فى الآونة الأخيرة، ظهرت على منصة تيك توك مجموعة تقدم خدمة غريبة من نوعها، حيث تدعى أنها تستطيع توفير “أصدقاء مستعارين” لحضور حفلات الزفاف والتعامل مع العروس أو العريس وكأنهم أصدقاء مقربون، هذا الاتجاه أثار جدلًا واسعًا بين مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، فمنهم من رأى فيه حلًا عمليًا للوحدة، ومنهم من اعتبره انعكاسًا سطحيًا للضغط المجتمعى والسعى خلف المظاهر. 

وتوضح خبيرة الصحة النفسية والمهارات الحياتية، الدكتورة علياء ممدوح لـ”اليوم السابع” أن هذه الظاهرة تلمس جانبًا حساسًا لدى الكثير من الشخصيات الانطوائية التى تفضل العزلة، لكنها تحتاج فى لحظات حياتها المهمة إلى الشعور بالونس ومشاركة فرحتها مع الآخرين.


 


خبيرة الصحة النفسية أشارت إلى أن المجتمع أحيانًا يفرض معايير غير واقعية، خاصة فى المناسبات الكبرى مثل حفلات الزفاف، إذ تدفع الصور المثالية على وسائل التواصل الاجتماعى البعض إلى محاكاة هذه المظاهر، حتى لو كانت على حساب سعادتهم الحقيقية.


 


لقطة من فيديو للخدمة


المظاهر vs. المشاعر الحقيقية


تقول خبيرة الصحة النفسية: “استعارة غرباء لتكوين لمة زائفة فى ليلة العمر لا يمكن أن يمنح السعادة الحقيقية، إنها مجرد لحظة مؤقتة من المشاعر المزيفة التي تنتهي مع انتهاء الحفل، تاركة الفرد وحيدًا أكثر مما كان عليه من قبل”.


 


وأضافت أن من يحبون المظاهر قد يجدون أنفسهم مضطرين لاتباع هذه الأفكار، لكن تأثيرها يبقى سطحيًا وعابرًا.


 


لماذا يلجأ البعض إلى هذه الفكرة؟


بحسب خبيرة الصحة النفسية، الأسباب تتنوع بين فقدان الثقة بسبب الخذلان، والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، والانشغال، وصولًا إلى البحث عن رضا الآخرين بأى ثمن، هذا البحث المستمر عن السند والونس، حتى لو كان مؤقتًا، يعكس نقصًا عميقًا فى مشاعر الأمان والثقة بالنفس.




الفرح الحقيقى يكمن فى العلاقات الصادقة


تختتم خبيرة الصحة النفسية حديثها بتأكيد أن السعادة الحقيقية لا تأتى إلا من خلال مشاركة اللحظات مع أشخاص حقيقيين يحملون مشاعر دافئة وصادقة، حتى لو كان العدد قليلًا، فإن وجود شخص واحد صادق أفضل من مئات الأشخاص المزيفين.


 

حضور حفل زفاف
حضور حفل زفاف


لماذا يلجأ الناس إلى الونس الزائف؟


وأضافت خبيرة المهارات الحياتية أن البعض عاشق للمظاهر والبعض الآخر يضطر لذلك كى يملأ فراغا أو يبحث عن لحظة فرح حتى لو سطحية.


ما الذى يجعل الإنسان يصل لمرحلة الوحدة التى تجبره للجوء لمثل هذه الأفكار؟


كما أوضحت أن الخذلان وفقدان الثقة من أهم الأسباب التى تفقد البعض الثقة بمن حولهم إلى أن يصل إلى الوحدة، أو الفقد للأهل والأقارب بسبب السفر مثلاً أو الانشغال الدائم، أما إن كنت شخصية من الشخصيات الحساسة التى دائما تبحث عن رضا الآخرين.


والتي تستمد ثقتها بنفسها وتقديرها لذاتها من دعم المحيطين، فالوضع أكثر سوءاً، تلك الشخصيات دائمة البحث عن السند والأمان والاهتمام حتى وإن كانوا يعلمون أنه مؤقت وزائف.


للأسف الافتقاد لمشاعر الأمان يضطر البعض إلى فعل أى تصرف حتى إن كان زائفاً فهو بمثابة مهدئ لافتقاد الأمان.


وأضافت أن حب المظاهر يفرض على أصحابه الاستعانة بمثل هذه الأفكار لكن للأسف هذا الونس لا يسمن ولا يغنى من جوع، فتأثيره مؤقت إلى أن ينتهى ويشعر الفرد بالضيق والندم على فعلته، وتتحول الفرحة إلى لوم وجلد للذات.


فالسعادة الحقيقية لا تأتى إلا لو كانت مع شخصيات حقيقية مشاعرهم دافئة، حتى لو كان عددا قليلا للغاية، فقد يكون شخصا واحدا حقيقيا وصادقا أفضل من المئات المزيفين.

حفل زفاف
حفل زفاف

نقلاً عن : اليوم السابع