دخلت رسوم جمركية أميركية نسبتها 10 بالمئة على الواردات الصينية حيّز التنفيذ اليوم الثلاثاء، ما يهدد بتجدد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم مع معاقبة الرئيس دونالد ترمب الصين لعدم وقف تدفق المخدرات غير المشروعة.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن ترمب لن يتحدث إلى نظيره الصيني شي جين بينغ حتى وقت لاحق من الأسبوع.

الصين ترد

في المقابل، أعلنت الصين أنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 10 في المئة على وارداتها من النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات الكبيرة والشاحنات الصغيرة من الولايات المتحدة.

وقالت الصين أيضاً إنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 15 في المئة على وارداتها من الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، مضيفة أن القرار سيدخل حيز التنفيذ الإثنين المقبل.

“مسرور جداً”

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن أمس أنه “مسرور جداً” بالمحادثة الهاتفية التي أجراها لتوه مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو واتفقا خلالها على أن تجمد واشنطن لمدة 30 يوماً فرض رسوم جمركية على الواردات الكندية مقابل تعهدات تنفذها أوتاوا.

وكتب ترمب على شبكته “تروث سوشيال” للتواصل الاجتماعي، “أنا مسرور جداً بهذه النتيجة الأولية، والرسوم الجمركية التي أُعلن عنها السبت ستعلق لمدة 30 يوماً لمعرفة ما إذا كان من الممكن هيكلة اتفاق اقتصادي نهائي مع كندا” التي “وافقت على ضمان أمن حدودنا الشمالية، وإنهاء آفة المخدرات القاتلة مثل الفنتانيل”.

من جانبه أعلن ترودو أن ترمب وافق خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما أمس على أن تعلق الولايات المتحدة لمدة 30 يوماً فرض رسوم تجارية على واردتها من البضائع الكندية مقابل تعهدات قطعتها أوتاوا.

وقال ترودو في منشور على منصة “إكس”، “أجريتُ للتو مكالمة جيدة مع الرئيس ترمب”، مشيراً إلى أن كندا ستنشر ما يقرب من 10 آلاف عسكري للمساعدة في تأمين الحدود البرية بين البلدين، وستدرج كارتيلات المخدرات المكسيكية على قائمة المنظمات الإرهابية، وستعين مفوضاً لشؤون مكافحة مخدر الفنتانيل وستتعاون مع واشنطن في مكافحة الجريمة المنظمة والفنتانيل (مادة أفيونية قاتلة) والإتجار بالبشر وتبييض الأموال.

“محادثة ودية”

وعلق الرئيس الأميركي أمس فرض رسوم جمركية على الواردات المكسيكية بعد “محادثة ودية” مع نظيرته المكسيكية وأعرب عن نيته التباحث في هذه المسألة مع كندا والصين.

 

وأعلن دونالد ترمب والرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم في وقت متزامن تقريباً أن الولايات المتحدة علقت اعتباراً من الثلاثاء ولمدة شهر فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على الواردات المكسيكية.

وتوصل ترمب وشينباوم إلى “اتفاق” موقت بعد محادثة وصفها الرئيس الأميركي على منصته “تروث سوشيال” بأنها كانت “ودية”.

وأعلن ترمب أن المكسيك تعهدت إرسال 10 آلاف جندي إضافي إلى الحدود مع الولايات المتحدة “لوقف تدفق الفنتانيل والمهاجرين غير النظاميين” إلى الولايات المتحدة.

في المقابل منح ترمب المكسيك فترة سماح قبل فرض التعريفات الجمركية التي توعد بها.

أوروبا

وقال ترمب إن الأوروبيين استغلوا الولايات المتحدة لسنوات طويلة، وهذا غير منصف، مؤكداً أنه سيفرض رسوماً جمركية عليهم مقابل ضرائبهم المرتفعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان ترمب أكد اعتزامه فرض رسوم جمركية على المنتجات الأوروبية “قريباً جداً”. وأكد الاتحاد الأوروبي الأحد أنه سيرد “بحزم” إذا فرض ترمب رسوماً جمركية عليه.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى افتتاح اجتماع غير رسمي لقادة دول وحكومات الاتحاد في بروكسل، “إذا تعرضنا لهجوم حول المسائل التجارية، فسيكون على أوروبا، كقوة ثابتة على موقفها، أن تفرض احترامها، وبالتالي أن ترد”.

من جانبه اعتبر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن “علينا بذل كل ما بوسعنا لتفادي هذه الرسوم الجمركية وهذه الحروب التجارية غير المجدية إطلاقاً والحمقاء”.

وزير الدفاع الأميركي يزور الحدود مع المكسيك

زار وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أمس الإثنين القوات التي نُشرت على الحدود مع المكسيك لمكافحة الهجرة غير النظامية. وفي أول زيارة له كوزير للدفاع، التقى هيغسيث بالجنود الأميركيين الذين تم نشرهم بأمر من ترمب قبل أن يتفقد الحدود بنفسه.

 

وقال هيغسيث في تصريحات بثها التلفزيون، “هذه حقبة جديدة على الحدود الجنوبية، حقبة جديدة من التصميم والتعاون، ونحن في وزارة الدفاع فخورون بأن نكون جزءا منها”. وأضاف، “سوف نسيطر على هذه الحدود”.

وأمر ترمب بعد يومين من توليه منصبه في الـ20 من يناير (كانون الثاني)، بإرسال 1500 جندي إضافي إلى الحدود، حيث أعلن حالة الطوارئ. وفي المجموع، نشر 4 آلاف جندي لمراقبة الحدود ومنع المهاجرين غير النظاميين من العبور من المكسيك.

وعند عودته إلى البيت الأبيض وعد ترمب بإطلاق “أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا”، مع استخدام الجيش إذا لزم الأمر. كما يحاول الرئيس الجمهوري إنهاء حق المواطنة بالولادة المنصوص عليه في الدستور الأميركي والضغط على دول أميركا الوسطى واللاتينية لتحد من تدفق المهاجرين إلى بلاده.

وقال هيغسيث أمس الإثنين، “بالنسبة إلى عصابات تهريب البشر، كل الخيارات مطروحة على الطاولة”، من دون مزيد من التفاصيل. وأضاف أن “أية أصول ضرورية” من وزارة الدفاع سوف تُستخدم لدعم “طرد واعتقال الموجودين في بلادنا بصورة غير قانونية”، بما في ذلك القاعدة الأميركية في خليج غوانتانامو في كوبا.

والأسبوع الماضي أمر ترمب بإنشاء مركز احتجاز قادر على استيعاب 30 ألف مهاجر غير نظامي في قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا التي تضم سجناً تنتقده المنظمات غير الحقوقية.

وقالت القيادة الجنوبية الأميركية أمس الإثنين إنه تم نشر 150 جندياً إضافياً في القاعدة خلال عطلة نهاية الأسبوع لدعم “عمليات احتجاز الأجانب غير الشرعيين”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية