أصبحت مهارات الذكاء الاصطناعي مطلبًا أساسيًا في ربع الوظائف التقنية المطروحة في الولايات المتحدة خلال عام 2025، في ظل سعي الشركات لمواكبة التطورات التكنولوجية. وتشير البيانات إلى أن 36% من الوظائف التقنية في قطاع المعلومات، الذي يضم عمالقة التكنولوجيا، أصبحت تتطلب معرفة بالذكاء الاصطناعي. كما امتد هذا الطلب إلى القطاع المالي وشركات الاستشارات، التي تبحث عن خبراء في تطوير الخوارزميات والنماذج الذكية.

نقطة تحول في سوق الوظائف التكنولوجية

يقول أنيل ك. غوبتا، الأستاذ بجامعة ميريلاند، إن إطلاق “جي بي تي” من أوبن أي آي أواخر 2022 أحدث ثورة في دمج الذكاء الاصطناعي بالوظائف، مما أدى إلى انتشاره في مختلف القطاعات رغم تباطؤ التوظيف العام بعد جائحة كورونا.

تأثير واسع في القطاعات غير التقنية

حتى القطاعات التي كانت تشغل حصة صغيرة من الوظائف التكنولوجية بدأت في تعزيز اعتمادها على الذكاء الاصطناعي، حيث تضاعفت نسبة الوظائف التقنية المرتبطة به في قطاع الرعاية الصحية خلال يناير الماضي مقارنة بالسنوات السابقة.

ليس دورًا جديدًا.. بل مهارة مطلوبة في الوظائف التقليدية

يؤكد توماس فيك، المدير الإقليمي في شركة “روبرت هاف” للتوظيف، أن الشركات لا تبحث فقط عن أدوار جديدة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، وإنما عن مهنيين قادرين على دمج هذه التقنيات في وظائفهم الحالية، مثل مهندسي الأمن السيبراني الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتحليل التهديدات بشكل أكثر دقة.

وظائف الذكاء الاصطناعي تحقق نموًا بنسبة 68%

رغم أن الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لا تزال تشكل 1.3% فقط من إجمالي الوظائف المُعلنة، إلا أنها شهدت نموًا بنسبة 68% منذ أواخر 2022، في حين تراجعت إعلانات الوظائف التقنية التقليدية بنسبة 27% خلال نفس الفترة.

ميزة تنافسية في الرواتب والأمان الوظيفي

يقول آندي تشالنجر، نائب الرئيس الأول في “تشالينجر غراي أند كريسماس”، إن المهندسين الذين لا يمتلكون مهارات الذكاء الاصطناعي لا يزالون قادرين على النجاح، لكن من يمتلك هذه المهارات يحصل على رواتب أعلى وأمان وظيفي أكبر. كما أشار إلى أن الشركات تحافظ بشدة على موظفي الذكاء الاصطناعي، ما يجعلهم أقل عرضة لفقدان وظائفهم.