شهدت سوق العملات الأجنبية في طهران ارتفاعًا جديدًا في أسعار الصرف، بعد تراجع مؤقت أعقب إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قرب انطلاق مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران. وكانت العملة الأميركية قد انخفضت إلى نحو 99 ألف تومان، لكنها عادت للصعود مجددًا لتسجل نحو 101 ألف تومان في سوق “فردوسي” الشهيرة بالعاصمة الإيرانية، مع مؤشرات لاستمرار هذا الاتجاه التصاعدي.

توتر سياسي يسبق المفاوضات

يأتي هذا الارتفاع في وقت تصاعد فيه الجدل بشأن طبيعة المفاوضات بين الجانبين. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر أميركية أن واشنطن قد تلغي إرسال المبعوث ستيف ويتكوف إلى سلطنة عمان، إذا استمرت طهران في رفض المفاوضات المباشرة، في خطوة قد تُفسر كتصعيد سياسي وربما عسكري، من شأنه أن يزيد الضغوط الاقتصادية على إيران.

العملات الأجنبية تواصل الارتفاع

بالتوازي مع الدولار، شهدت بقية العملات الأجنبية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تم تداول اليورو عند 110.9 آلاف تومان، والليرة التركية بـ2675 تومان، والجنيه الإسترليني بـ128 ألف تومان، في حين سجل الدرهم الإماراتي 27.5 ألف تومان، والدولار الكندي 71 ألف تومان، واليوان الصيني 13.8 ألف تومان.

الذهب يرتفع رغم تراجعه عالميًا

ورغم تراجع أسعار الذهب عالميًا، ارتفع سعر الذهب داخل إيران، حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار 18 نحو 7.3 ملايين تومان، فيما وصلت قيمة السبيكة من نوع “إمامي” إلى 90 مليون تومان، و”بهار آزادي” إلى 81 مليون تومان، ونصف السبيكة بـ60 مليون، والربع بـ30.8 مليون تومان.

الريال الإيراني يواصل الانخفاض

وفي مؤشر إضافي على التراجع الحاد للعملة المحلية، انخفض سعر صرف الريال الإيراني أمام العملة الأفغانية، حيث بلغ سعر الأفغاني الواحد 1431 تومانًا، وهو ما يُظهر التدهور المتواصل في القوة الشرائية للريال.

ويُرجع خبراء اقتصاديون هذا التدهور إلى مجموعة من العوامل، منها التهديدات العسكرية المتزايدة، والعقوبات الدولية، وغياب الإصلاحات الاقتصادية، فضلًا عن ارتفاع معدلات التضخم وعدم الاستقرار النقدي.

مصير مفاوضات عمان

وفي سياق متصل، أفادت واشنطن بوست أن فريق التفاوض الأميركي قدم طلبًا رسميًا لعقد مفاوضات مباشرة مع إيران في عمان يوم السبت. غير أن مصادر حذرت من إمكانية إلغاء اللقاء في حال تمسكت طهران برفض الحوار المباشر.

وفي الوقت الذي أكدت فيه المتحدثة باسم البيت الأبيض أن المفاوضات ستكون مباشرة، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن بلاده ترفض التفاوض تحت التهديد، وأن أي مفاوضات ستكون غير مباشرة، معتبرًا أن “الإملاءات لا تُعد تفاوضًا”.

تدهور اقتصادي متسارع

شهدت الأسواق الإيرانية خلال الأشهر الخمسة الماضية ارتفاعًا حادًا في سعر الدولار من 60 ألف إلى 106 آلاف تومان، ما انعكس على أسعار السلع الأساسية التي تضاعفت بنسبة تجاوزت 100%.