإثنين، وسط قلق المستثمرين إزاء الطلب على التكنولوجيا الداعمة للذكاء الاصطناعي بينما يترقبون نتائج شركة “إنفيديا” ذات التأثير الكبير في السوق.

وفي غضون ذلك، ذكرت وكالة “بلومبيرغ نيوز” اليوم أن مسؤولين أميركيين التقوا في الآونة الأخيرة نظراء يابانيين وهولنديين في شأن منع مهندسي شركتي “طوكيو إلكترون” و”أي أس أم أل” من صيانة معدات أشباه الموصلات في الصين في إطار سعي الولايات المتحدة إلى الحد من البراعة التكنولوجية للصين.

وهبطت أسهم شركة “طوكيو إلكترون اليابانية” 4.9 في المئة وأسهم نظيرتها “أدفانتست” 6.5 في المئة، وتتعامل “أدفانتست” مع “إنفيديا” ضمن عملاء آخرين.

ولم يقدم الين دعماً يذكر للأسهم بعدما لامست العملة اليابانية أمس أعلى مستوى مقابل الدولار منذ أوائل ديسمبر 2024، وارتفع الدولار أمام الين قليلاً اليوم إلى 149.81 ين.

من ناحية أخرى ارتفعت أسهم “إتوتشو” و”ماروبيني” و”ميتسوبيشي” و”ميتسوي” و”سوميتومو” الأميركية بعدما قال الملياردير وارن بافيت السبت الماضي إن شركته العملاقة “بيركشير هاثاواي” من المرجح أن تزيد حصصها في خمس دور تجارة يابانية.

وقال العضو المنتدب لشركة “سنجين كابيتال” في سيدني، جيمس هالس، إنه على رغم أن تصريحات بافيت عززت موقف شركات التداول، فمن غير المرجح أن تؤثر في المعنويات بصورة عامة في سوق الأسهم اليابانية.

وصعد سهم “فاست ريتيلنغ” المالكة العلامة التجارية “يونيكلو” ثلاثة في المئة، وهوى سهم مجموعة “سوفت بنك” التي تركز على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي 4.3 في المئة، في حين ارتفع سهم “تويوتا موتور” للسيارات 0.2 في المئة.

نقلاً عن : اندبندنت عربية