مع حلول عطلة عيد الفطر، يتوجه آلاف السعوديين إلى قراهم لقضاء العيد مع عائلاتهم بعيدًا عن أجواء المدن الكبرى مثل الرياض. وتعتبر هذه العادة جزءًا من ارتباط السعوديين بجذورهم العائلية ورغبتهم في استعادة أجواء الأعياد التقليدية.
نزوح نحو القرى
في كل مناسبة دينية، تشهد العاصمة الرياض حركة نزوح مؤقتة نحو القرى، حيث يسعى السكان إلى الابتعاد عن زحام المدينة والاستمتاع بالهدوء والأجواء العائلية. وتتميز هذه المناطق الريفية بالحياة التقليدية والعادات التي لا تزال حاضرة، مثل التجمعات الأسرية، والولائم، والممارسات الشعبية الخاصة بالعيد.
يقول ناصر العتيبي، أحد سكان الرياض، إن العيد في المدينة يفقد بعضًا من رونقه بسبب الزحام والانشغال بالحياة السريعة، بينما في القرى يجتمع الأهل ويعيشون لحظات مميزة مع كبار السن. أما أم عبدالله، فتؤكد أن الأجواء في القرى تعيد لها ذكريات طفولتها، حيث لا تزال العادات القديمة قائمة، مثل الذبائح والتجمعات العائلية والأكلات الشعبية.
ويرى المختص الاجتماعي محمد الحمزة أن هذه الظاهرة ليست مجرد هروب من زحام المدن، بل تعكس بحث الأفراد عن الجذور والانتماء. فالقرى توفر بيئة اجتماعية دافئة تسهم في تعزيز الروابط العائلية وتجديد الشعور بالانتماء. كما أن الطبيعة الهادئة في القرى تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر، إلى جانب انخفاض تكاليف المعيشة مقارنة بالمدن.
ولا تقتصر هذه الهجرة المؤقتة على الجانب الاجتماعي، بل تؤثر أيضًا على الاقتصاد المحلي، حيث تنشط الأسواق الشعبية وتزداد حركة البيع والشراء، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات المحلية والأكلات التقليدية.
بهذه العادات، يحافظ السعوديون على صلة وثيقة بتراثهم وثقافتهم، مما يجعل الأعياد فرصة لاستعادة أجواء الماضي والاستمتاع بأوقات مميزة مع العائلة.