في ظل تزايد حملات التشكيك في تدوين السيرة النبوية والطعن في مصداقيتها، تصدى الأزهر الشريف ومؤسسات دينية مثل دار الإفتاء المصرية لهذه الادعاءات عبر استعراض الأدلة العلمية وتاريخ العلماء الذين سجلوا سيرة النبي محمد ﷺ.
الأزهر يبرز ريادة المؤلفين في السيرة النبوية
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، قدم الأزهر الشريف كتابًا بعنوان “أوائل المؤلِّفين في السيرة النبوية” للأستاذ الدكتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف.
يتناول الكتاب الجهود الرائدة للمؤلفين الأوائل الذين وثقوا سيرة النبي ﷺ منذ القرن الأول الهجري.
الكتاب يسرد تفاصيل الطبقات الثلاث الأولى من العلماء الذين دونوا السيرة، مثل أبان بن عثمان وعروة بن الزبير، وصولًا إلى الإمام محمد بن إسحاق، الذي يُعد من أبرز أعلام هذا المجال.
أظهر الكتاب كيف كانت تدويناتهم مستندة إلى منهجية دقيقة اعتمدت على الرواية الشفوية الموثقة بالسند، مما يفند مزاعم المشككين حول عدم صحة السيرة.
الإفتاء: السيرة النبوية سجل مثالي لكل جوانب الحياة
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر منصاتها الرسمية أن السيرة النبوية ليست فقط سجلًا دينيًا، بل هي نموذج مثالي للحياة الإنسانية في أسمى صورها.
وأوضحت أن اهتمام الأمة الإسلامية بتدوين السيرة منذ القرن الأول الهجري كان بهدف نقل حياة النبي ﷺ كقدوة في جميع مجالات الحياة، مستشهدة بالآية القرآنية: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
الإفتاء شددت أيضًا على أن كل روايات السيرة التي وصلت إلينا تخضع لعلم الجرح والتعديل، وهو علم فريد في التراث الإسلامي يضمن مصداقية الروايات ونقلها عن الثقات.
الرد العلمي على الطاعنين
1. الاهتمام المبكر بتوثيق السيرة: بدء تدوين السيرة النبوية في وقت مبكر يعكس حرص الأمة على حفظ حياة النبي ﷺ.
2. الدقة في النقل:
استخدم العلماء منهجية صارمة تقوم على السند المتصل، مما يجعل التشكيك في الروايات أمرًا غير علمي.
3. الأثر الروحي والأخلاقي للسيرة:
السيرة النبوية ليست مجرد أحداث تاريخية، بل مصدر للإلهام الروحي والاقتداء العملي، وهو ما يجعل الطعن فيها طعنًا في منظومة القيم الإنسانية.
الأزهر في معرض الكتاب: منصة لنشر الوسطية
جناح الأزهر بمعرض الكتاب هذا العام يشمل أركانًا متعددة مثل ركن الفتوى والخط العربي وركن الأطفال. يعكس هذا التنوع رسالة الأزهر في نشر الفكر الوسطي، وهو ما يؤكد مسؤوليته التعليمية والدعوية في مواجهة التحديات الفكرية التي تستهدف تراث الأمة الإسلامية.
حملات التشكيك في السيرة النبوية ليست وليدة اللحظة، لكنها تواجه دائمًا بردود علمية قوية من مؤسسات إسلامية كبرى مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية. هذه الردود تعتمد على إبراز منهجية تدوين السيرة وأهميتها كجزء أصيل من الهوية الإسلامية.
نقلاً عن : الوفد