وافق الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول على التوجه إلى مقر هيئة التحقيق اليوم الأربعاء للمثول أمام المحققين لاستجوابه بشأن محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية في البلاد قبل نحو شهر ونصف، بحسب ما أعلن أحد محاميه.
وقال المحامي سيوك دونغ-هيون عبر فيسبوك إن “الرئيس يون قرر الحضور شخصياً إلى مكتب هيئة مكافحة فساد كبار المسؤولين (التي تتولى التحقيق في هذه القضية) اليوم الأربعاء”، مشيراً إلى أن موكله سيلقي خطاباً علنياً في وقت لاحق من اليوم.
وأعلن مسؤول في هيئة مكافحة الفساد في كوريا الجنوبية اليوم أن المحققين الذين بدأوا فجر الأربعاء محاولتهم الثانية لتوقيف يون سوك يول تمكنوا من دخول مقر إقامته الرسمي. وقال المسؤول للصحافيين “لا نعرف العدد الدقيق للأشخاص الموجودين داخل المقر، لكن هناك مدعون عامون”.
وأفادت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء أن الذين حضروا إلى مقر الإقامة الرسمي للرئيس بقصد توقيفه تمكنوا من دخول المقر بعدما تسلقوا سور المجمع بواسطة سلالم.
وقالت الوكالة إن “المحققين دخلوا مقر الرئاسة باستخدام سلالم” واخترقوا “حاجزاً ثانياً”، فيما أظهرت لقطات بثتها قنوات تلفزيونية دخول المحققين إلى المجمع الرئاسي.
وكانت “يونهاب” أفادت قبل ذلك بقليل أن صدامات اندلعت لدى محاولة المحققين دخول مقر الإقامة الرئاسي. وقالت الوكالة إن “المحققين انخرطوا في اشتباك جسدي أثناء محاولتهم دخول مقر الرئاسة بالقوة” تنفيذاً لأمر قضائي جديد بتوقيف يون. ولم توضح يونهاب الفريق الذي تعارك معه المحققون أثناء محاولتهم اقتحام المجمع.
وينفذ هذه المحاولة الجديدة فريق مشترك من المحققين من “مكتب التحقيق في الفساد” (الذي فتح تحقيقاً بشأن يون بتهمة التمرد) والشرطة. وقبيل بدء مداهمتهم مقر إقامة يون، حذر المحققون من أنهم سيعتقلون أي شخص يحاول منعهم من تنفيذ مهمتهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم تفلح محاولة محققين في الثالث من يناير (كانون الثاني) الجاري في تنفيذ أول مذكرة اعتقال على الإطلاق تصدر ضد رئيس كوري جنوبي في منصبه، بعد مواجهة مع مئات من عناصر الأمن الرئاسي والحرس العسكري.
وأجّلت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية أولى جلسات محاكمة الرئيس الموقوف عن العمل أمس الثلاثاء بعد دقائق من بدئها بسبب غيابه عن الجلسة، وأفاد متحدث باسم المحكمة الدستورية بأن الجلسات “بدأت”، مضيفاً أن الجلسة الأولى من بين خمس جلسات مؤكدة انتهت بعد دقائق في غياب يون.
وقال محامي يون في وقت سابق إن الرئيس المقيم في مسكنه بسيول منذ أسابيع لن يحضر الجلسة، وإن محاولة السلطات اعتقاله منعته من التعبير عن موقفه أثناء المحاكمة.
وذكر القائم بأعمال رئيس المحكمة مون هيونغ باي أنه تقرر عقد الجلسة التالية غداً الخميس وأنها ستستمر حتى في حال غياب يون مع وجود الفريق القانوني الذي يمثله. وقال يون كاب كيون، وهو أحد محامي يون، من خارج المحكمة إن الرئيس سيقرر إذا ما كان سيحضر جلسة المحكمة الخميس بعد مناقشات بخصوص إستراتيجية الدفاع عنه.
ويتعين أن تقرر المحكمة الدستورية خلال 180 يوماً ما إذا كانت ستعزل يون من منصبه أو تحكم بأن يستعيد سلطاته الرئاسية، على خلفية محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية.
وأغرق إعلان يون الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) 2024 كوريا الجنوبية في أسوأ أزمة سياسية تشهدها منذ عقود، بعدما وجه الجنود لاقتحام البرلمان في مسعى فاشل لمنع النواب من التصويت ضد قراره.
وسارع البرلمان بالتصويت لمصلحة عزله بعد ذلك وتعليق مهامه، ليلتزم هو مقر إقامته رافضاً طلبات الاستدعاء الصادرة عن المحققين الذين يحققون في تهم التمرد التي يواجهها، بينما استعان بالفريق المكلف أمن الرئيس لمقاومة توقيفه.
وعزل النواب أيضاً الرئيس بالإنابة الذي حل مكان يون الشهر الماضي، لتدخل البلاد أكثر في عدم الاستقرار السياسي. وبدا الرئيس الحالي بالوكالة غير مستعد للدخول في مواجهة مفضلاً دعوة جميع الأطراف للتفاوض على حل.
ومن المقرر بأن تعقد باقي جلسات المحكمة أيام الـ16 والـ21 والـ23 من يناير الجاري، إضافة إلى الرابع من فبراير (شباط).
نقلاً عن : اندبندنت عربية