من المتوقع أن تغزو السيارات الكهربائية الصينية شوارع بريطانيا، إذ تشير التوقعات إلى أن يتجاوز عددها 400 ألف مركبة بحلول عام 2030.
وبحسب التوقعات التي أجرتها منصة “أوتو تريدر” فإن 25 في المئة من إجمال السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة ستكون من تصنيع شركات صينية بحلول موعد الحظر البريطاني على بيع السيارات العاملة بالبنزين والديزل وحسب، وذلك على رغم المخاوف المتعلقة بالخصوصية وجودة المركبات.
وكثفت شركات السيارات الصينية جهودها للاستحواذ على حصة أكبر في السوق البريطانية خلال الأعوام الأخيرة، مستفيدة من أسعارها التنافسية، ومن بين النماذج التي جذبت المستهلكين، سيارة “Leapmotor T03 ” التي تبدأ أسعارها من 15995 جنيهاً إسترلينياً (19.903 ألف دولار) والسيارة “GWM ORA 03” التي يبدأ سعرها من 24995 جنيهاً إسترلينياً (31.100 ألف دولار).
إلى ذلك ارتفع عدد السيارات الكهربائية الجديدة التي يقل سعرها عن 30000 جنيه إسترليني (37.33 ألف دولار)، من تسع سيارات وحسب العام الماضي إلى 29 سيارة هذا العام.
وأجرت منصة “أوتو تريدر” استطلاعاً لرأي السائقين حول موقفهم من السيارات الصينية، وأظهرت النتائج أن السائقين الأكبر سناً كانوا الأقل ترحيباً بها، إذ أعرب 41 في المئة ممن تجاوزت أعمارهم 55 سنة عن مخاوفهم في شأن أمن البيانات والأخطار المتعلقة بالخصوصية، بينما قال 43 في المئة إنهم لا يثقون بجودة هذه السيارات.
في المقابل، كان موقف السائقين الشباب مختلفاً تماماً، إذ أبدى 57 في المئة ممن تتراوح أعمارهم ما بين 17 و34 سنة دعمهم للسيارات الصينية، مدفوعين بعوامل مثل الأسعار التنافسية والتكنولوجيا المبتكرة.
منصة “أوتو تريدر” أجرت استطلاعاً شمل 3985 شخصاً بالغاً، وقال المدير التجاري في منصة “أوتو تريدر” إيان بلمر إلى الـ”تايمز” “أصبحت العلامات التجارية الصينية لاعباً محورياً بصورة متزايدة في تحول بريطانيا نحو السيارات الكهربائية، نظراً إلى قدرتها على تقديم سيارات كهربائية عالية الجودة وبأسعار معقولة تكسب تأييد السائقين الشباب، الذين سيؤدون دوراً أساساً في تعزيز اعتماد السيارات الكهربائية”.
وأضاف “لكن صعود العلامات التجارية الصينية ترافقه تحديات، إذ لا تزال ثقة المستهلكين في جودة هذه السيارات وسلامتها متفاوتة، لا سيما بين المشترين الأكبر سناً”.
بريطانيا لم تفرض تعريفات على السيارات الصينية
من جانبه، قال رئيس قسم الإستراتيجية في المنصة مارك بالمر، إن “الشركات المصنعة الصينية طموحة للغاية، وعدد منها يستهدف تحقيق مبيعات كبيرة في بريطانيا”.
وتعد بريطانيا سوقاً جذابة لهذه الشركات، إذ اختارت الحكومة عدم فرض تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية الواردة من الصين، على عكس الإجراءات التي اتخذها قادة الاتحاد الأوروبي.
وأضاف مارك بالمر “نحن سوق أكثر جاذبية بنسبة 100 في المئة لهذه الشركات، ولدينا قطاع قوي للسيارات الكهربائية، مما يجعلها حريصة على ترسيخ وجودها هنا”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المدير التنفيذي السابق في “أستون مارتن” و”نيسان” آندي بالمر إن “الإلكترونيات الذكية وبرمجيات الذكاء الاصطناعي أصبحت ظاهرة في عصرنا الحالي وهي منتشرة في كل شيء نمتلكه تقريباً”.
وأضاف “بالنسبة إلى البعض، أثار ذلك مخاوف في شأن تزايد انتشار السيارات الكهربائية الصينية وخطر التجسس، ويجب أن نكون على دراية بالأخطار، لكن من دون أن نحمل الصين أو السيارات الكهربائية وحدهما هذه المسؤولية، فهذه الوظائف نفسها يمكن أن تكون موجودة في سيارات الاحتراق الداخلي، والخطر الذي تشكله الهواتف ربما يكون أكبر”.
السيارات الصينية ومخاوف التجسس
وتعكس هذه المشاعر دراسة حول العلامات التجارية الصينية في قطاع السيارات من المقرر نشرها الأسبوع المقبل من قبل شركة “إسكالنت” للاستشارات السوقية، وقال المدير العام للشركة في بريطانيا مارك كاربنتر “وجدنا أن صدقية السلع الصينية بصورة عامة تتأخر كثيراً مقارنة بدول أخرى”، مستدركاً “لكن عند التركيز على السيارات، يكون الفارق أقل، إذ يبدي المستهلكون استعداداً لتغيير رأيهم إذا كان السعر والجودة متقاربين”.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للهيئة التجارية لشركة “إلكتريك فيهيكلز يو كيه” دان سيزر “من الطبيعي أن يشعر البعض بالقلق من التغيير، لكن الادعاء بأن السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين ستتجسس عليك هو مجرد تهويل لا أساس له”.
وأضاف “السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين من بين أفضل المنتجات في السوق، وهي ميسورة الكلفة أيضاً، وتصنعها شركات مرموقة عازمة على بناء إرث ناجح”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية